الى كوهلر:الجدار الذي قسم برلين في القرن العشرين يقسم الصحراء الغربية في القرن الواحد والعشرين...

Image result for ‫كوهلر‬‎
لحظة تفكير...
لا حظنا خلال زيارة المبعوث الشخصي لمخيمات العزة والكرامة نوع من التفاعل أو الانفعال خاصة بعد لقائه مع الجماهير الصحراوية بولاية آوسرد, لا ندري هل هو "تمثيل مسرحي" أم انه صدمة من تناقض الواقع الذي رآه بأم عينيه مع الصورة التي قدم له الامين العام الذي عينه على هذا الملف الشائك...؟
والسؤال المطروح كيف له كديبلوماسي ألماني محنك إن كان يحترم نفسه ومكانته لدى شعبه وتاريخه والعالم أن يقبل التوسط في قضية يجهل أبجدياتها تماما ؟؟؟
وما الدافع وراء قبوله ؟وهو يرى الفشل الكبير بسبب الضغط الفرنسي لدبلوماسيين كبار ك"جيمس بيكر" المؤسس الحقيقي لصفقة الانبطاح العربي الفلسطيني أمام الكيان الصهيوني في السلام المزيف أو سراب السلام "الارض مقابل السلام" بين رابين و ياسر عرفات في مدريد...
كيف له ان يقبل المنصب لقضية فشل فيها روس الامريكي الذي كان سفيرا في الجزائر وقضى سنوات في المغرب ومدعوما من الولايات المتحدة الامريكية وحتى أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة ومهتم بالمنطقة بل هي جزء من تاريخه المهني ؟؟؟
كيف يقبل التوسط في قضية لا يعرف عنها شيئ ؟ 
أهو غبي الى هذه الدرجة ؟فليس هذا من العقل في شيء ولا من المنطق أن يقبل احد التوسط في قضية مجهولة عنده تماما ام ان لديه سحره الخاص !!
ولن نقبل مثل هذا الطرح أبدا وقد صرح هو أنه ليس ساحرا...
ولكن لنعذر هورس ونقول انه نعم درس هذه القضية بجد وبالصورة التي قدم له الامين العام وهو ليس الا وسيطا ينفذ أوامر الامين العام وسيكون تحت إمرته وبالتالي لن يكون الا موظفا شرفيا وذي وزن في بلده كي يحترمه الطرف المغربي وجبهة البوليساريو لمكانته ...وستكون له الفرصة في اعطاء فسحة من المفاوضات كي يكرر الاثنان رأيهما فقط وتنتهي المهلة دون حل ويرحل بالمال وعار الفشل كسابقيه...
وهنا نرى أن مهمته فقط هي مهمة الفنادق وقاعات الاجتماع توفر المناخ لقضاء وقت للطرفين في جولات مكوكية دون حل وبالتالي فهو ليس الا موظف خدمات ليس إلا وسيقبض مقابل ذلك المال المغموس في سنوات جديدة من نهب الثروات الصحراوية ومعاناة مئات الآلاف من اللاجئين الصحراويين اطفالا ونساءا وشيوخا ومئات الآلاف تحت حذاء القمع والبوليس المخزني في المناطق المحتلة ناهيك عن عشرات الآلاف من الصحراويين المشردين في العالم في حين أن الارض الصحراوية مليئة بالخيرات والثروات التي هي ملكهم هم وينهبها الملك الاخطبوط الثري المجرم.
وبالتالي هي مشاركة مع سبق الاصرار في التورط في حل مسألة شائكة خاسرة وهدر للوقت والمال وبالتالي مشاركة الامين العام الجديد في خيوط غير واضحة المعالم نراها من خلال تصريحاته وردود أفعاله إتجاه حل الكثير من القضايا المشابهة كالقضية الفلسطينية الذي يبدو في سلبية كبيرة في التعاطي معها.
إن عيون الاطفال والنساء التي كانت في المخيمات لم تنادي بحق اللاجئ بل بالوطن والحرية والاستقلال وستظل تطارد الوسيط وتقض مضجعه في آخر العمر الذي حمل على عاتقه تنفيذ قرارات الامين العام العوجاء التي بدأها بمحاولات تغيير المصطلحات وأمر الجيش الصحراوي في الكركرات بالانسحاب في تناغم مع فرنسا والمغرب واسبانيا صدى لخططاهم في سابقة كادت ان تلهب الحرب او تعصف بمسار السلام دون ان ينتبه الا الى الطرح الفرانس-مغربي...
إن دعوة الامين العام في تقريره في العام الماضي الى حماية بعثة المينورصو وعدم تقديم عقاب للمغرب في ارجاعه لبقية أعضاء البعثة ولا حتى التنديد بذلك ومطالبته الكبيرة في توفير غطاء جوي لحمايتها من "الارهاب" .تبقى قضية تكشف عن نوايا مبيتة في مراقبة المنطقة التي يتواجد فيها الجيش الصحراوي وهو عملية مكشوفة لمحاولة التجسس على حركة القوات الصحراوية دون ان يطالب بحماية المينورصو في الجزء المتبقي من الصحراء الغربية التي تعج بالمخدرات وعصابات تهريب البشر وغلق نقطة الكركرات الغير قانونية والتي يتسرب منها الحشيش الى إفريقيا والعالم لتبييضه ودعم الحركات الارهابية التي يزعم الامين العام أن المينورصو مهدد بها.
إننا كمتتبعين نشك في نوايا الامين العام للامم المتحدة من خلال تتبعنا لتقريره الذي يحاول تنفيذ أجندة الاستعمار الفرنسي والغزو المغربي ونتطلع ان لا يكون المبعوث الشخصي عكازه الذي يسنده في ذلك ,بل مرآة فقط تنقل الواقع بحياد أو أن يرحل عن خداع الشعب الصحراوي وأن يرقى الى أن يحس كما حس الالمان عندما كان بلدهم مقسم وشعبهم مشظى تحت نير الاستعمار الغربي والشرقي وأن لا ينسى ان الجدار الذي قسم برلين في القرن العشرين يقسم الصحراء الغربية وشعبها الآن في القرن الواحد والعشرين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...