الى ماذا تريد السنغال أن تصل؟

على مدى عقود بعد الاستقلال لم، يحسن السنغاليون التصرف حيال حقوق وإكراهات الجيرة التي جمعتهم مع الموريتانيين لمئات السنين وكأنه يوجد أمامهم بديل آخر غير ما تفرضه حقائق التاريخ والجغرافيا.
وإذا كان الأمر يتعلق بتاريخ طويل من محاولات الابتزاز، فهل كان ذلك مناسبا اليوم وقد كادت جراح الماضي أن تندمل؟ لأن الأمر وببساطة يدفع الموريتانيين إلى تصديق فكرة العدو الابدي.
لا أحد ينكر أنه من المهم بالنسبة للسنغاليين أن تكون لديهم أوراق خاصة بهم كما هو الحال بالنسبة للموريتانيين، لكن ماذا لوكان ذلك مستحيلا أو متعذرا على الأقل في الوقت الراهن؟ هل كان من المناسب أن تترك السنغال أبوابها مشرعة أمام دعاة التفرقة وممتهني التبضع الحقوقي؟
لقد راكمت حكومة ماكي صال الكثير من الأخطاء والاستفزازات عندما تصرفت في أزمة غامبيا على النحو الذي شاهده العالم أجمع، وحين فتحت وسائل إعلامها أمام كل من يريد زرع الفتنة والبغضاء بين أبناء شعب مسلم مسالم وجار، وكذلك
عندما أصبحت معبرا دائماً للشائعات ومركزا أماميا لترويج الدعايات الكاذبة التي تستهدف الاستقرار في موريتانيا وكأنه لو كان بالإمكان فعل أكثر لما توانت عن القيام به !
وقد مثل تصرف الوكالة السنغالية الرسمية للأنباء، حلقة ضمن هذا المسلسل، وتميزت هذه السقطة بكونها جاءت بمبادرة من السنغاليين أنفسهم وأخذت طريقها للإعلام في المنطقة بعد أن روعي في صياغتها رسم صورة مرعبة وقاتمة عن أزمة إنسانية وحقوقية مستفحلة في موريتانيا.

هل فكر السنغاليون وهم يفعلون كل ذلك في أحداث الماضي؟ لماذا يريدون الحفر في الأزمات واختبار صبر الموريتانيين؟ وإلى ماذا يمكن أن يصلو غير عرقلة مشاريع التنمية والتحديث التي هم في أمس الحاجة لها، إذ أنه لا يمكن للحماقات أن تقود إلا إلى تبخر الآمال وتحولها إلى سراب !
منقول عن أقلام الموريتانية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...