موريتانيا تجمع أصابع السيادة كي تكون قبضة...

   
بقلم حمدي حمودي
  
    كشف اللقاء الذي تم بين الرئيس الموريتاني والصحافة الموريتانية المستقلة حول خلفية الازمة أو الحراك السياسي او المخاض ان صح التعبير الذي يمر به الشعب الموريتاني والدولة الموريتانية، خاصة في ضوء التصريحات المتتالية للرئيس الموريتاني بعدم الترشح للرئاسيات الكثير من النقاط المشوشة والمغيمة خاصة فيما يعني القضية الصحراوية.
    وأهم ما يميز مخرجات تلك المناقشات هو الخط أو المسار الذي يتجه به النظام الحاكم في موريتانيا وعبر عنه الرئيس بكلمة القيم ولا يمكن لأي الا ان يجزم عن تقاطع وتداخل كل هذه الخلاصات التي تتمثل في:
1-تأمين موريتانيا: أساس لحماية البلد خارجيا وداخليا.
أشار الرئيس الى أن صراعات المجموعات السياسية والتيارات وغيرهما من المحاور هي من أضعفت الدولة الموريتانية، حيث يعتمد التأمين على القوة التي يبحث عنها العالم أجمع، في حين أن مصدرها الذي هو جيش الشعب وأبناءه المستعدين لتقديم أغلى ما يملكون أرواحهم فداء له، تم تهميشهم واللعب بهم من خلال تلك التيارات وقد وضح الرئيس الموريتاني ذلك بقولة: "الجيش لم يكن يَحْكُم، بل يُحْكَمُ به". وقد فسر الأسباب وراء ذلك وهو خدمة الاجندات الشخصية التي وجدت أن إضعاف الجيش يجعل الطريق سالكة لاتخاذ أي قرار وخاصة ما يتعلق بنهب ثروة البلد وتبديدها دون وجود أي رادع.
ولن نأتي على التفاصيل التي ذكرها في عدة محطات من شبه وحدات الى جيش محترم قادر على تأمين البلد.
2-الثروة: استقلال القرار السياسي الموريتاني هو ما يحمي الثروات.
صبت الأسئلة عن الفساد وغيرها الى تسليط الرئيس الضوء على البحث عن فكر موريتاني خالص تمليه مصلحة البلد وخياراتها واستقلال قرارها السياسي حيث برهن بالأدلة عن الفساد المتراكم عبر السنين وعقلية التبعية للآخر كان من كان هو سبب من أسباب عدم تثمين الثروة وهنا ركز على الثروة البشرية والمادية، وركز على أن هناك قطاعات كانت عالة كبيرة على ميزانية الدولة صارت اليوم من ممولي الخزينة العامة.
3-الثوابت الوطنية: التمسك بقيم وأخلاق ودين الوطن حماية للوحدة الوطنية.
لا شك ان البحث عن تثمين تضحيات الشعب الموريتاني ضد الاستعمار وعدم تغليب أي شيء على الدم الذي قدمه الشهداء هو ما يحمي تلك القيم النبيلة الغير قابلة للبيع ولا للرشوة ولا للمزايدات، والتي غلبت عليها في مراحل متعددة لغة المؤسسين لما لها من دور ولكن ليس بدرجة حماية الوطن والذود عنه بالروح وهي اعلى درجة كما قدمهم الخالق جل جلاه, وان تثمين ذلك يبعد شبح المحتلين حيث أن تلك التربة المسقية بالدم لا ينبت فيها جذر لمستعمر ,وكان الجدل على العلم الموريتاني الذي أهمل فيه هذا الطرح وهو ما يفسر ان المؤسسين ربما كانوا لا يضعون لذلك الامر اعتبارا كاف نتيجة ان المستعمر هو من سلمهم الأرض واهتموا بتثبيت الحكم .
4-مصلحة البلد: مصلحة البلد تؤدي الى ترتيب الأولويات.
يرى الرئيس الموريتاني وتثبتها الوقائع أنه أظهر شجاعة كبيرة في عدة مواقف واتخذ قرارات على مستوى القارة الافريقية وعلى مستوى القمة العربية وشكل تكتلات إقليمية عبرت عن تقدم المقاربات الموريتانية ولا ادل حل مشكلة غامبيا المستعصية ولم يعمل بالوكالة لأي كان وظل يشق بموريتانيا طريق خاص ومميز شهد به العدو والصديق القريب والبعيد ولم يخف الرئيس الموريتاني أن القيم تختلف بينه وبين من يحاول حل مشاكل موريتانيا عن طريق دق باب القنصليات وعبر عن عقليته بأنه مستعمر فكريا وبين أنه و المعارضة يختلفون على قضية الأولويات.
5-السيادة: القرار السيادي للبلد هدف لابد من الوصول اليه وهو منهج فكري يجب التأسيس له.
لا شك أن تلك المخرجات الأربع السابقة: الامن، الوحدة، القيم، المصالح ...هي الأولويات للحصول على السيادة الحقيقة التي تؤدي بالبلد الى الرقي والازدهار وبدون هذه السيادة يفقد الوطن والمواطن كل تلك الأمور البالغة الأهمية.
       اننا كمتتبعين احرار صحراويين نرى في هذا المسار الذي تتجه فيه موريتانيا عبر سنين من الصبر سيحميها ويحصنها ويجعلها تتخذ القرارات السيادية التي مصدرها روح الشعب الموريتاني وفكر أبنائه المنشغلين ليل نهار في بناء موريتانيا حرة القرار قوية وموحدة لا شرقية ولا غربية ويخطئ من يظن اليوم أنه يؤثر على هذا التوجه الذي لا محالة أن شاء الله سيؤدي الى أن موريتانيا تأخذ زمام المبادرة وتتخذ قرارات أخرى شجاعة تمس حياة المواطن وتخرج الثلاثة ملايين ونصف مواطن بثروات هائلة الى الرقي والازدهار, ولا بناء ولا ثروة دون سيادة القرار وحرية القرار ...و كما قال الرئيس الموريتاني أن بعض الدول إن لم تجد مصلحتها فيك تبدأ في خلق المشاكل ووضع الحواجز و المعوقات ولكن رغم كيد الكائدين ستنتصر موريتانيا.
     و في علاقة القضية الصحراوية بموريتانيا  فان امتلاك السيادة في موريتانيا سيجعلها اكثر شجاعة في القدرة على قول الحق و الدفاع عن الحق وأكثر جراة في اتخاذ الخطوات التي تتبع القانون الدولي والشرعية الدولية لأنه لا يمكن ان تكون دولة محترمة دولة حق تتناقض مع الحقيقة,ونحن على العموم ليس لنا خيار فدماء الشعب الموريتاني الشقيق تدور في شراييننا جميعا ويقول المثل الحساني ::خوك خوك لا اغرك صاحبك".






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...