تصرحات السفير الفرنسي في موريتانيا تدخل سافر في الشؤون الداخلية...مقابلة

اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد امم: لم نعد نقبل استخفاف الفرنسيين بعقولنا وكرامتنا...

اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد أمم
أثارت الرسالة التي وجهها السفير الفرنسي السابق في نواكشوط “برتراند فيسار”، إلى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز استياء شديدا داخل الأوساط السياسية والثقافية في موريتانيا، حيث اعتبرتها الغالبية تدخلا غير مبرر من قبل سليل القوى الاستعمارية السابقة التي نكلت بالموريتانيين.
وكان “برتراند فيسار” قد وصف الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأنه شخص غير معروف لدى الفرنسيين، و أضاف أن صورة الرئيس الأسبق المختار ولد داداه التي استخدمها الرئيس عزيز في حملته هي ملك له شخصيا وأنه أي 
الرئيس عزيز رغم تسميته لشارع باسم المختار فإنه لم يتبنى أيا من انجازاته ولم يسر على نهجه، داعيا في النهاية إلى تقاسم السلطة حيث لا مناص من تقاسم السلطة مع المعارضة لمن أراد البقاء، حسب تعبيره.
وفي هذا الإطار أجرت الحرية مقابلة مع السياسي اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد أمم، من اجل معرفة موقف غالبية الشعب الموريتاني من هذا التصريح الذي يعكس سيطرة العقلية الاستعمارية على النخب الفرنسية التي لاتزال تشعر بنوع من الوصاية على هذا البلد، وفيما يلي نص المقابلة:
الحرية: بصفتك أحد السياسيين الشباب المهتمين بالاتجاه الوطني الذي يسعى لبعث تراث المقاومة، كيف تنظر إلى رسالة “برتراند فيسار” التي تعبر بوضوح عن استمرار الأطماع الفرنسية ومحاولتها فرض الوصاية على بلادنا وتدخل نخبها السياسية في الشؤون الداخلية للدولة الموريتانية؟
اعل الشيخ: لم نعد نحتمل استخفاف الفرنسيين بعقولنا وكرامتنا، للأسف بعض الدوائر الفرنسية لازالت تعتبر أن هذا البلد صناعة فرنسية خالصة وأننا حصلنا على الاستقلال هبة منهم والحقيقة أن استقلالنا ليس ممنوحا وإنما نلناه يوم اقتحم الشريف الشهيد سيدي ولد مولاي الزين قلعة تجكجة وقتل رأس الأفعى كبلاني، لم نجني من فرنسا الاستعمارية إلا التفرقة والأحقاد وسلب ثرواتنا ومحاولة القضاء على قيمنا النبيلة، على “فيسار” وغيره من المستكبرين الفرنسيين الاعتذار لأبناء شنقيط عن التاريخ الاستعماري الأسود لفرنسا في بلادنا، قبل التهديد بدعم القلاقل والانقلابات.
الحرية: ينظر البعض إلى تصريحات الدبلوماسي الفرنسي السابق بأنها جزء من موقف عام لدى دوائر صنع القرار في هذا البلد، من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، في اعتقادك لماذا هذا الموقف، وهل فعلا أن سياسات رئيس الجمهورية الوطنية تضايق الذهنية الاستعمارية في الداخل والخارج؟
اعل الشيخ: نحن نحترم فرنسا وثقافتها ودورها العالمي ونتمنى دوما علاقات ممتازة معها لكن ليس على حساب سيادتنا ومبادئنا، ولن ننسى حقائق التاريخ.
الحرية: ماذا عن مطالبته للرئيس ولد عبد العزيز بالسير على خطى الرئيس الأسبق المختار ولد داداه؟
اعل الشيخ: نحترم كل رؤساء البلد السابقين بما فيهم المرحوم المختار ولد داداه، ونثمن بعض الانجازات التي حدثت في عهده، ولكننا نختلف معه جذريا ومع كل من اعتبر الاستعمار الفرنسي البغيض ضرورة في أي فترة من الزمن.
وهنا نثمن عاليا تضحيات القائد والمناضل الوطني أحمدو ولد حرمة ولد ببانا، التي نراها امتدادا لمقاومة الشيخ ماء العينين، ومحمد العاقب ولد مايابا، وبكار ولد اسويد أحمد، ومحمد المختار ولد حامد، وسيدي أحمد ولد عيده، وولد حامني، وأحمد الصغير ولد متالي، وغيرهم من ائمة الجهاد والمقاومة التي كانت تسعى لتحرير الأرض والعرض وصيانة الدين.
الرئيس محمد ولد عبد العزيز اختار النهج الذي يسير عليه عندما وشح الشهيد الحي “أحمد ولد بهده” أحد أبطال معركة “أم التونسي” الخالدة، وهنا أشير إلى أن المقاومة العسكرية والثقافية لم تتوقف يوما من الأيام، وإنما حدثت تقطعات نتيجة عوامل خارجية ومؤمرات داخلية.
الحرية: “برتراند فيسار” ربط بقاء نظام ولد عبد العزيز، بتقاسم السلطة مع المعارضة، مقترحا آليات أخرى لتجاوز ما وصفه بالأزمة السياسية الناجمة عن انقلاب السادس من أغسطس، هل الأمر كما يرى أم أن ما ذهب إليه مبالغ فيه؟
اعل الشيخ: ترى بأي حق يعطي سفراء فرنسا الحاليين والسابقين لأنفسهم التدخل في كل شاردة وواردة في بلد مستقل وقائم بذاته، هل فعلها سفراء المغرب أو مصر أو الجزائر أو ألمانيا.
بمثل هذه التصريحات وغيرها من أشكال التدخل والعنجهية ستفقد فرنسا احترامها ومكانتها في بلادنا. على هؤلاء أن يعرفوا أن الموريتانيين، أصبحوا أكثر اضطلاعا على الحقائق التاريخية.
الحكومة والمعارضة ونمط الحكم، أمور داخلية وأي تدخل خارجي فيها يجب أن يعتبر من الجميع خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
الحرية: تم انشاء لجنة مكلفة بالتحضير للاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاستقلال بلادنا، ما هو المطلوب من هذه اللجنة؟
اعل الشيخ: المطلوب من اللجنة المكلفة بالإشراف على فعاليات تخليد ذكرى الاستقلال، أن تعطي الأولوية لفترة المقاومة، وتمجد ذكرى الشهداء والأبطال بإطلاق أسمائهم على الشوارع.
ختاما أسأل الفرنسيين هل تعتزون بمن قاوم المانيا النازية التي احتلت بلدكم أم بمن كانوا عملاء لها، ماذا فعلتم بالعملاء؟ ألم تقتلوهم في الشوارع؟، بصريح العبارة وباختصار نحن وفرنسا علاقات اقتصادية وثقافية “نعم”، تحكم واستغلال وتدخل “لا” وألف “لا”.
(هذا العنصر نشر سنة 2010 نعيد نشره اليوم لأن المشهد يعيد نفسه)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...