كيف تغير موقف ترامب من بشار الأسد في ثلاثة أيام؟


ان موقفي حيال سوريا والأسد تغير بشكل كبير"، هكذا أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد الهجوم الكيميائي الذي اتهمت واشنطن النظام السوري بارتكابه في خان شيخون في شمال غرب سوريا الثلاثاء 4 نيسان - أبريل 2017، وأسفر عن 87 قتيلا.
بعد 24 ساعة أمر الرئيس الاميركي بضربة غير مسبوقة على قاعدة جوية سورية.
وفي ما يلي أبرز المواقف في الأيام الثلاثة التي أدت إلى تغير كبير في موقف ترامب من النزاع السوري بعدما كان يعتبر حتى ذلك الحين رئيسا انعزاليا.
أول رد فعل متأخر
في اليوم نفسه لوقوع الهجوم الثلاثاء، اكتفى الرئيس الأميركي ببيان متأخر ندد فيه بهجوم "مروع، لا يمكن أن يتجاهله العالم المتحضر" لكن بدون تقديم أي استراتيجية.
وأثار عدم الوضوح في موقف الإدارة غضب نواب جمهوريين في الكونغرس في مقدمهم جون ماكين الذي ندد "بتراجع الولايات المتحدة وبفصل جديد مخز في التاريخ الأميركي".
تغير اللهجة
في اليوم التالي تغيرت اللهجة. وأكد دونالد ترامب الأربعاء 5 نيسان ـ أبريل 2017، أن صور الضحايا أثرت به كثيرا قائلا إن "هذا الهجوم على أطفال كان له تاثير كبير علي" وان موقفه من "سوريا والاسد تغير الى حد كبير".
تحدث الرئيس الاميركي بنبرة طغت عليها العاطفة خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض مشيرا الى "اطفال وحتى رضع" قتلوا في الهجوم.
وقال "هذه الاعمال الشنيعة التي يقوم بها نظام الاسد لا يمكن التسامح معها" مهددا للمرة الاولى بالتحرك.
تغير الموقف من الأسد
تأكد تغير اللهجة مع تشدد واشنطن حيال الرئيس السوري بشار الأسد. وأصبحت الإدارة تتحدث حاليا عن رحيله.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن "الدور المستقبلي للأسد غير مؤكد، وبالنظر إلى أفعاله يبدو أنه لن يمارس أي دور في حكم الشعب السوري".
قبل أسبوع من ذلك، أعلن تيلرسون بنفسه أن رحيل بشار الأسد ليس أولوية لواشنطن. وقال إن "مصير الرئيس الأسد على المدى الطويل يقرره الشعب السوري".
طريق مسدود في الأمم المتحدة
انتهت المفاوضات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يندد بهجوم خان شيخون ويدعو إلى فتح تحقيق، إلى طريق مسدود. ورفضت روسيا أن تعرض حليفها السوري لتحقيق بتفويض من الأمم المتحدة.
وعرضت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي صور أطفال قتلوا في الهجوم خلال جلسة مجلس الأمن ما أوحى باحتمال القيام بتحرك أحادي الجانب.
قالت أمام مجلس الأمن "حين تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها للتحرك الجماعي، نضطر في بعض الأوقات للتحرك بأنفسنا".
ومن الطائرة الرئاسية التي أقلته إلى فلوريدا تحدث ترامب عن عمل عسكري وشيك. وقال "ما حصل في سوريا عار على الإنسانية، بالتالي أعتقد أن شيئا ما سيحصل" بدون إعطاء توضيحات.
ضربة وقائية
بعد ساعات من تصريحه، وقرابة الساعة 3,40 بالتوقيت المحلي (00,40 ت غ) أطلقت سفينتان أميركيتان 59 صاروخا من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في وسط البلاد.
ومن منزله في فلوريدا، دعا دونالد ترامب كل "الأمم المتحضرة" إلى العمل من أجل وقف حمام الدم في سوريا بعيد إصداره أمرا بهذه الضربة الوقائية، الأولى للولايات المتحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
مونتي كارلو الدولية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...