عبيد ولد اميجن وموسم التسول على أبواب المغرب

بقلم د.غالي الزبير


تناول عدد من المواقع الإلكترونية الموريتانية حوار الصحافي الموريتاني "عبيد ولد اميجن" بالثناء في حين قوبل بالتجاهل التام من الاعلام والراي العام الصحراوي ولكن المتأمل لنص الحوار الذي اجراه موقع "هسبريس" المغربي مع هذا الصحافي يكتشف العقلية الارتزاقية التي اطرت مجريات هذا الحوار ويكشف عن ضحالة مستوى هذا الصحافي الموريتاني الذي انشق عن مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية (ايرا) سنة 2013 للتتبناه أطرافا وازنة في المشهد السياسي الموريتاني وتدفع به إلى واجهة الإعلام الموريتاني عبر قناة "الوطنية" ليصبح "عالم كل فن" حتى أنه يقدم نفسه لموقع "هسبيريس" المغربي كخبير في شؤون الصحراء الغربية ومهتم بالشؤون الافريقية.
 الصحافي الموريتاني الخبير في تبديل جلده تماما كما تفعل بعض الزواحف تحول من صديق للشعب الصحراوي كما حاول بعض الصحراويين اعتباره إلى محلل مخزني ينافس "منار السليمي" ورفاقه في إطار ظاهرة مغربية بامتياز تقوم على استئجار كتاب وصحافيين من البلدان العربية بعد إفلاس المحللين المغاربة في تسويق أكاذيب المخزن وتمتد لائحة الصحافيين والكتاب الذين يؤجرون أقلامهم لتلميع أطروحات المخزن المهترئة لتشمل اسماء عديدة من عبد الله ولد محمدي مرورا بخير الله خير الله ورويدة مروة وهانيء أبو زيد وغيرهم...

"الخبير" الموريتاني المستأجر استضافه موقع "هسبريس" المعروف بتدنى مستواه المهني وانحطاط خطه التحريري مما جعله موقع "اسواقة" المغربي رقم واحد ولكن ولد "اميجن" الباحث عن "كرية موعودة" بلغ به الاسفاف واعارة لسانه ان جعل من "هسبريس" التي لم يسمع بها الكثيرون "الموقع الأكثر تصفحا ليس في موريتانيا فقط بل في العالم العربي بصفة عامة " (كبيرة هذي).
 وفي حوار سيطر فيه الصحافي المغربي على دفة الحديث ووجه "الخبير" المستأجر إلى أن يقول مايريده مؤجروه على طريقة "من يدفع يختار الموسيقى" فيكشف عن انخراطه في السيمفونية التوسعية المغربية حين يقول "ان مخيمات اللاجئين الصحراويين تحمل اسماء مدن في مناطق جنوب المغرب. (هكذا بكل وقاحة)...
ويواصل "ولد اميجن" بحماس " سكان المخيمات هم الأكثر ضآلة من حيث النسبة الديموغرافية، الاغلبية الكبيرة (يرحم اللغة العربية) منتشرة في اسبانيا في المهجر والشتات ". وهذه معلومات يعلم أصغر صحافي مغربي مبتديء أنها تجانب الصواب وأنها من خيالات ولد "اميجن".
ويتفوق "ولد اميجن" باقتدار على خريجي المدرسة الدعائية المخزنية حين يصل بها الكذب والاختلاق حدا غير مسبوق حين يتناول واقعة المواطن المالي "عمر سيد أحمد ولد حمه" الملقب باسم "عمر الصحراوي" وهو اللقب الذي اشتهر به بعد خطفه لرعايا اسبان في الطريق بين نواذيبو ونواكشوط في نوفمبر 2009 ، فيقول "ولد اميجن" دون ان يرف له جفن "عمر الصحراوي خطط رفقة أخرين من شباب المخيمات (الصحراوية) لخطف رجال الإغاثة الإسبان من داخل موريتانيا وبيعهم لتنظيم القاعدة سنة 2010" وحين يسأله الصحافي المغربي باندهاش: عمر الصحراوي من سكان المخيمات؟ يجيب "ولد اميجن" بجرأة يحسد عليها: "نعم، عمر الصحراوي هذا محسوب على قيادة جبهة البوليساريو السابقة". و هكذا يزايد "عبيد ولد اميجن" على كل وكلاء ياسين المنصوري وكتابه في الاختلاق والكذب "الأحمر".
 وعندما قامت جريدة هسبريس بنشر ملخصات من ابداع وتحليل "ولد اميجن" تجنبت عمدا نشر روايته الفريدة حول "عمر الصحراوي" لأنها رواية مهلهلة وتفتقد اية سند.
وتبلغ الجرأة والتطاول على الحقائق بولد اميجن الى ان يقول "أي طرف من الاطراف يقوم بإجراء لمراجعة الوضع داخل هذا الحيز الجغرافي (منطقة الكركرات) يعتبر متعديا ( المقصود معتديا) او قام بخرق ربما يطال الاتفاقات الموقعة بين الطرفين"، وصدق من قال "ان من خاض في غير فنه اتى بالاعاجيب".
 ولعل الصحافي الموريتاني اراد ان يبهر مضيفيه على طريق الرجل الذي اعجب بثناء الناس على رؤيته للهلال فبادر إلى الاشارة إلى هلال آخر فها هو يقول أن "زيارة ملك المغرب لجنوب السودان كان من نتيجتها سحب الاعتراف بالبوليساريو وتبادل العلاقات الديبلوماسية مع المغرب"... وهذه "زفطة" اخرى تفوق فيها ولد اميجن مرة أخرى على هسبريس في اختلاق الأكاذيب حيث لم يصدر أي تصريح من أبوجا ولا من الرباط ولم يرد في صحافة المغرب الإلكترونية -التي أسس الكثير منها لأغراض دعائية محضة- بشأن سحب جنوب السودان اعترافها بالبوليساريو ولا بتبادل العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وجنوب السودان ولم يصدر هذا الخبر إلا من مخيلة "ولد اميجن" المبدعة.
 جانب اخر من شطحات الاجير "ولد اميجن" غير المسبوقة تناول فيه علاقات المغربية بإفريقيا وقدم مزاعم وتهيؤات قصر عن بلوغها منظرو "المغرب التاريخي" حين زعم ان مواطني بلدان غرب افريقيا ووسطها لايرون في محمد السادس رئيس دولة بل "اميرا للمؤمنين" وهذه السخافة لا تحتاج إلى تعليق إذ أنه من البديهي ان الملايين من سكان غرب أفريقيا ناهيك عن وسطها لم يسمعوا بخرافة "إمارة المؤمنين " هذه، بل وفي المغرب نفسه كثيرون يسخرون من مهزلة "البيعة" وطقوسها البدعية ولكن اختلاقات "ولد اميجن" لاحدود لها خاصة إذا كان الثمن معلوما.
"ولد اميجن" هذا سبق له أن  أجرى مقابلة مع الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز على هامش مناورات القطاع الجنوبي لجيش التحرير الشعبي الصحراوي بمنطقة اغوينيت رغم حالة المرض التي كان يعاني منها الرئيس رحمة الله عليه وهي المقابلة التي كان فيها الصحافي المغمور متطاولا ومستفزا من خلال نوع الأسئلة التي أجاب عنها الرئيس الراحل بكل هدؤ ورزانة رغم سذاجة وسطحية بعضا من تلك الأسئلة التي كانت - مثلها مثل الأحكام التي أصدرها الصحافي الموريتاني اخيرا عبر "هسبريس"- مستوحاة من قراءاته على الانترنيت لما يكتبه خصوم جبهة البوليساريو.
 ثناء "ولد اميجن" على محمد عبد العزيز وهو تحصيل حاصل جاء في إطار انتقاداته ومحاولة انتقاصه من القيادة الصحراوية الحالية التي راى فيها التهور والاندفاع وارتكاب الأخطاء ورأى أن الشباب الصحراوي بات غير مقتنع بما تطرح من تصورات..أو ليس هذا ماتريده "هسبريس" من ولد اميجن تسويقه.
 وحين يتناول التركيبة القبلية الصحراوية يظهر لمضيفيه المغاربة جهله المطبق بالمجتمع الصحراوي الذي يحاول تقديم نفسه بأنه الخبير بكل حيثياته.
كان حريا بعبيد ولد اميجن أن يهتم بالشأن الموريتاني بالطريقة التي يراها وله في الشأن الموريتاني متسع القول وأن يدع القضية الصحراوية بعيدا عن مجالات تكسبه، اما وقد اختار التطاول على نضالات الشعب الصحراوي بالتحامل الرخيص على جبهة البوليساريو ممثله الشرعي والوحيد ورائدة كفاحه عبر التنظير السطحي المبتذل لحيثيات النزاع الصحراوي المغربي من وجهة نظر المخزن المغربي فقد ارتكس الى قاع سحيق وابان عن قصر نظره وتدني مستواه كإعلامي هاو ..
 فهل سنستمر في فتح قلوبنا وخيامنا للنكرات الذين يقدمون أنفسهم خبراء قضيتنا وهي بطاقة العبور الى اسواق الارتزاق المغربية التي تبحث عن قشة تتعلق بها عقب مسلسل الإخفاقات المتتالية لديبلوماسية التوسع وإعلام الارتزاق.
 وختاما لا يسعني إلا أن انحني تقديرا واحتراما للشرفاء والاحرار من ابناء وبنات موريتانيا العزيزة وهم بحمد الله كثر ومواقفهم أكثر وأشهر من أن أقف عندها وأقول لمحترفي الاتجار بأقلامهم والسنتهم من جيراننا قول الشاعر الفضل بن عباس الهاشمي:
مهلا بني عمنا، مهلا موالينا
لاتنبشوا بيننا ما كان مدفونا
لاتطمعوا أن تهينونا ونكرمكم
وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا

تعليقات

  1. مانفهم من هاد المقال أن ولد أميجن كاذب وأنت تقول كل الصراحة ؟ هدا سؤال

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...