رأي موقع كل صحراوي

       Image result for ‫فرنسا و المغرب ‬‎
      يصادف اليوم 28 مارس استسلام العاصمة الإسبانية مدريد لجيش المتمردين بقيادة الجنرال فرانكو, الذي حكم اسبانيا لما يقرب من 40 سنة لاتزال آثار حكمه القاسية محفورة في وجدان الاسبان ولا تزال أعراض أوجاعه لم تمحي من الذاكرة ولا تزال الخطط التي وحد بها اسبانيا بلغة النار والحديد لم تبرأ, ورغم السنين الطوال من السلم الاجتماعي هاهي "كاتالونيا" أكبر المقاطعات والتي يرتكز عليها الاقتصاد الاسباني تتطلع ساكنتها للاستقلال من خلال الاستفتاء الشعبي نهاية السنة الجارية.
         ورغم ان المملكة البريطانية أعطت دروسا في ان الحكم يجب ان يرجع للشعوب و للإنسان الذي يسكن الارض لاختيار مستقبله وتحمل تبعات ذلك, فإن عقلية الديمقراطية المتقدمة هذه لا تزال رائحتها نتنة في أنوف الحكام الاسبان ,واستفتاء اسكتلاندا باقٍ طعمه في افواههم  امرّ من حنظل ,رغم ما قرره الاسكتلنديون في البقاء لسبب أو لآخر تحت ظل العرش البريطاني.
          غير أن نفس الخيار الديمقراطي تم تجربته لامتحان الشعب البريطاني في قبوله او رفضه للبقاء كعضو في الاتحاد الاوروبي وها هي بريطانيا تطوي متاعها ويستسلم قادتها لخيار الشعب البريطاني دون تردد لسبب بسيط وهو ان الحكام ليسوا الا اشخاصا قلة لتسيير شؤون الناس فقط، وماهم بقديسين ولا ملاك للرقاب ولا هم بمسؤولين عن اختيار تبعات مستقبل الناس.
          رغم هذه الدروس في أن هناك خيارات كثيرة غير مكلفة من اجل العيش في سلام وطمأنينة ومساواة وعدالة وامان فوق هذا الكوكب الصغير الا ان هناك من مَن مازال يعشش في وعقليته الجشعة حب الذّات على حساب الآخرين وفأسه تحفر في السفينة وتوسع الشرخ رغم علمه اننا سنغرق جميعا.
            لا تزال هذه الكتلة التي تقودها فرنسا وتتبعها اسبانيا وبعض الدول تتطلع ان تستمر في نهب ثروات القارة الافريقية بالخداع والمكر والمؤامرات التي اصبحت مكشوفة ومفرداتها مقروءة للجميع.
                اليوم نشهد مأساة دول الغرب الافريقي الرهينة المسكينة للبنك الفرنسي الذي يسمى تهكما "البنك الافريقي" وتسدد من خلاله تلك الشعوب دم قلبها ليس الديون فحسب بل فوائد تلك الديون لحقبة الاستعمار حيث تمت الكثير من الاتفاقيات السرية التي عمد الفرنسيون على فرضها في ابتزاز نتن على قادة افارقة لتسديد المنشآت التي تركها الاستعمار ,في حين انه لم ينشئها الا من ريع استعماره لتلك البلدان والتي تتضاعف تلك الفوائد سنة وراء اخرى تاركة تلك الدول رهينة المستعمر الفرنسي الى الابد...
             إننا نفسر امتناع فرنسا عن الاعتراف بالمأساة التي نجمت عن احتلالها للجزائر لسبب بسيط انه ما زال الاستعمار في قارة افريقيا في 2017 وهو ما يفسر هذا التواجد الجديد للوكيل العميل الملك المغربي في قارة افريقيا التي بدأت في تحول جديد لنزع الغطاء عن الطبخة الفرنسية العار وتعريتها والبحث عن مخارج لها.
               أن وجود دولة صحراوية حرة ووجود جزائر حرة ووجود موريتانيا تملك السيادة سيقوي شوكة الاتحاد الافريقي ويوقف بالوعة الامتصاص التي تبتلع تلك الثروات الهائلة التي تغني الانسان في كل الأرض و يحاصر المستعمر وأزلامه.
            إننا نتطلع أن تتغير تلك العقليات ويوما ما على يقين انها ستزول لان هناك اجيال لا تؤمن بتلك الافكار البائدة ولها قيم جديدة أهمها احترام الانسان لأخيه الانسان وتساوي الفرص امام الجميع وتشكيل دول ذات نظام اجتماعي افقي تتفاوت فيه القيمة فقط في حسن العمل والقدرات التي وهبها الله لنا جميعا لنختلف دون ان نتخالف تلك القيم التي ان صحت كلماته بدأها المترشح الرئاسي الفرنسي بشكل صريح لأول مرة في التاريخ الفرنسي بتصريح ان الاستعمار الفرنسي للجزائر كان جريمة ضد الانسانية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...