هل سيمل المغاربة من متاعب الملكية على حياتهم ؟

بقلم محمد حسنة الطالب

حينما يذل اي شعب على مر الحياة ، ويجري ترويضه على يد اداة طيعة تخاف غضب الحاكم المستبد وغطرسته ، فأن تراكم المظالم وصور الاضطهاد قد تحدث انفجارا وثورة بين ظهرانه ، قد لاتعرف التردد في وقت من الاوقات ، ولعل ذلك ما يبدو وشيكا في حال الشعب المغربي ، الذي عاش عذابات السنين تحت عرش الحرباء ، الذي لم يقيه يوما من الشقاء ولا من ويلات الحياة وعلقمها ، لقد آن للمغاربة الاحرار ان يستعيدوا ذكرياتهم الاليمة في الماضي والممتدة الى الحاضر دون ادنى تغيير نحو الافضل ، وحينذاك سيجدون انفسهم امام امرين ، اما الرضوخ والهوان الى مالا نهاية وذلك مصير الجبناء ، او ان يستعدوا لرفع الظلم وسيدفعون الثمن غاليا ، لكن النتيجة ستكون مع الارادة لا محالة هي الخلاص من القهر والتسلط ، واذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر .
وثمة اسئلة يجب ان يخمن في إجابتها كل المغاربة الاحرار انطلاقا من نظرة الاستخفاف بهم وبعقولهم ، لاسيما في ما تبوح به بعض التحركات المضللة على الساحة ، سواء كانت داخل المغرب ، او في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، او بخصوص دبلوماسية كاذبة يقودها الملك محمد السادس تجاه افريقيا وكثيرا ما تنتهي بفرنسا ، هذه كلها تحركات لذر الرماد في عيون المغاربة والتعتيم على حقوق الانسان ، والاكثر من ذلك للقفز على العدالة والشرعية الدولية .
من هنا بالضبط تتناسل الاسئلة في مخيلة كل الاحرار الذين طالهم الضرر وعبثت بهم الظروف تحت وطأة التعتيم ، ولم يلمسوا في الواقع إلا زيادة في الشقاء وانهيارا نحو الهاوية .
فهل ستلفت التحشدات العسكرية المغربية بمنطقة الگرگارات حديثا ، انظار الشعب المغربي عن المأسي التي عاشها ويعيشها ؟ هل ستقلل من محاولات الانقلاب التي باتت تهدد النظام الملكي الفاسد والمهيمن بالمغرب ؟ برأيكم هل اصبح الملك في مأمن ، بعد ان اصبح يكثر الترحال ويمضي خارج المغرب اكثر مما تتطلبه اقامته داخله لمعالجة مختلف الازمات المتفاقمة ؟ أليس هذا هروبا من الجحيم ؟ هل سيقرأ الشعب المغربي المظلوم وضباطه الاحرار واقع الهيمنة والاذلال في بلدهم بعيدا عن مناورات القصر وحيل المخزن التي انهكتهم ردحا من الزمن ؟ هل سيعرف الانسان في المغرب ماهية انسانيته والى ما تؤول ؟ هل من حقوق كفلتها الدولة المغربية لافراد شعبها منذ بدايات الاحتجاج حتى اليوم ؟ اين الطفرة التنموية التي يتشدق بها الساسة المأمورين من القصر وينشرها الاعلام المغربي تبجيلا لسياسة ملكية لم تسمن ولم تغن من جوع ؟ ماذا فعلت الملكية للمغاربة ؟ اين اموال الشعب المغربي التي يصرفها الملك في عطله وفي تنقلاته ، وتستثمرها شركات الهولدينغ في العديد من انحاء العالم ؟ لماذا اصبحت ارض المغرب الاسلامي مزارعا للحشيش والقنب الهندي ؟ أليست هذه طريقة اخرى لالهاء الشعب المغربي وقتل روح الثورة فيه ؟ ثم ما الذي جناه هذا الشعب المقهور من الوعود الگاذبة ، ومن التضليل واضاعة الوقت في قضايا لا شأن للمغاربة بهم من بعيد ولا من قريب ، كقضية الصحراء الغربية ؟ فهل وقت الخيرات والثروات المنهوبة من هذه الاخيرة ، المغاربة من شر البلية ، خاصة وانها اقليم متنازع عليه ؟ ان ما يقوم به النظام المغربي من تصعيد عسكري حاليا نحو منطقة الگرگارات خصوصا ، ستكون عاقبته وخيمة على المحتل المغربي بالدرجة الاولى ، لأنه سيصب الزيت على النار المشتعلة في العديد من المدن والقرى والدواوير المغربية الفقيرة ، واحياء الصفيح المنكل بسكانها .
اما انعكاسات ذلك على جبهة البوليساريو ، فيبدو ان الطرف المغربي تناسى اهداف هذه الحركة وارادتها التي هي من ارادة الشعب الصحراوي القائمة على تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وبناء الدولة الصحراةية المستقلة على كامل ترابها الوطني ، ومن هذا المنطلق فلن يتوان الصحراويون في حمل السلاح مجددا والرد على كل من تسول له نفسه اختراق وقف اطلاق النار واختبار معنوياتهم وامكانياتهم وقدراتهم القتالية النابعة من ايمانهم بشرعية قضيتهم العادلة .
لا احد يشك في بداية التهور من طرف النظام الملكي في المغرب ، ولم يكن ذلك إلا لدوافع منها فقدانه المصداقية والحكمة من طرف اغلبية الشعب المغربي ، ومن طرف العديد من الدول في العالم ، ضف الى ذلك تيهانه في منظومة القرارات القوانين والمواثيق الصادرة عن مختلف الهيئات الدولية ، بدأ من قرار محكمة العدل الدولية ، مرورا بلوائح وقرارات الامم المتحدة ، وميثاق الاتحاد الافريقي ، وصولا الى قرار محكمة العدل الاوروبية ، ناهيك عن العديد من التقارير من دول كبيرة ومنظمات انسانية وبنوك وغيرها ، تدين المغرب في العديد من المجالات ، كالمخدرات والدعارة والارهاب ، وانتهاكات حقوق الانسان ، والتوغل في المديونية ، والتآمر وشراء الذمم ، وغير ذلك ، كل هذه الدوافع هي التي ستجعل النظام المغربي يدفن نفسه في رمال الصحراء الغربية كالنعامة ، وحينذاك لن تأت المصائب فرادى .