المشاركات

حكاية كأس الشاي الصحراوي...

صورة
بقلم حمدي حمودي ما ذا نحكي عن الشاي الصحراوي؟ ما ذا نحكي عن منبر الحكاية، ومنصتها وطاولتها المستديرة؟ ما ذا نحكي عن الشّاي الصحراوي؟ مربض الخيل الأصيلة، أين تتهامس فيما بينها، وتحكي رحلة الجري الحرّ، بالفارس الممتطي صهوتها، في براري تيرس الحرّة، ووديان أدرار سطف وزمّور بظلالها الوافرة خيراً ونعماً. ما ذا نحكي عن عظْمَة الكأسِ: التي ترفض اللّون، وتعرض عن الزّخرفة، وتأبى اللّين والمرونة، بل ترضى الشّفافية، وتقبل القوة والصّلابة. ربما اختاره الأجداد ليقدم الدّرس الذي يتكرر دائماً في الموروث الصّحراوي، أن جمال الرّوح والأصالة مقبول في كلّ مكان وكلّ زمان ولا يحتاج الى زخارف ولا إلى أحجام ولا مقاييس. يريد أن يؤكد أن من يصنع الجمال ويتقبله هم نحن وأنه ما دام يؤدي دوره كاملا، مشبعا ثقافتنا وتميزنا فلا يمكن التخلي عنه. لقد اختار الكأس أن يكون ملكا حرا كأهله، لمجتمع بلا طبقات ولا أمراء ولا ملوك. لا مفاخرات ولا تباهي أن يكون ابن كل خيمة صحراوية موافقا تماما لروح العدالة والإنصاف والتساوي التي ظلت من خيارات ومقاصد شعبنا الكبرى وأسلوب عيشه وطرق حياته. لا كأسا طويلة ولا قصيرة، ولا عريضة ولا كبير

حديث في الثقافة...

صورة
  بقلم حمدي حمودي على المغاربة أن يكسروا كل الكؤوس الصغيرة، التي تتخذ لشرب الشاي في الصحراء الغربية، وفي كل طريق عليهم تعليق لافتة تمنع حمل "الكؤوس الصغيرة" التي تميز الشاي الصحراوي عن غيره. عليهم أن ينصبوا لافتة، تشبه لافتات "ممنوع بناء الخيم" التي تمنع نصب الخيم في الصحراء الغربية المحتلة، بعد انتفاضة أكديم إزيك التاريخية، ومخيمها الأسطوري، والتي لا تزال فوانيس تلك الخيم "مجموعة كديم إزيك"، تضيء كل السجون المغربية وترفض الإنطفاء، لقد شتتوا الرفاق حينما أحسوا أن نورهم مجتمعين أضاء الكون ولكن توزيعهم كبر اتساع مساحة النور، وشكل فتل حبال الشبكة النورانية التي تشبه في قوتها حبال الشباك التي تصيد حيتان محيطنا العملاقة وحبال الخيمة التي تربط الشبان الأوتاد. الملك المغربي الذي ظهر يعاقر في كأس كبيرة خمرا، سكيرا يتمايل بين مرافقيه وحراسه في باريس، سيسقط نظام المخزن كأقزام صغيرة في قعر "كأس الواخ"، ذلك الكأس الذي لم ولن يتخل عنه الصحراويون رغم إغراءات كل أنواع الكؤوس الصقيلة اللامعة المزوقة المنمقة. لقد شوهد رفيقا لصيقا بالمقاتلين في جبهات القتال، ومؤنس

الشعب الصحراوي المعجزة...

صورة
بقلم حمدي حمودي   نزيف متدفق من الشجاعة والقوة والعنفوان، يسلب اللب ويسرق الفؤاد، لا شيء يمكن أن يوقف الشهيد سالم لحبيب شداد وثلة من الشبان المقاتلون الجدد عن الوثوب على صهوات جبال الواركزيز في عملية نوعية جريئة يقتل ويسلب جنود العدو في عقر دارهم وثائقهم وأسلحتهم. لا شيء أعجز صواريخ جيش التحرير الشعبي الصحراوي من أن تدك ثغرة الكركرات ذات ليلة تهشمت فيها أنف كبرياء أبواق العدو ومزاميره. كل قواعد العدو اليوم تقع فوق فوهة بركان فيزوف، القنابل والصواريخ والنيران والقصف الذي لم يتوقف ليلة واحدة منذ اندلاع الحرب. العدو ينزف في أول تصريح لرئيس الدولة الصحراوية عن حصيلة بالأرقام في قصف ليلة واحدة 59 قتيل ومعه ما يماثل من الجرحى إنها مجزرة ومذبحة بما تعنيه الكلمة من معنى. هذا إذا وضعنا في الاعتبار ما يزيد على الألف قصف. تحطيم، قصف، قصف عنيف، تدمير، تدمير كامل، قواعد، رادارات، مقرات قيادة، منشآت...إنها الأفعال الميدانية في ساحة الوغى. هي بيانات وزارة الدفاع الصحراوية عن سير الحرب التي ينقلها بأمانة وحزم، الإعلام الصحراوي إلى العالم الذي ظل مصدرا موثوقا للعالم من البنتاغون وزارة الدفاع الأمريكية

موضوع للتفكير فقط... الساحات...من الرابح ومن الخاسر في الصراع على الصحراء الغربية؟

صورة
  رجلان يجلسان الى طاولة كل يريد أن ينازل الآخر دق كل واحد مرفقه الى الطاولة وقبض على يد غريمه وبدأ لي الذراع من يكسب نزال الصبر والتكتيك والمقاومة والقوة واللعب على الأعصاب يربح. إن ساحة المعركة سطح الطاولة لا تتعدى مترا أو مترين فقط، بدل اللكم والرفس والأضرار الكثيرة. رجلان يستعرضان القوة الفكرية على ربح نزال على رقعة شطرنج لا تتعدى سنتمترات. إنها ساحات الصراع عبر التاريخ تتغير واليوم تتسع الى النزال في من يملك القوة العلمية والتقنيات والأفكار وغيرها. وتتبعنا نقل قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي "خُشْقِجَ" بالسفارة السعودية بدل أن يتم ذلك له في الولايات المتحدة الأمريكية أين يقيم. إن ذلك يعني نقل ساحة المعركة الى إسطنبول بدل واشنطن. الميدان ظل عبر التاريخ مؤشرا لمكان استعراض القوة من جهة ونقل المرض الى جسم آخر واستئصاله منه، كما تنقل الأمراض الى الفئران المخبرية وإجراء التجربة داخلها بدل جسم الإنسان مباشرة. تطبيقات نقل الساحة نجدها بمرارة أكبر في عمليات الانفجارات والتجارب النووية التي نفذت في ساحة الصحراء الجزائرية بدل الأراضي الفرنسية. غير أنه أيضا كلما بعدت ساحة المعر

لسنا يتامى التاريخ ...

صورة
د.نبيل الجزائري حقد كبير من فرنسا و ازلامها في الداخل و الخارج لم يعد قادرا على الاختفاء في الظلام . تصريحات ماكرون الأخيرة تعكس الصراع التاريخي و الحضاري الذي لم يستوعب عمقه الاستراتيجي بعض النخب السياسية و الثقافية و الفكرية العميلة الذين ينشرون مغالطة : الجزائر تاسٌست بمرسوم استعماري فرنسي في القرن التاسع عشر ( 1839). لعل ماكرون هو ثاني رئيس فرنسي يجهر علانية و بوقاحة كبيرة النزعة الاستعمارية الاستكباررية بعد سلفه الأسبق جيسار ديستن الذي سمٌى كلبه ' يوغرطة ' البطل الجزائري المغدور قاهر الرومان لأكثر من سبع سنوات الحق بجنرالاتهم هزائم كبرى ما زالت تحدث غصٌة في حناجرهم حتٌى اليوم ، و كان ردٌ الوزير الجزائري حينها مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله أن اشترى كلية و سمٌاها ' جون دارك ' . قال ديستان و هو يزور الجزائر بلغة الاستعلاء : “فرنسا التاريخية تمد يدها للجزائر الفنية " متجاهلا أن تاريخ طاسيلي (ولاية تمنغاست) اقدم من تاريخ فرنسا نفسها . الوجود العثماني في الجزائر لم يكن تركيا من حيث العنصر البشري ( مثلا بابا عروج و خير الدين كانا من عنصر الألبان ) ، و هو ردٌ

المغرب العربي الجديد: المغرب يفتت والجزائر تبني

صورة
شمال إفريقيا المثخن بالطعنات والملتهب الجوانب، والمشوه الوجه، مملكة في اقصى الشمال الغربي ذات نظام ملكي ذي حكم الفرد الواحد ورث عن أبيه الذي ورثه عن جده، ملك لا يستحقه، ومُنِحَ استقلالا بمباركة من المستعمر نفسه، تحول الجيش الفرنسي فيه الى جيش ملكي مغربي. الاسم فقط والثوب أما العقيدة فهي كما هي الملك يأمر بالنيابة عن الفرنسيين، لذلك لم يلبث أن هاجم الجزائر وهي لا تزال جريحة بعد حرب التحرير المريرة. شعب ثائر يشكل جمهورية شعبية في الجزائر لم يبق شبر من الأرض إلا وضمخ بدماء الشهداء، رحل المعمرون الفرنسيون بعد حرب طاحنة قدم فيها الشعب الجزائري التضحيات الجسام، عشر سكانه، ومئات الآلاف من الأسر بقت بلا معيل، وبلا أب، عن اليتامى والأرامل لا تسل، والمعوقين والجرحى ضحايا الحرب تملأ المستشفيات ودور الرعاية الصحية، المدن والقرى سويت بالأرض بالقنبلة والتفجيرات كل القرى المحاذية للجبال أحرقت وأعدم الأهالي بتهمة الوقوف مع الثوار. ملايين الألغام بعد ستين سنة لا تزال تحصد الأرواح، لم يبق شيء من طرق التعذيب لم يجربه الفرنسيون على السجين والمعتقل الجزائري، لكسر اليقين وهشم الروح المعنوية العالية في أنه س

للمغرب دور محوري في تهديد استقرار المنطقة بتواطؤ قوى أجنبية اقليمية و دولية

صورة
البروفيسور محند برقوق قال الخبير في الشؤون الأمنية و الاستراتيجية البروفسور محند برقوق خلال نزوله ضيفا على ركن"بوليتيس" للقناة الإذاعية الثالثة هذا الأحد إن "السياسة التوسعية للمغرب تهدف إلى خدمة القوى الإقليمية والقوى الدولية  فالإعلان عن ترسيم التطبيع مع الكيان الصهوني يفسر مشروع الصهينة العالمية المتمثل في إعادة رسم خارطة جيوسياسية للعالم العربي و الشرق الأوسط، وخلق أزمات و مشاكل لعرقلة هذه الدول عن مساندة القضية الفلسطينية من جهة و  الإزدهار والنمو الإقتصادي من جهة ثانية".      و أردف المتحدث قائلا : " إن المغرب  يتجه منذ القديم  إلى سياسة فرق تسد لتهديد الإستقرار في منطقة المغرب العربي الكبير، فبالإضافة  إلى التحالف المغربي الإسباني  خلال معركتي مستغانم ووهران لعرقلة الجزائر عن تقرير مصيرها و استرجاع أراضيها، كانت حرب الرمال بمثابة اعتداء صارخ لخلق انقسامات في الجزائر، و رسالة  لدول الجوار أراد المغرب أن يبرز من خلالها خططه التوسعية في المغرب الكبير". وفي رده عن سؤال حول تداعيات عدم الإستقرار في المنطقة على المغرب، أوضح الخبير أن المغرب يرفض  بتواطؤ ب