رؤية نقدية بقلم : المستشار الأديب صالح شرف الدين لكتاب "نبضات من الصحراء الغربية"

Image result for ‫صالح شرف الدين‬‎

صالح شرف الدين ....رؤية نقدية لنبضات من الصحراء الغربية

نبضات من الصحراء الغربية
.............................
رؤية نقدية بقلم :
المستشار الأديب صالح شرف الدين
..........................
أولا :كتاب أدبي غلافه الأمامي صورة حشد كبير وعلم يرفعه راكب لجمل شامخ ، والنساء في الأمام تشير بعلامة
النصروعلم في المقدمة والخلفية ،وعلى الغلاف الخلفي ،أقوال موجزة للشهيد الولي مصطفى السيد ،وسيرة موجزة
 وصورة للكاتب حمدي حمودي ،وهو كتاب يقع في 112 صفحة A4الطبعة الأولى دار النخبة المصرية 2016م
وفي الداخل عنوان الكتاب (نبضات من الصحراء الغربية ) كلمات وزفرات لمواطن صحراوي باحث عن الحرية ،
محتويات الكتاب أربعون عنوانا تبدا بالتعريف بالكتاب وتنتهي بأقوال الشهيد الولي ،مصطفي السيد ،ويلي ذلك إهداء
بديع :"إلى والدي ووالدتي وأسرتي كلها وشعبي العظيم أهدي هذا العمل المتواضع ،عله يكون مساهمة في تقريب
النصر الأكيد إن شاء الله ،ثم الآية 39وجزء الآية 40 من سورة الحج :
*أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 ) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا
 رَبُّنَا الله... ( 40 )
.................................................................................................................................
ثانيا :مقدمة تحت عنوان :"هذا الكتاب "تبرز محتوى الكتاب والهدف منه ،وتبين أن الكتاب يضم مقالات وأشعار وقصص وخواطر ، وتبين كيف يفكر الإنسان الصحراوي ،وانشغاله بقضية الوطن التي تشغل كل تفكيره ،وتبرز في كل ما يبدع
وتبين أن الكاتب من جيل يسمى الجسر ،بين الجيل الذي فجر الثورة ،والجيل الحديث ،هو جيل المعاصرة والأصالة
بين القديم والجديد .
....................................................................................................................................
ثالثا :المعاني والمضامين التي تناولها الكتاب من خلال استعراض نصوص الكتاب :
1-الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية :الماضي والحاضر والمستقبل :
مقال قوي يؤكد فيه الكاتب على موقع الصحراء ،والسياق التاريخي ،وحق الصحراويين في أن يحكموا أنفسهم ،وهذا الحق حق مؤكد فقد أثبتت الوثائق أنهم كانوا يحكمون أنفسهم قبل الاحتلال الأسباني للصحراء وبشهادة أكثر من عشرين رحالة ومستكشف أجنبي ،وثقت شهاداتهم ،ويسوق الأدلة النقلية والعقلية على أن الصحراء ليست تابعة لأي دولة مجاورة وأنها الأحق بحكم نفسها ،لذلك فالمقاومة مستمرة ،والنضال لن يتوقف إلا بالتحرروعودة الصحراويين لحكم أنفسهم على أرضهم المحررة ،وهذا منقول بتصرف عن كاتب صحراوي كبير ،وهي مقدمة قوية تشير إلى رابط محكمة العدل الدولية ،وإلى رأي الكاتب الصحراوي الكبير د غازي الزبير
.......................................................................................................................
2-الكتابات الصحراوية والتحدي :
مقال عن الثقافة واللغة المميزة للصحراوي ،وبيان أن الثقافة أهم ما يحصن الشعوب
ويوفرلا لها الاستقرار ،وواجب الصحراوي المثقف أن يقفدم ما يميزه وأبناء جلدته من الصحراويين ما يميزه عن جيرانه
،وعناصر التميز كثيرة جدا ، وتستحق أن يكون لها أدب يميزها عن غيرها ،وهذه الثقافة هي ما تبرز للصحراوي
صورة مشرقة أمام العالم كما يريدها هو لا كما يريدها الخصوم ،هذه الثقافة تجعل الأجيال القادمة تتعرف على
هويتها بعيدا عن الغش والتزوير والتشويش، الثقافة هي أهم مقومات مقاومة الغزو ،وتجعل المجتمع عصي عن
الذوبان ،ووجوب اتقان اللغة العربية ،والوصول لأدب له ما يميزه من ملامح وسمات ،يتعرف عليها المتلقي
فيتعرف من خلالها على الكاتب الصحراوي والأدب الصحراوي ،ويدرك ما يميزهما عن غيرهم.
......................................................................................................................
3-قلم يرى من خلال عيون الغزال :
مقال يؤطر لما يجب أن يكون عليه قلم الأديب الصحراوي ، هذا القلم
المتفرد له صفات وملامح تميزه عن محيطه ،يقول : "نريد قلما يكتب عن ضخامة الشمس في الصحراء،وتضاريس القمر المرئية ،نريد قلما يسلط الضوء على أكاذيب العدو ،ويطير الخفافيش في كهوفه اليلية....قلما لايشبه إلا نفسه ،يلبس الدراعة والملحفة ،وتطربه الأغاني الثورية ، قلما يركب الجمل ،ويرفع الراية الصحراوية ،قلما يؤمن بالاستقلال ..مهووس بالحرية ..يرى من خلال عيون الغزال... ويرعى معه العشب في البرية"
.....................................................................................................................
4-ألعابنا وألعابهم :
مقارنة مبدعة بين لعبة( الشطرنج )المنتشرة في المغرب ،ولعبة (ظامت أربعين )المنتشرة بالصحراء
وكانه ،يقول لنا :نحن لنا سمات تميزنا حتى في الألعاب وما ترمز إليه ،وهو ما يجعلنا نستحق كيانا مستقلا لا يقهر
على الوحدة مع جيرانه .
.................................................................................................................
5-قليل من كثير يقال في الكرم :
الكرم صفة مميزة للبدوي في كل العصور وهي بدورها ميزة تميز الإنسان
الصحراوي عن غيره ،وهي ميزة أرستها طبيعة الحياة الصحراوية ،المساحات مترامية الأطراف ،وقلة السكان
وعدم توفر خدمات تفي بحاجات الإنسان الضرورية ، من هنا صار الكرم ميزة وهوية للصحراوي حتى عندما
يسكن القرى والمدن ، يميزه الكرم .
.............................................................................................................................
6-مدينة لكويرة المنومة :
رثاء مؤثر لمدينة صحراوية هجرها سكانها ،تصوير بديع لتلك المدينة التي كانت تنبض بالحياة
تلك المدينة التي طمرت تحت الرمال وتنتظر التحرر والعودة إلى الحياة ،يرسم لها صورا ستا  يقول في الصورة السادسة:
أيها الملاك الأبيض النائم قرب البحر ،ويا وسادة الدلافين والفقم،لا تستيقظ الآن ونم .فما رأيت إلا حلما من وحي الشياطين،فغدا تصحو على صبحك الجميل ،وعلى أنغام زمجرة محيطك ..
........................................................................................................................
7-(أم أدريكة ) كي لاننسى:
يتعجب البعض- ممن يحيون في فنادق مكيفة – وينظرون كيف يصف العربي أخاه العربي بالعدو !
ولو قرأوا ما كتب الكاتب عن احراق أم أدريكة بالنابالم كما يصف ما تعجبوا ،يقول
الكاتب أنهم قاوموا وحاربوا حربا شريفة ،ولكنهم لم يقتلوا طفلا ولا امرأة ولا شيخا ولا شجرة يقول :
لن ننسى أم أدريكة :الجريمة والمحرقة والمجزرة ،والإبادة الجماعية ،والخطة المدبرة
....................................................................................................
8-قطرات الدم والأحجية :
يقول :"دم الشهداء هو ما يغير لون تربة الوطن ،هو سماد الأرض الذي يقوي ويجذر
شجرة الإصرار على البقاء " يستهجن الكاتب في مقالته العنف غير المبرر والقسوة والعنف والتعذيب الممنهج
ضد الصحراويين ،وكيف تفعل ذلك سلطة تدعي أن هذا الشعب شعبها وهؤلاء الأبناء أبناؤها ،كيف يحب
أحد جلاده ،ويركن إلى كنفه ،ومع استنكار أن يحدث ذلك في ظل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان
ويبين أن ذلك يجعل المخزن يضعف كل يوم ويتعجب من فتور الأصدقاء ،لكنه لا يفقد الأمل
...........................................................................................................
9-مؤامرات بائسة:
يبين كيف بدأت المؤامرة وكيف أفشلها الشعب الصحراوي بتضحيات كبيرة تستأهلها
الأرض المسلوبة ،يقول :"لقد حسم الأمر والشعب الجاهل صار مثقفا وذاكرته نشطة وصار له دولة لها علم
وجيش ،ودبلوماسيوها تصم أصواتهم العالم ..تفرق المتآمرون وبعضهم صار صديقا "
...........................................................................................................
10-رسول السلام ومواسم القهر : مقال صادم عن أن شهر إبريل موعد قدوم مبعوث الأمم المتحدة
إلى الصحراء ،هو موعد للقهر وقتل وتعذيب الصحراويين ،والاستهانة به وبتقريره ،وقد منع
من الوصول للصحراء ،فكتب تقريره في مكتبه ،وفيه دون كل التجاوزات غير الإنسانية
وغير المبررة .
.....................................................................................................................
11-الصراع الجديد :
أهم مقال من المقالات التي ضمها الكتاب ،فهو يؤطر للصراع الفكري الذي يجب
أن ينتصر فيه الصحراوي ،وأن يكون بناء الإنسان المتحضر المثقف الواعي بحقوقه وواجباته المدرك
لأهمية ثقافته وعدم الذوبان في الآخر ،والمدرك لتطور العالم إنسانيا وتماهي المسافات ،الفاهم للبعد
الإقليمي والبعد العالمي ،وأن أهم أنواع الاستثمار هو الاستثمار في الإنسان ،وأن نجاح الصحراوي
تعليميا وعلميا وثقافيا وإنسانيا هو ما سيجعل العالم يقف معه ،ويساند حقه في السيادة الكاملة على كامل
أرضه المحتلة ،يقول:"إن الطريق التي كنا ننتهجها واضحة ،كانت الأولوية هي تحرير الأرض ،
،ولم يكن ذلك ممكنا إلا بتحرير الإنسان من عبودية الجهل والتخلف ،لذلك فرض التعليم الإجباري والتمدن
ونبذ الخرافات والتدجيل ،والأنانية ،وتغليب المصالح العامة على المصالح الشخصية .
ويستشهد بالتجربة الكوبية التي شهد العالم لها ،والتي صار فيها الكوبي المتعلم ثروة ،
يقول :"يجب نبذ الإنسلاخ والذوبان في الآخر مهما كان الانبهار بقدراته ......ويجب التماهي والإعجاب
والثقة بالنفس ،والقدرة على إيصال صوت الشعب الصحراوي وفكره ورؤاه بلغته وثقافته وعلمه وقدراته
وهي فقط الكفيلة باقناع العالم والتعرف علينا وتمييزنا وبالتالي الاعتراف بنا اليوم أو غدا"
............................................................................................................
12-تصفح فكر الصحراوي :
الاستغلال الأمثل للوقت صار يميز الشخصية الصحراوية التي تقدمت حضاريا
تاركة حدود القبيلة ،هذه الشخصية التي استعصت على الإبادة ،والتي استطاعت القضاء على التسول ،وتملك
ثروة من الأفكار لا تجعلها تتسول أفكارا من أحد بل تعيد تفعيل مخزونها الفكري الذي يتطور يوما بعد يوم
ويسبق محيطه بكثير
.................................................................................................................................
13-مرافقة السلاح :
مقالة قوية تستند إلى حقيقة واقعية وهي أن القوي مهاب ،والصحراوي الذ عاش في الصحراء
يعلم أن البقاء للأقوى ،ويعلم أن مرافقة السلاح ليست غريبة على الصحراوي ،وأن استرداد الحق يكون ببذل
الدماء بسخاء ،لقد أبيد الهنود ،وقتل عرفات لأنه لم يفرط في باقي الثوابت ،وقتل رابين لانه جنح للسلام
ويبقى الدواء المر ،"ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة "مقولة تؤكدها الحوادث والأحداث المتواترة
..................................................................................................................
14-البحث عن العقول :
مقالة تعلي من قيمة التعقل ،والعطاء وأن التمايز بين الصحراويين يكون في التفاني
والإخلاص ، وأن من يموت فقط من يجب أن نقيمه سلبا وإيجابا ،وهو حي مازال كتابه مفتوح ، وكم ممن
نعت ببطل خان شعبه ،وهادن العدو ويعمل معه على تدمير شعبه ،وأن المجد يجب أن يكون للوطن وخدمته
وليس لبناء مجد شخصي رائل ،
.................................................................................................................
15-الإنسان الصحراوي كيف يتشكل :
الإنسان تشكله البيئة المحيطة به وكل عناصرها تؤثر عليه ،وعلى
المجتمع الصحراوي أن يوفر بيئة واعية يتشكل على اساسها الإنسان الصحراوي ولا تؤثر فيه عوامل
أخرى ،يجب ملء كل فراغ وسد كل نافذة يمكن أن تغير الصحراوي أو تلفته عن هدفه الأساسي وهو
بنا إنسان قوي بالعلم والإيمان قادر على استعادة أرضة بعيدا عن:" القبلية والجهوية والتمصلح "
......................................................................................................
16-الجدار المقاوم :
خاطرة بديعة عن الجدار الذي يرسم عليه المقاومون الخريطة والعلم وكلمات الحرية
فتمحوها الشرطة ،وتستمر الكتابة ويستمر المحو فيصبح لوحة زيتية .
......................................................................................................
17من كنوز الثقافة :يقول :
"إن الشعوب التي تهمل ثقافتها تفقد أغلى وأثمن الكنوز ولا حياة لشعب لا ثقافة له "
ويحمل المثقف الصحراوي مسؤولية جواهر الثقافة الصحراوية الأصيلة المخبوءة في فيافي
صحاريه ودروبها ولغته وجمالها ،وحكايات الأجداد والجدات .
ويضرب مثلا رائعا بالغراب كتيمة ثقافية صحراوية مبدعة ..اللون ..الصوت ..الندرة..الطباع
الحركة ...وكذلك نماذج من الأمثال الصحراوية ،والعلاقة الوثيقة بينها وبين التراث العربي
...............................................................................................
18- صب الخواطر :
خاطرة مموسقة ،يمكن أن تكون غنائية بديعة ،تتجلى فيها الروح المقاومة المعطاء التي لا تتأثر
بالمخاطر ،والمصرة على الثبات ،وأن تبقى نارا تلهب ونورا يضيء.
يقول :
سنابل تنبت رغم الجفاف
وخبز يقدم رغم الكفاف
ورغم أنين السنين الطوال العجاف
يظل اليقين دوما رزينا متينا
قوي الثبات صرحا حصينا
(الخصوبة ..الكرم ..الإيمان ..الثبات ..الصمود ) صفات تميز الصحراوي يتواتر تأكيدها
.......................................................................................................
19-ملح الأرض :رد بليغ من كاتب صحراوي على من يقول :إن الصحراء ستبقى مغربية
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها –الرد في تشبيه الصحراوي بالملح ،وبيان وجوه الشبه بين
الصحراوي والملح يقول :
"هل تعرف عمر الملح على الأرض ؟!
هل تعرف كم من الغزاة مات بسبب طعم الملح ولونه البراق اللامع ؟!
هل تعرف أن طبقات الملح تتجدد؟!
هل تعرف أن الملح لن يفنى أبدا ؟!
نحن الصحراوين مثلها تماما نتجدد ونتحجر ونتقوى ...
نحن الصحراويين ملح الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها !!
.................................................................................................
20-عشق القلاع :خاطرة مموسقة عن حب القوة والثبات وكره الضعف والنزاع
...........................................................................................
21-الانتقام هو الثمن :قصة بديعة ترسخ حق القصاص ،والقصاص حياة ،لو علم القاتل
أنه سيقتل لحافظ على روحه بعدم ازهاق أرواح الناس ..
...................................................................................
22-الحرية في الصحراء الغربية ميراث الأجداد :مقال بديع في التأكيد على التميز ،والتميز يصنع
التفرد ،ويرسخ الحق في الاستقلال ،وهنا يستند الكاتب لواقع حقيقي لكل من يعيش في الصحراء
الواضحة المترامية الأطراف ،القاسية التي لا يسكنها إلا الأقوياء ،والتي ينطلق فيها الصحراوي
كيف يشاء ، لا تحده حدود ولا يمنعه مانع ،يحمل بيته (الخيمة )على ظهر جمله ،وإينما حل نصب
البيت وأقام ما شاء له أن يقيم ،هذه الحرية التي يحاربها من احتلوا الصحراء ،ولأن الخيمة تيمة
ثقافية تؤطر لحرية وتمايز الصحراوي ،يعاديها المحتل  ويدمرها ويحظرها .
يقول :"ولم يكن الإنسان الصحراوي تبعا لأي كان ولا يرضى بالتنازل عما أعطاه الله من نعم لأنها
حياته وغيرها حياة أناس آخرين .."
...................................................................................................
23-السمك المجفف والغرق :تصوير بديع للصحرا وكأنها مثل البحر والصحراوي يرفض
أن يخدعه طعم الصياد فيصير مثل السمك المجفف ،لقد فشل المحتل الأسباني في اصطياد
الصحراوي الواعي وسيفشل كل احتلال لصحراء تشبه البحر في امتداده وبساطته وقوته
وقسوته وعمق أسراره يقول :"..النهاية الطبيعية لكل مغامر في البحر والصحراء الاختفاء ،
ويعود البحر لطبيعته ....وتعود الصحراء لطبيعتها ....،وتظل خاصية العناد والبلع لكل
متجبر متفرعن تخصهما معا "
................................................................................................
24-الاعتراف الحقيقي للسويد :
يؤكد على أن المغرب دولة احتلال تعوق الاستقلال بكل الوسائل
وأن دول العالم حرة في الاعتراف وعدم الاعتراف ،وليس من حق أحد أن يقول أن تلك الدولة لن
تعترف فالمستقبل ليس بيده ،وما سيجعل العالم كله يعترف هو الإنسان الصحراوي نفسه عليه
أن يثبت للعالم أنه جدير بأن يستقل يقول :"..من يزورنا لا يزور الأرض بل الإنسان لايزوره
لحما وشحما وعظاما بل يزوره فكرا وعقلا وثقافة وعلما ...ليس ذلك بعزيز على شعبنا ..أرادوا
له الإبادة وأقسم أنه سيعيش ..وبقى أن يبهر العالم "
..........................................................................................
25-العاصف المنفعل :
نص مموسق يؤكد الإصرار والأمل والثبات على المباديء والعزة
والإباء وعدم الاستسلام يقول في نهايته :
قدر الأحراد دوما ألا تركع لا تذل
سكن الأحرار رأس جبل أو معتقل
.................................................................................
26-ثمن الحرية :نص مقفى يؤكد على أن الحرية لا تنال إلا بالتضحيات يقول في ختامه :
أقسمت الحرية يوما على مهر لا يدفع لها
إلا من جماجم ورفات الأحرار
.............................................................................
27-تسألني عن الغضب.. يا عجب !!
نص يستنكر السكوت العجيب على حادث تعذيب مناضلة صحراوية تعذيبا
أدى لإجهاضها في عاصمة الصحراء (العيون )المحتلة ، ورميها في مقلب
القمامة ،يقول في ختام النص :
قد مات الضمير في قلب العرب
ومات الجوار
ومات النسب
ومات الحسب
...................................................................
28-وضع اقتحام :
نص مموسق يؤكد على أهمية البقاء في وضع الاستعداد للاشتباك
فهو الوضع الذي يحترمه الجميع ،ويعيد الحقوق
................................................................................
29-دقت ساعة الحسم:
نص مموسق آخر يحث على التمسك بالقوة كأداة تعيد الحقوق المسلوبة
وأنها الميدان الصحيح فخارج البحر لا يصح التجديف
..............................................................................
30-تحريك الأسباب :
نص يتمسك بالأمل ،وبقدرة الشعب الصحراوي على التحرر يقول :
"في تلك الظروف القاسية تنبت أجيال جديدة غرست بذرتها هناك ،وسُقيت
وتعهدت هناك ،ومدت جذورها لتحيا في أرض أعدت للممات ..تحيا وتقتات على اليقين
في وعد سامك السماء بلاعمد ...على القناعات الثابتة :إن وعد الله حق ولو بعد حين ...
لا ينقصه إلا تحريك الأسباب ...!
...............................................................................
31-روح المقاومة :
نص يدور حول الأنا المقاومة وقد كررها ستا وعشرين مرة
يقول في ختام النص :
أنا رفات شهيد حية في القلوب لا تقتلها رصاصاتك
أنا الحشوة الكامنة في القنبلة
أنا اللغم المدفون لا تفرق أين ومتى سنفجر
أنا الكمين المفاجيء في كل طريق
أنا الغول والشبح الذي يطاردك في النوم واليقظة
أنا الروح المقاومة
..............................................................................
32-بلع الشوك :
خاطرة تبرز صمود الطفل الصحراوي رغم كل ما يواجهه من عسف
في المناطق المحتلة ،يقول :"سيبقى أطفالنا الشوكة من يحاول بلعها سيموت "
..................................................................................
33-القابلية للاشتعال :
خاطرة ساخرة ساحرة تشبه القابلية للاشتعال بالقابلية للاستعمار ، فكل قابل للاشتعال
يشتعل بسرعة ،وكل شعب يتخلى عن ثقافته ،وجذوره ،وما يميزه ويقلد الآخر يصير
استعماره سهلا
..........................................................................................
34-مللنا النتظار :
التضجر من حالة الانتظار الممل ،فالصحراوي مستعد للموت من أجل عودة وطنه ،وقد
مل الانتظار ،يقول في ختام الخاطرة :
تنادت رجال الصحراء بالأمس للعق الدماء وقضم الحجر
تناجت وجاءت لبعث الحياة ودفن الموات ولمس القمر
تناجت وجاءت لبيع الحياة وكسب ممات به تفتخر
ولم تتأثر ولم تتعذر بضيق زمان ودهر غدر
.......................................................
35-إلى متى :
خاطرة تبرز الضجر من حالة صعبة طال فيها الانتظار لحلول لا تأتي بجديد
تمنى للمبادرة بصنع الخبر لا انتظاره
..............................................................................
36-مرونة الحديد :
خاطرة تبرز أن المرونة مفيدة ولابد من صيانتها ورعايتها ،لتزيد القدرة على المقاومة والتشكل
،والممانعة ومقاومة كل قوى الكسر والطرق والصدم
......................................................................................
37-جمر ينير البراري :
خاطرة تحمل خبرة بالنار التي تشعلها الأعواد الشابة المتجمعة ،وتميتها الأعواد الخضراء
والتي شاخت ،خاطرة تؤكد على جدارة الشباب بإنارة البراري
....................................................................................
38-لن نستسلم :
خاطرة تبرز المعاناة في المقاومة والتضحيات ،والصلابة ،والإصرار على مواصلة
الكفاح ورفض الاستسلام .
..................................
39-الثورة قدر لا هروب منه ولانجاة :
مناجاة بديعة لمن يواصلون الثورة على المحتل ،ولا يثنيهم شيء ،يقول في آخرها :
"علمونا كيف صرتم ثامن المعجزات ،كيف أصبحتم طاقة متجددة مفعولها يفوق الرصاص والبارود والمتفجرات ،علمونا أن الثورة في القلوب في القناعات في الإرادات ،تصيغ الاتفاقيات ،تصبح الرقم الصعب في المفاوضات والتوازنات ،تصبح كعصا موسى وقدرات سليمات تصنع المعجزات ،كقدر الله لا هروب منه ولا نجاة "
...................................................................................................
40-الكلام المحدود الصلاحية :
خاطرة تؤكد على أن المساحة لابد أن تقل بين الأقوال والأفعال فهو لا يقبل قولا بلا عمل ،فكيف
يكون المناضل مناضلا إذا لم يتقدم الصفوف ولم يحمل روحه على كفه ،لا يفيد أن أقول :إني مناضل
وأنا أجلس في غرفة مكيفة ،استمع الأخبار وأرسل المقالات ،النضال فعل على الأرض وإلا لأصبح
الكلام محدود الصلاحية غير مقبول
.....................................................................................
41-من أقوال الشهيد الولي مصطفى السيد :
أورد تسع عشرة مقولة من مقولاته تعد دستورا للثوار الصحراويين وملهمة لهم ترشدهم
وتهديهم ،وتبرز فهما ووعيا وبلاغة راقية للسيد الولي مصطفي السيد
منها :
1-إن سر وجودنا وسر مكاسبنا وأسباب الوجود والمكاسب أسباب الكرامة والاحترام
هي حقيقة واحدة اسمها :الشعب
2-إذا أردت حقك يجب أن تسخو بدمائك
3-إننا شعب منظم ةله أهدافه ،له مبادئه ..شعب حق يدافع من أجل حق
4-إن الغاية الكبرى التي نطمح إلى الوصول إليها هي :شعب منظم ،ملتحم ،قادر ،محترم وفوق أرضه .
..........................................................................................................
رابعا :بعد استعراض سريع لموضوعات الكتاب ومعانيه والهدف منه يمكن أن نلخص رؤيتنا فيما يلي :
1-الكتاب كله في أدب المقاومة المقالات والخواطر والنصوص المموسقة ،والقصص الحقيقية وهو أدب
يتكيء على العقل في إبراز الحقوق والمنطق السليم في المطالبة بالحق وسوق البراهين والأدلة على
أن هناك حق مسلوب لابد أن يعود لأصحابه ،وهو أدب يحاول التأثير على العواطف من ناحية الهاب
الحماسة للتضحية من أجل الحق ،وكسب التعاطف من خلال إبراز قسوة المحتل وعرض نماذج
من تلك القسوة غير المبررة ،وقد استطاع الزعيم المصري مصطفي كامل أن يستغل حادثة
دنشواي وقسوة الإنجليز غير المبررة فأقيل اللورد كرومر بعد قيادتة للاحتلال الانجليزي لمصر
لربع قرن من الزمان ،ونجح الكاتب في إبراز الحق الصحراوي في كيان مستقل بمنطق وعقل
وحكمة بينت أن هناك مميزات وخصائص للشعب الصحراوي تجعله غير تابع لأي كيان مجاور
،أبرز ذلك تاريخيا ووتراثيا وفكريا حتى التمايز في الألعاب ،ونجح في التأثير العاطفي من خلال
إبراز بعض الممارسات العنيفة خصوصا ضد النساء والأطفال .
وقدم نصائح كثيرة أهمها التمسك بالهوية والتراث الصحراوي وعدم تقليد الآخرين ،ومواصلة
النجاحات التي تحققت ،والتمسك بحق عودة الأرض المسلوبة .
.......................................................................................................
2-قوة ورصانة اللغة والمرونة في استخدام الفصحى السهلة أوصل إلينا المعنى والمضمون
دون غموض أو إغراب ،ورغم أن هذه النصوص تقترب من شكل المقال القصير والخاطرة
لكنها لم تلتزم بالأطر الفنية لهما بل ركزت على توصيل الفكرة بأقرب الطرق ،وبعقل ومنطق
ركز عليهما الكاتب ،ولم يكرر لمجرد التكرار لكن لتأكيد فكرة ما تناولها في أكثر من نص
مثل وجوب التركيز على بناء الإنسان الصحراوي بناء يجعل العالم يقف معه ويعيد له حقه
نوع الكاتب في استخدام الجمل الاسمية والفعلية وأساليب الاستفهام والتعجب والتوكيد
والقصر ليؤكد أفكاره ويجذب الاذهان لتشاركه فيما يقدم لها .
وفي النصوص المموسقة لم تصل إلى ما يجعلها قصائد شعرية ناضجة ،بينما لعبت الموسيقى
الخارجية دورا جيدا في التأثير وسهولة الاستيعاب وجذب الانتباه
...........................................................................................................
3-مع روح التعقل وسوق الأدلة والبراهين ، تسري في النصوص مشاعر الغضب من تجاوزات
المحتل ،وتخاذل العرب عن نصرة المظلوم ،وتغافل العالم عمن يريد إبادة الشعب الصحراوي
كما تشيع روح الثقة في الله وفي النفس وفي أن الحق سيعود يوما رغم تكرار الضجر في أكثر من
نص من حالة اللا سلم واللاحرب وبقاء الحق بعيدا عن أصحابه ،
.....................................................................................................
4-أبرز الكاتب التمسك بالعروبة كجذر من جذور شجرة الصحراوي التي تتكيء على الصحراء
والبحر والخيمة والجمل والحرية ،والإيمان ،وقد استشهد الكاتب بنصوص من القرآن الكريم ،وبعض
الأحاديث لتكتمل صورة الصحراوي العربي المؤمن المثقف الواعي الباحث عن حقه والواثق أنه
سيحصل عليه مهما طال الزمن .
.......................................................................................................
5-برزت ثقافة الكاتب الواسعة في الاستشهاد بتجربة كوبا في بناء الإنسان ، وما حدث للهنود الحمر
وما حدث للقضية الفلسطينية ،وما حدث أثناء تحرر الجزائر ،ووضع أسس تكوين الشخصية
الصحراوية المتمسكة بجذورها والتي لا تذوب في محيطها الإقليمي أو العالمي ،ولم يطلب منع
الوسائط العالمية بل إيجاد بديل يملأ الفراغ ،ويمنع الذوبان في الآخر ،والذي اعتبره انتحارا
برزت الثقافة في إدراك أهمية الثقافة ،وأن عدم وجود ثقافة تعني القابلية للاستعمار .
برزت الثقافة في الغراب كمرتكز ثقافي صحراوي لا أحسب أن هناك شعب ترتبط ثقافته
التراثية بالغراب كشعب الصحراء الغربية كما بين الكاتب ،كذلك الربط بين الصحراوي بطبيعة
صحرائه والحرية ،وتصوير الصحراء كما لوكانت بحرا ،وتصوير الصحراوي بالملح وأيجاد
أوجه شبه كثيرة بينهما ،إنها ثقافة تستند إلى الوضوح والقوة والحرية .
....................................................................................................
وبعد ..
إن كتاب نبضات من الصحراء الغربية قد نجح في لفت الانتباه لقضية الصحراء
وابرز نجاح المجتمع الصحراوي في تكوين إنسان قادر على تبني قضايا وطنه وحمل
عب ء الدفاع عنها في نصوص أدبية مؤثرة ،فالكاتب الصحراوي حمدي حمودي هو
أنموذج صحراوي إنساني محترم ناجح ومثقف وأديب يمتلك من أدوات البيان ما يجعلنا
نحييه ونشد على يده ،ونطالبه بالمزيد من الإبداع والمزيد من التنقيب في التراث
الصحراوي ،ونثق مثله في الله وفي نصرته للمظلوم مهما تمادى الظلم ،ونتمنى أن
تضاف خريطة للصحراء على غلاف الكتاب ،وأن تعالج بعض الهنات اللغوية
القليلة ..نسأل الله لكم التوفيق الدائم .
المستشار الأديب صالح شرف الدين
أغسطس 2016م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...