عندما يتحوّلُ الألمُ الى أغنيةٍ...
كنتُ أحاولُ أن اجمع أجمل ما تعلمتُ من ْكلماتٍ من عباراتٍ والفاظٍ رطبةٍ أبلُّ بها فمك الساخن الذي ملَّ الكلام والصّراخ، فما عساك تقول بعد أربع وأربعين، كبرت يا وطني الحبيب وتجذرت طلحتك وتضخمت ساقها، الفروع تضاعفت ورائحة النّوار العبقة تفوح وتتناثر وكرياتها الصفراء الخفيفة الرقيقة هنا وهناك، وأينما حطتها من على جناحها النسمات. أيّها الوطن الذي اخترنا لك اسماً مباركاً كما تنتقى أسماؤنا بعد نقعها عيداناً في الحليب، بدأناه "بسم الله وبعونٍ من الله"، اسماً بوسمٍ عربي ٍيليق بفروسية العروبة وبخصال سيد العرب والعجم صلى الله عليه وسلم وما تحمل في بطنها وينطبع على جبينها من صفات الفاتحين المسلمين العرب الاماجد، الذين نشروا روح الحرية وعبادة الواحد القهّار، وقهروا عبادة الانسان لأخيه الإنسان وتأليهه، المساواة تتربع في الاسم كجلساتنا الصحراوية العريضة التي تغوص بنا وسط الكثبان والرمال النّقية الطّاهرة، تحتضننا كما تحتضن البحار زوارق الصّيادين ومراكبهم. بالرصاص والزغاريد وكلمات قليلة في ليلة شتوية باردة، كانت القلوب فيها مشتعلة نارا وحمية وحماسا، وليالي الميلاد ومخاضه يا