رأي للموقع...لمذا المغرب يتجه الى كوبا؟ ماهو تأثير الانتخابات الفرنسية على نظام المخزن؟


قراءة خاصة...
لمذا المغرب يتجه الى كوبا؟ ماهو تأثير الانتخابات الفرنسية على نظام المخزن؟
 يشعر المغرب بخيبة امل كبرى من الانتخابات الفرنسية، خاصة بعد صعود نجم رئيس فرنسي جريء أكد من الجزائر بأنه ضد الفكر الاستعماري ويعترف بمرحلة الاستعمار في الجزائر ويقر بأنها جريمة ضد الإنسانية.
المرشح ايمانويل ماكرون الشاب 39 سنة الذي انتقل الى الدور الثاني في الانتخابات الفرنسية استقبل في الجزائر سالفا استقبال الرؤساء وهو لم يدخل سابقا أي انتخابات ,وربما يؤشر ذلك الى ممل الشعب الفرنسي من الطبقة الفرنسية الحاكمة وفكرها المتخلف.
 ولا شك ان جيلا جديدا من القادة الفرنسيين يتجه الى الميل الى الفكر المتزن الواضح والتقدم بفرنسا الى العلاقات الندية لا علاقات الوصاية التي يحبذها النظام المخزني وبعض دول افريقيا الغربية ونعني بالذات السنغال ذات الولاء الروحي لقصر الإليزيه ويقتات من خلفها رؤساؤه واحدا واحدا, حيث ستنكشف او على الأقل يحد من الرشاوى الكبيرة التي يهيمن بها نظام المخزن على تسيير الطبقة السياسية الفرنسية الى جانبه ضد قيم وروح الثورة الفرنسية حيث في هذا العالم لم يعد مجال للتراجع عن الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل وهو ما سيفتح الباب واسعا امام فرنسا للتوغل الى افريقيا عن طريق الجزائر ونيجيريا ودول ذات اقتصاديات واعدة وتمتلك ثروات معدنية هائلة في رؤية جديدة لافريقيا ومخاطبتها كما تفعل الصين والولايات المتحدة ككتلة واحدة.
 وامام هذا التحدي انطلقت الدولة المغربية في تسارع غريب نحو افريقيا خوفا من تخلي الديك الفرنسي الهارب عن مصالح في ساحة مغربية منهكة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومليئة بممارسة حكم العصابة أكثر من حكم الدولة حيث نشرت وزارة الخارجية الامريكية في تقييمها الحديث ان 23 في المئة من الميزانية الخام للمغرب من تجارة المخدرات المحرمة دوليا حيث تعد المغرب كولومبيا افريقيا ,إضافة الى القلاقل الكبرى والبركان المتفجر في تصاعد في الريف المغربي الذي ينبئ عن صعوبات قصوى ولي ذراع للنظام المخزني الذي ظل يمارس القوة امام الحركة الشعبية السلمية وحركة الشارع حيث تخبئ تحت المطالب الاجتماعية مطالب الحرية و العدالة وعدم الحكرة الشيء الذي سيفرض على المخزن مواجهة الريف بالقمع الشديد او تحقيق المطالب التي هي في الحقيقة حرق التنين نفسه بناره وبالتالي تآكل النظام.
 وتأتي قضية الصحراء الغربية القصمة التي تهد ظهر البعير حيث ان مجموعات جديدة كإيمانويل الرئيس المرتقب وامثال له كمرشحة حزب النضال العمالي للانتخابات الرئاسية الفرنسية "ناتالي أرتو" وغيرهما ربما يكون لهم دور في ترك فرنسا العناد الذي لن يجدي نفعا مع قضية شعب ليس له خيارا الا ارضه والاتجاه الى الاستفادة من استقلال الصحراء الغربية وتبادل المصالح بدلا من البقاء في كفة الرباط الخاسرة المتقلبة الاطوار حسب مزاج ملك يصارع نظامه في حلقته الأخيرة وبالملك نفسه الذي يقود المعركة التي اوشكت على النهاية.
 دبيب كدبيب النمل بدأ من ارتماء المغرب في أحضان افريقيا ,المغرب المحتل لاراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ورفع علمه بجانب علمها والبحث عن دول ثورية ككوبا وغيرها لإضفاء روح اليسار والدول التقدمية على نظامه الطبقي الفاسد لتنسجم ولو شكليا (مع مكياجه الجديد ونحن نرى تلك الممارسات في الصور مع العامة لاضفاء روح التواضع المزيفة حيث يحتل ارض شعب باكملة ويدرج كل يوم الصحراويون المسالمون بالعيون المحتلة بالدماء والعذابات و يشرد شعب في الملاجئ و يسرق خيراته) مع خسارته الكبرى في أوروبا وخسارته المحتملة لآخر قلاعه التي تستميت بقية الطبقة الفرنسية الآفلة في الدفاع عن استعماره لأرض الصحراء الغربية.
 اننا في قراءتنا لآخر التطورات نرى ان المغرب يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقدم كل المال والجهد الممكن من اجل الابقاء على نظامه وتمسكه بالصحراء الغربية ليس الا حلقة من التراجعات الأليمة ولكن الحتمية التي لا مفر من التراجع عنها اليوم او غدا.
 ان التقرير الأخير في مجلس الامن الذي يبين بما لا يدع للشك ان فرنسا الامس تقدم على آخر الأوراق لصديق الامس في صفقة العمر حيث فرضت ان تحذف فقرات بالغة الأهمية وهي رأي محكمة العدل الأوروبية وانضمام المغرب الى الاتحاد الافريقي ورفع علمه مع الدولة الصحراوية وتقرير مجلس السلم و الامن الافريقي وعدم الدعوة الى ان يمارس المينورصو دور حماية حقوق الانسان في المناطق المحتلة بل وعدم ذكر الاستفتاء وتمييع تقرير المصير والتركيز على المسائل التقنية وقضية الكركرات وآخر ما يمكن ان تقدمه الطبقة الفرنسية الحاكمة اليوم قبل رحيلها ولا نعرف حجم الرشاوى التي عودنا عليها نظام المخزن لهؤلاء الأشخاص أصدقاؤه المرتشون و الدي منهم ساركوزي الذي يقدم للمحاكمة على في قضايا رشاوى من الوزن الثقيل من الراحل العقيد القدافي.
كتبه للموقع حمدي حمودي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...