محمد أحمد ماضي: مائة عام على وعد بلفور : تكريس وتجسيد للجريمة اللاإنسانية التي ارتكبتها بريطانيا

أكد المستشار محمد ماضي القيادي في حركة الائتلاف الوطني الفلسطيني، أن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) حول وعد بلفور المشؤوم، أنه تكريس وتجسيد للجريمة اللاإنسانية التي ارتكبتها بريطانيا قبل مائة عام، في إعطاء من لا يملك، لمن لا يستحق. وكانت (ماي) قد قالت أن بلادها ستحتفل بفخر بالذكرى المئوية، لصدور وعد بِلفور؛ الذي منحته خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، يوم الأربعاء قائلة: "إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر"

وقال المستشار ماضي في تصريح صحفي له: إن وعد بلفور هو الوعد الذي أصدرته الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك في الثاني من نوفمبر لعام 1917، الذي حقق حلم الصهيونية. وجاء الوعد على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك (أوثر جيمس بلفور) في حكومة ديفيد لويد جورج إلى اللورد (روتشيلد) أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، بعد مفاوضات استمرت ثلاثة سنوات، دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى. واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهدافها والحفاظ على مصالحها في المنطقة العربية، وكانت حكومة الانتداب البريطاني قد عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكي (وينسون) رسمياً، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وايطاليا رسمياً عام 1918.

وفي المقابل اختلفت ردود أفعال العرب تجاه التصريح بين الدهشة والاستنكار، والغضب.
وبهدف امتصاص حالة السخط التي قابل العرب بها، وعد بلفور حيث أرسلت بريطانيا رسالة إلى (الشريف حسين) بواسطة الكولونيل باست، تؤكد فيها حكومة الانتداب أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحية الاقتصادية والسياسية، ولكنها في الوقت نفسه، أصدرت أوامرها لحكومة الإنتداب، أن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين.

وطالب المستشار ماضي؛ من بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. ويتطلب ذلك سلسلة من فعاليات ضد بريطانيا؛ من أجل الحصول على الاعتذار والتراجع عن الوعد المشؤوم.