في رحاب اللهجة الحسانية (17)


التصغير صيغة مميزة للحسانية
بقلم د غالي الزبير
تصغير الكلمات يحمل دلالة التحبب والاستلطاف من جهة والتحقير والانتقاص من القدر والقيمة من جهة أخرى، والتصغير معروف في اللغة العربية ومنه قول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
وغاب قمير كنت أرجو غيابه
وروَّح رعيــان ونـــوَّم سـمّــَر
وكذلك البيت الشائع عندنا لعبد الرحيم البرعي:
أهابَ سحيراً بالفراقِ مهيبُ
فلباهُ وجداً في الحشا ولهيبُ
ولكن التصغير نادر الاستعمال في اللغة العربية وتكرر كتب النحو الأمثلة ذاتها تقريباً أما في اللهجة الحسانية فإن التصغير شائع وواسع الاستعمال مما يمثل إثراءً كبيراً للقاموس الحساني من خلال مضاعفة عدد المفردات والمعاني التي تحملها، ويلعب التصغير دوراً تقييماً يبين سن أو كم المصغر أو أن يكون المصغر صغيراً مجازاً، كضعف الشخصية أو عديم الاستقامة أو غيرها، وقس على ذلك، كما قد يظهر علاقة المتكلم بالمصغر، تلطفاً أو تحبباً أو احتقاراً أو استهانة، حسب سياق الكلام، وقد يضفي شحنة عاطفية قوية على مقصد الكلام تغني عن التفصيل والإطالة.وكمثال على التصغير كقصد التحبب والاستلطاف نذكر بالمقطع الحساني المشهور:
يا للالي من صاب أنزلناك يالحسي أمنـــيزلنـــا ذاك
وجهرناك ورگـبـــنا مــاك وعدنا كل أوقيت نججوك
كيفت حيلتنا ذيك امعــاك يالحسي اليـــالـيـــنا ذوك
وتميت انت هـو هـــذاك وتمــينا نحـنا هــوم هذوك
فقد صغر الشاعر كلمات الحاسي على صورة "حسي" ومنزل على "أمنيزل" ووقت على "أوقيت"، قصد إعطاء شحنة عاطفية قوية تظهر التحبب والاستلطاف والحنين.ومثال آخر لذلك قول الشاعر الحساني:
كان ذريع لتوين زوين بلد اللهو الماهو حافي
واليوم على ذريع لتوين ما يلعب يكون السافي
وكمثال على التصغير في معنى الاحتقار والاستهانة قول الأمير أمحمد ولد أحمد ولد عيدة في خيل غير أصيلة أرسلها له ابراهيم خليل ولد عمار ولد الشيخ بعد أن استولى على بعض من خيله الأصيلة المعروفة باسم "غزالات" ورفض ردها إليه في قصة طويلة ليس هذا موضع تفصيلها:
هذي لخويلة يا تكلي ألا شيء مـا لا يعـينـيـه
ولاهي زاد من الخيل اللي معقودة في نواصيه
فيرد عليه ابراهيم خليل قائلاً:
خيل أمحمد ذي يالعـطـاي گـالـو عنو مـزوزيـها
يغير ألا ذاك اللي راي، فيها وألا ما هو فيها.
وتروى هذه الأبيات لغيرهما.
ومن الغريب أن تصغير الكلمة في الحسانية قد يعطي معنى مغايرا للكلمة الأصلية في بعض الحالات دون غيرها، كما هو الحال في كلمة "أفيسد" والتي تعني الأبله أو الأحمق وكذلك كلمة "أمحيلي" والتي تعني البخيل أو الرديء.
ونذكر أن تصغير الاسم في اللغة العربية يكون على وزن (فعيل) بضم الفاء وفتح العين في الثلاثي وفي غيره على وزن "فعيعل" و"فعيعيل"، بينما تتنوع وتختلف صيغ التصغير في الحسانية عنها في العربية اختلافاً بيناً كما يظهر من الأمثلة السالفة.
ميزة فريدة للهجة الحسانية تكمن في تصغير الأفعال والصفات ، فمن المعروف أن العربية تصغر الأسماء، كقمير وكليب وعصيفير... الخ، لكن الحسانية تصغر فضلاً عن الاسم، الفعل والصفة أيضاً، فيقال في الحسانية فلان "يليعب" أي يلعب، و"يبيكي" يبكي، و"يكيذب" اي يكذب، وتصغير الصفة، كقولهم "عيمى" اي أعمى، واللون مثل "حيمر" احمر، وتلجأ الحسانية إلى التصغير في العادة، عندما يكون المصغر إما صغير السن أو الحجم أو الكم أو صغير مجازا كضعيف الشخصية أو عديم الاستقامة أو إمعاناً في التعبير عن الاحتقار أو الازدراء أو للتحبب والاستلطاف.
التصغير صيغة مميزة للحسانية
تصغير الكلمات يحمل دلالة التحبب والاستلطاف من جهة والتحقير والانتقاص من القدر والقيمة من جهة أخرى، والتصغير معروف في اللغة العربية ومنه قول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
وغاب قمير كنت أرجو غيابه
وروَّح رعيــان ونـــوَّم سـمّــَر
وكذلك البيت الشائع عندنا لعبد الرحيم البرعي:
أهابَ سحيراً بالفراقِ مهيبُ
فلباهُ وجداً في الحشا ولهيبُ
ولكن التصغير نادر الاستعمال في اللغة العربية وتكرر كتب النحو الأمثلة ذاتها تقريباً أما في اللهجة الحسانية فإن التصغير شائع وواسع الاستعمال مما يمثل إثراءً كبيراً للقاموس الحساني من خلال مضاعفة عدد المفردات والمعاني التي تحملها، ويلعب التصغير دوراً تقييماً يبين سن أو كم المصغر أو أن يكون المصغر صغيراً مجازاً، كضعف الشخصية أو عديم الاستقامة أو غيرها، وقس على ذلك، كما قد يظهر علاقة المتكلم بالمصغر، تلطفاً أو تحبباً أو احتقاراً أو استهانة، حسب سياق الكلام، وقد يضفي شحنة عاطفية قوية على مقصد الكلام تغني عن التفصيل والإطالة.وكمثال على التصغير كقصد التحبب والاستلطاف نذكر بالمقطع الحساني المشهور:
يا للالي من صاب أنزلناك يالحسي أمنـــيزلنـــا ذاك
وجهرناك ورگـبـــنا مــاك وعدنا كل أوقيت نججوك
كيفت حيلتنا ذيك امعــاك يالحسي اليـــالـيـــنا ذوك
وتميت انت هـو هـــذاك وتمــينا نحـنا هــوم هذوك
فقد صغر الشاعر كلمات الحاسي على صورة "حسي" ومنزل على "أمنيزل" ووقت على "أوقيت"، قصد إعطاء شحنة عاطفية قوية تظهر التحبب والاستلطاف والحنين.ومثال آخر لذلك قول الشاعر الحساني:
كان ذريع لتوين زوين بلد اللهو الماهو حافي
واليوم على ذريع لتوين ما يلعب يكون السافي
وكمثال على التصغير في معنى الاحتقار والاستهانة قول الأمير أمحمد ولد أحمد ولد عيدة في خيل غير أصيلة أرسلها له ابراهيم خليل ولد عمار ولد الشيخ بعد أن استولى على بعض من خيله الأصيلة المعروفة باسم "غزالات" ورفض ردها إليه في قصة طويلة ليس هذا موضع تفصيلها:
هذي لخويلة يا تكلي ألا شيء مـا لا يعـينـيـه
ولاهي زاد من الخيل اللي معقودة في نواصيه
فيرد عليه ابراهيم خليل قائلاً:
خيل أمحمد ذي يالعـطـاي گـالـو عنو مـزوزيـها
يغير ألا ذاك اللي راي، فيها وألا ما هو فيها.
وتروى هذه الأبيات لغيرهما.
ومن الغريب أن تصغير الكلمة في الحسانية قد يعطي معنى مغايرا للكلمة الأصلية في بعض الحالات دون غيرها، كما هو الحال في كلمة "أفيسد" والتي تعني الأبله أو الأحمق وكذلك كلمة "أمحيلي" والتي تعني البخيل أو الرديء.
ونذكر أن تصغير الاسم في اللغة العربية يكون على وزن (فعيل) بضم الفاء وفتح العين في الثلاثي وفي غيره على وزن "فعيعل" و"فعيعيل"، بينما تتنوع وتختلف صيغ التصغير في الحسانية عنها في العربية اختلافاً بيناً كما يظهر من الأمثلة السالفة.
ميزة فريدة للهجة الحسانية تكمن في تصغير الأفعال والصفات ، فمن المعروف أن العربية تصغر الأسماء، كقمير وكليب وعصيفير... الخ، لكن الحسانية تصغر فضلاً عن الاسم، الفعل والصفة أيضاً، فيقال في الحسانية فلان "يليعب" أي يلعب، و"يبيكي" يبكي، و"يكيذب" اي يكذب، وتصغير الصفة، كقولهم "عيمى" اي أعمى، واللون مثل "حيمر" احمر، وتلجأ الحسانية إلى التصغير في العادة، عندما يكون المصغر إما صغير السن أو الحجم أو الكم أو صغير مجازا كضعيف الشخصية أو عديم الاستقامة أو إمعاناً في التعبير عن الاحتقار أو الازدراء أو للتحبب والاستلطاف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...