حكاية كأس الشاي الصحراوي...
بقلم حمدي حمودي ما ذا نحكي عن الشاي الصحراوي؟ ما ذا نحكي عن منبر الحكاية، ومنصتها وطاولتها المستديرة؟ ما ذا نحكي عن الشّاي الصحراوي؟ مربض الخيل الأصيلة، أين تتهامس فيما بينها، وتحكي رحلة الجري الحرّ، بالفارس الممتطي صهوتها، في براري تيرس الحرّة، ووديان أدرار سطف وزمّور بظلالها الوافرة خيراً ونعماً. ما ذا نحكي عن عظْمَة الكأسِ: التي ترفض اللّون، وتعرض عن الزّخرفة، وتأبى اللّين والمرونة، بل ترضى الشّفافية، وتقبل القوة والصّلابة. ربما اختاره الأجداد ليقدم الدّرس الذي يتكرر دائماً في الموروث الصّحراوي، أن جمال الرّوح والأصالة مقبول في كلّ مكان وكلّ زمان ولا يحتاج الى زخارف ولا إلى أحجام ولا مقاييس. يريد أن يؤكد أن من يصنع الجمال ويتقبله هم نحن وأنه ما دام يؤدي دوره كاملا، مشبعا ثقافتنا وتميزنا فلا يمكن التخلي عنه. لقد اختار الكأس أن يكون ملكا حرا كأهله، لمجتمع بلا طبقات ولا أمراء ولا ملوك. لا مفاخرات ولا تباهي أن يكون ابن كل خيمة صحراوية موافقا تماما لروح العدالة والإنصاف والتساوي التي ظلت من خيارات ومقاصد شعبنا الكبرى وأسلوب عيشه وطرق حياته. لا كأسا طويلة ولا قصيرة، ولا عريضة ولا كبير