20 ماي طلقة الحرية وشهقة وصرخة الميلاد الاولى...

بقلم حمدي حمودي

لا أعتقد انها الا صدفة تلك التي دفعت "تشارلز ليندبيرغ" الفتى الامريكي ذي25 ربيعا في اجتياز أكبر تحد بطائرة ذي محرك واحد يوم ال 20 ماي من سنة 1927م في اول انتصار على أهوال المحيط الأطلسي، في مصادفة غريبة مع اول طلقة نفذها شبان صحراويون اغلبهم في منتصف العشرينات من أعمارهم مثله تماما في أكبر تحد للمستعمر الاسباني يوم 20 ماي 1973م.
ولا يشبه المحيط الأطلسي بضخامة أمواجه وقوته الهائلة على البلع والاغراق ومواجهة الفتى له ذي  الطائرة الصغيرة بمحرك واحد، الا المستعمر الاسباني بطائراته وجيوشه المدججة وعتاده الهائل ومواجهة الشبان له ذوي البنادق العتيقة التي أغلبها لا يعمل.
انها روح الشجاعة والاقدام على فرض واقع جديد وكسر صنم المستحيل
في نفس ذلك الشاب والشبان ,تموج تلك الروح المعنوية الهائلة التي تغير التاريخ
وترسم الحرف الأول في سجل النصر.
 اننا وفي كتابات كثيرة ركزنا على تلك الروح وذلك التدفق والاندفاعة التي لا تشبه الا الفيضانات والأعاصير التي تشق سبيلا لها انهارا وسواقي وفيضانات تعصف بكل ما يقف امامها.
 وتبقى الإمكانيات هزيلة امام تلك العواطف الجياشة والايمان العميق والصلابة النادرة. وستظل الوسائل المادية جزء بسيطا مما يجسد الأفكار على الأرض، وهنا نؤكد للمثبطين والمبردين والذين لا يضعون بالا للمعنويات كم هم على غير بينة لمفعول تلك الروح وقوتها.
 نعتقد ان من يعمل على الرفع من معنويات الشعب الصحراوي يسير في الاتجاه الصحيح ومن يبخس النصر مهما كان صغيرا يضعف من تلك القوة مهما كانت حسن نيته.
 اننا لا نقاتل بالسلاح فقط بل بتلك الروح الكامنة وذلك الايمان وتلك القناعات المتأصلة وكلما عملنا على تشجيع شعبنا وتثمين قدراتنا وزرع الثقة في أبنائنا وبث روح الاندفاعة كلما ربحنا المعركة وكما يقال ثلاثة ارباع المعركة معنويات والباقي اعمال على الأرض.

اننا اليوم نستحضر تلك 44 سنة التي مرت عند ولولة اول رصاصة اول شهقة واول صرخة في العصر الحديث لشعبنا, في اتخاذ الكفاح المسلح طريقا من اجل طرد المستعمر الاسباني تلك الطلقة التي اطلقها الجميع في وجه المستعمر الاسباني كل من مدفعه الخاص وقلبه ووجدانه واسلوبه وامكاناته وان عجلت في رحيل المستعمر الاسباني ولكن  ليستجمع قواه ويغير ادواته واقنعته في زيادة حجم المؤامرة وفي تقدير جديد لقوتنا التي يجب ان نعرف انها لا تزال مستمرة الى اليوم ولكن هذه السنوات الطويلة تؤكد انها صرخة حرية وشهامة وحق, صادرة من روح الاجداد والمجاهدين الذين اطلقوها في كل مراحل المقاومة وسيظل صداها يتكرر ويتجدد كلما كان هناك مستعمر يجثم على ارضنا...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...