استطعنا هزيمة العدو بإعادة تموقعنا في الكركرات...
بقلم احمد اسلامة بادي |
تتوالى الى حد الساعه ، التعليقات و التدوينات حول ، قرار اعادة انتشار وحدات جيشنا الشعبي في منطقة الگرگرات ، و الذي انتظرته القوى العظمى ، و الدول المشكلة لمجلس الامن معها ، و امتدت الاشتباكات التفاوضوية لمدة ايام ، قبل التحرير النهائي ، للوثيقة اياها .. مجلس الامن مستنفر لمدة ثلاثة ايام ، في انتظار رسالة من طرف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي ، من طرف اجلاف الصحاري و البوادي و الرعاة ( كما يحلو للمخزن ان يسمينا ) .. نعم كانت الاعناق تشرئب في نيوورك لترى مايجري في الگرگرات ، وكانت الاذان تفرك لتسمع ما تقوله قيادتنا في الشهيد الحافظ ( الرابوني) . اردت ان اقدم بهذا المشهد الذي اقنعني بحقيقة قوتنا ، بدنو بروز حقنا ، و سمو قضيتنا العادلة . الا ان ردود الفعل المختلفة طرحت علينا اسئلة وجب الاشتباك معها ، بمسؤؤلية المناضلين ووطنية الثوار و الوطنيين ، على انه لا بد من تحييد اولئك المندسين بيننا ، في كل موقع ، وفي كل مناسبة ، يترصدون الفرص ، لإعمال سمومهم في معنوياتنا و انجازاتنا ... !! نحن شعب نمارس السياسة ، ليس ترفا ، وانما تكاد تكون خبزنا اليومي ، فرضت علينا ، واصبحت وسيلتنا لاستكشاف مآلات قضيتنا الوطنية ، مجهرنا الذي يمكننا من رؤيتها ، في هذا البحر المتلاطم قضايا و ازمات و بؤر وحروب ، لذلك اظن انه لائق جدا ، تفحص الحدث بعين السياسي ... وحداتنا في الواقع لم تنسحب و انما اعادت انتشارها ، بما يحقق الالتزام بالاتفاق العسكري الموقع مع العدو ، وهي اليوم تتواجد بالمنطقه طرف المحيط الاطلسي . الامم المتحده ملزمه بمراقبة المنطقه ، ومنع العدو من ممارسة اي نشاط بها . و البوليساريو مستنفره لشغل مكانها في حالة اي تقصير ، ومن ثمة عليها ممارسة نفس الدور .. اذا عدنا الى اصل الازمه ، يحضرنا مباشرة الحدث البطولي ، في اعتراض غطرسة العدو ، امام عجز المينورسو في ردعه عن تعبيد الطريق ، ونذكر جميعا ان مقاتلينا كانوا على بعد خطوات من دفعه الى تسديد الاثمان السابقه و اللاحقة ، ولكنه اثبت فعلا انه اجبن ، و اهون من ان يعود الى حرب خاسرها لا محالة ، نحن نعلم جميعا ان المخزن مرعوب من المواجهة العسكرية ، خاصة ان الحلفاء لم يعد بمقدورهم التورط معه اكثر بالاسلوب اياه . مملكة الاستعراضات البهلوانية ماتزال تعول على دبلوماسية العهر السياسي ، و ارصدة العمالة لتصريف شؤون ظلمها ، وتمديد زمان احتلالها لارضنا . لقد انقشعت اغبرة ميادين القرن الماضي ، والتي كانت تتخذها دول القانون و الديمقراطية ، لممارسة سياسات الاستغلال و الاستعباد ، انقشع الغبار و تعرت مملكة المخزن ، واتضح ان الشعب الصحراوي في مواجهة فرنسا ، و ان المخزن ليس الا عروس كركوز ، و انها غير قادرة على كسب اي من المعارك و التحديات ، حتى الرحلات الفلكلورية التي ينفذها الملك المزركش لم تكن الا حركات بهلوانية ، تمتص المال العام ، ليستهلكها بعد ذلك كذبا و دعاية .... البوليساريو اليوم ،( الاعراب الرعاة) ، يظهرون للعالم انهم حملة قضية عادلة ، ويستطيعون الدفاع عنها ، بأي اسلوب ، و بأية لغة . اظهر الصحراويون انهم قادرون على مقارعة العدو في اي مكان ، و على ضحد مزاعمه بكل الاساليب ... احرى بنا اذن ان نعتز بانجازاتنا و اساليب ادارتنا للمعركه ، من وجهة النظر السياسية ، و الدبلوماسية البحتة ، و لنا ان نعتز ايضا بانفسنا المبذولة في سبيل حريتنا و استقلالنا.
تعليقات
إرسال تعليق