لمذا أدون؟

بقلم النانة الرشيد

أنا لا أدوّن عن المغرب غير النافع ، و تناقض دعاية المخزن و الواقع ، بغية تتبع عورات عدو الشعب الصحراوي ، أو اصطيادا في مياهه العكرة ، بل أدوّن عن كل ذالك صدا للطاعنين في عدالة القضية الصحراوية و ممتهني ترديد جعجعة الدعاية المغربية الكاذبة . 
في المغرب الفقر و الأمية و الدعارة و السياحة الجنسية ، و فيه  مخزن يطوق خوالج رعاياه و يدرك دبيب الثورة الممكنة في عقولهم قبل أن يجهروا بها، و فيه ملك يأخذ كل محاولات الإنعتاق غصبا . 
و المغرب الذي هددته الإنقلابات ، و بعد أن زج بالمنقلبين في غياهب تازمامارت ، و ذوب بالكيماوي جسد الثائر بن بركة قبل ذلك ، احتل الصحراء الغربية ليشغل جيشه بالحروب و جنرالاته بالنهب و الإختلاس ، و يخلق للجياع قضية تلهيهم عن حقيقة عبوديتهم ..
و أدوّن عن فقر  و أمية و عزلة الملايين في المغرب، حيث القرى المعزولة و بشر فيها كأنهم في العصور الحجرية الغابرة ، و أدوّن عن حاكم تزمر له أقلام مرتشية ، و تفضحه نزواته المرضية و شخصيته غير السوية ، أدوّن عن كل هذه المتناقضات كي تخرس أقلام البسطيلة عن الكذب و التدليس و الكيل بمكيالين ، فإما الإنتصار للقضية الصحراوية و عدالتها و إما الصمت دونها .