تعاون استراتيجي بين تركيا والسودان في لحظه سياسية فارقة

Image result for ‫أردوغان والبشير‬‎
وقع البلدان تركيا والسودان 22 اتفاقية خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الي السودان، وشملت الاتفاقات المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والامنية.. الي جانب تخصيص جزيرة سواكن في البحر الاحمر الي تركيا.
فمن الناحية الاقتصادية، بعد رفع الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة علي السودان منذ عقود فقد وجدت تركيا ان هذه فرصة جيده للدخول الي شرق افريقيا ورسم استراتيجية جديدة في افريقيا عن طريق السودان. فقد قال اردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السوداني عمر البشير ان البلدان يعتزمان زيادة علاقاتهما التجارية الثنائية تدريجيا بزيادة حجم التبادل التجاري من 500 مليون الي 10 مليار دولار.
واضاف ان القطاع الزراعي في السودان يتمتع بإمكانات كبيرة لتحقيق الامن الغذائي في افريقيا، لذلك دعا الرئيس اردوغان الشركات التركية الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في تركيا، واضاف ايضا ان السودان تمتلك كميات كبيرة من الذهب وهو طريق اخر للتعاون بين البلدين.
لم تكتفي تركيا بالتعاون الاقتصادي فقط مع السودان، فقد سمح السودان بوجود عسكري تركي علي البحر الاحمر في المياه الاقليمية السودانية بهدف مكافحة الارهاب وحماية السفن العسكرية. وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور ان الخرطوم حريصة علي الحفاظ علي امن البحر الاحمر مشيرا الي انها منفتحة علي التعاون مع مختلف الدول الاقليمية في هذا الشأن.
وطلب الرئيس التركي من البشير ان يخصص جزيرة سواكن لتركيا لتعيد انشاءها واعادتها الي اصلها القديم وبناء حوض بحري لصيانة السفن المدنية والعسكرية فيها، وقد وافق البشير علي طب تركيا بخصوص جزيرة سواكن، حيث يوجد بالجزيرة العديد من المباني القديمة التي يعود تاريخها الي العهد العثماني حيث كانت سواكن قاعدة عسكرية وميناء بحري للأسطول العثماني. وتراجع دورها كميناء بحري بعد الاستقلال واصبحت موقع من المواقع الاثرية القديمة بالسودان.
بعد انتهاء زيارة اردوغان للسودان بدأت نتائج هذه الزيارة والاجواء التي احاطت بها تجعل من الصعب علي من شكك في اهدافها التسليم بأنها مجرد خطوه في مسيرة تعاون طبيعية بين البلدين، فوجد فيها البعض رسائل مباشرة لمصر ودول اخرى، بينما اعتبرها اخرون مجرد محطة في سياسة انقرة المنفتحة علي القارة الافريقية.
بالنسبة للمشككين في اهداف الزيارة فان الوجود التركي في البحر الاحمر مصدر ازعاج وملف يضاف الى الملفات الخلافية مع ما يصفونه بمحور انقره- طهران- الدوحة، وهو ما نفاه وزير الخارجية السوداني بأن بلاده لم تكن في يوم من الايام طرفا في حلف ولا يؤمن اصلا بسياسة الاحلاف.
وقد صدرت السفارة السودانية بالرياض بيان مكتوب حول الاتفاقات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس التركي للسودان، وجاء البيان بعد ادعاءات في صحيفة عكاظ اليومية السعودية التي كتبت ان الخرطوم اعطت المدينة الساحلية سواكن الي انقرة، فقد وافقت السودان علي تسليم جزيرة سواكن مؤقتا لتركيا لإعادة البناء.
وقد نفى المعتز احمد المسئول الصحفي بالسفارة السودانية بالرياض ادعاءات صحيفة عكاظ قائلا: ان هذه الادعاءات تعد اهانه للسلطة السودانية وحقها في تنمية علاقاتها مع الدول الاخرى، واضف ان بلاده تقيم علاقات سليمة مع الدول الاخرى دون المساس بالأمن العربي.
وقال الصادق الزريقي رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين: ان العلاقات السودانية التركية علاقات قديمة وان ما حدث هو تطور طبيعي لهذه العلاقات، ونفى ان هذه الزيارة ستكون على حساب أي جهة من الجهات الاقليمية.
واضاق ان ما اثير عن اهتمام تركيا بجزيرة سواكن هو اهتمام بالتاريخ والثقافة والمناطق الاثرية والاثار العثمانية الموجودة في منطقة سواكن، واكد على ان هذه الزيارة لم تكن ضد مصر ولا ضد أي دوله اخرى.
اما بالنسبة للتعاون العسكري فقال ان السودان تجري تدابير كثيرة لرفع كفاءة الجيش السوداني، وأنه يوجد الان في السودان فرق عسكرية من السعودية والامارات، ويوجد تعاون عسكري في مجال التدريب بين السودان وقطر ودول الخليج، وقال ان السودان دولة ذات سيادة كاملة ومن حقها ان تتعاون في المجال العسكري والمجال الامني مع من تشاء.
اعداد : رواء صالح – باحثه ماجستير في العلوم السياسية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...