موقع كل صحراوي يكتب : الى المرافعين خارج أسوار المحكمة...

أي شعب تقارع ايها المحتل ؟
أتستطيع ان تفسر ذلك الإصرار على القدوم من ذلك الشيخ الهزيل الذي رحل العمر بسواد عمره وجهده لا لشيء الا ليلوح بيده الهزيلة الملتصقة بذراع ظلت كمطرقة تضرب طاولة الغش والظلم و الجور لتقول لا للاحتلال نعم للحرية والاستقلال؟؟؟
 أتستطيع ان تفسر جلسة تلك الام على البلاط البارد طوال اليوم في المظاهرات، عاجزة عن الوقوف بسبب المرض والكبر لتعبر بتواجدها عن الرفض للمحتل، ترفع يدها وصوتا بالكاد يسمع وسط هدير الجماهير واصوات مكبرات الصوت ؟؟؟
 أتستطيع أن تفسر توافد الشابات والشبان والرجال والنساء الذين تركوا كل شؤونهم وعائلاتهم وابنائهم وانشغالاتهم ليواكبوا بروح معنوية عالية جلسات المحاكمة الجائرة لأبطال "اكديم ازيك" ؟؟؟
 أتستطيع ان تستقرئ تلك الابداعات المتسارعة من تلك الجماهير التي ابهرتنا نحن قبل ان تربك وتهزم المحتل وتوصل رسالة الشعب الصحراوي الى كل اصقاع العالم من قلب عاصمة المحتل الغاشم؟؟؟
 هل يمكن ان تفسر معنى ان تقف في عاصمة المحتل وتدلي بشهادتك الحية دون خوف ولا وجل نيابة عن شعبك وترافع عن قضيتك بكل ذلك الاحترام والنبل وبطريقة حضارية راقية ان لم تكن في قمة التضحية والعطاء؟؟؟
 إن من بين أولئك نخبة النخبة من هو خريج السجون المغربية قد ملته جدران الزنازين والمعتقلات وقهر القهر وسطر دروسا في الصمود وملاحم في البطولة والقدرة على الترفع و الطفو فوق مستنقع الألم والسمو بالروح الى درجات الصبر القصوى، أولئك الذين استشهدوا كم من مرة وكم من مرة دفنوا ونسوا، وفي كل مرة يطلون على العالم منتصرين بتلك شارات النصر وتلك الشعارات وتلك القناعات العصية على الترويض.
 إن التاريخ سيسكب بحبره الذهبي الذي لا يمحى على صفحاته لمن حضر تلك المرافعات التاريخية "المجد"، فطوبى لهم ولشعبنا بأمثالهم بتلك الصفحات البيضاء الناصعة...
ولكن التاريخ أيضا بحبر أسود سيخط  صفحات سوداء من العار لآخرين باعوا ويبيعون ضمائرهم لضعف نفسهم، أولئك المتساقطون جشعا وطمعا فلا نامت أعين الجبناء...