الكركرات:المعركة التي لا تسيل فيها الدماء.

بقلم أزعور أبراهيم

يكاد لا يختلف عسكريين على أن موقع الكركرات التي لاتزال تحتل منذ  شهور مساحة كبيرة في صدارة الأحداث،لا يؤهلها لأن تكون أرض معركة قتالية،بل مهد لتوجيه الرسائل.
 ورغم أن المغرب هو القوة السائدة هناك عدة وعتادا،إلا أن البوليساريو تكسب في كل يوم يمر من عمر تواجدها هناك إعلاميا وسياسيا،وهذا ما جعل المغرب يوجد في أقصى نوبات جنونه و حالات ارتباكه.
 إلا أن المتتبع،سرعان ما يكتشف أيضا، أن الإطار النظري لصناعة الانطباعات الذي اختارته الجبهة لتوجيه رسائل الحزم والشدة إلى أعدائها عن قرب لم تتم فيه استعراض القوة بشكل مميز وحاسم؛خاصة وأن المتلقون للرسائل الإعلامية يؤثرون الشكل على المضمون.وكان يفترض بالقيادة العسكرية إرسال قوات النخبة،وأن لاتبخل عليهم بالملابس والتجهيزات التي تجعلهم في صورة الجيش الذي يلتزم بالبدلة العسكرية التي توحد القادة والجنود كجزء من العقيدة القتالية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي،وكنا قد لاحظنا الليونة في التعامل مع المخالفين المغاربة الذين يحاولون تكرار تسييس عملية العبور،حيث تظهر مجموعة قليلة من المقاتلين العزل وهي تحاورهم في وقار،ونوع الإشارات المرورية البدائية التي يراد بيها تنظيم عمليات المراقبة.و لكي تنسجم الرسائل المطروحة مع الهدف،ينبغي دفع المعنيين نحو تصحيح الوضع بالإفراج عن الإمكانيات اللازمة لتنفيذ هكذا مهام خاصة في مثل هكذا ظروف استثنائية.