ما الذي يخيف النظام المخزني ؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏ليل‏‏، و‏‏سماء‏، و‏حشد‏‏‏ و‏في الهواء الطلق‏‏‏
ما الذي يخيف النظام المخزني ؟
 (اعتذر على إطالة فقط مناجاة مع الرفاق والمهتمين بنبض الشارع الصحراوي)
الشرارات التي تندلع بين الحين والاخر ببعض المداشر الصحراوية وبالخصوص العيون، وعمل النظام المخزني لإطفائها بكل السبل بما فيها العمل على تسريع المساطر القضائية بشكل غير قانوني في بعض الملفات، و بعث رسائل مشفرة وبشكل يحفظ ماء وجه النظام المغربي يفهم منها نيته واستعداده لطي ملفات قضائية اخرى ضخمة إن تم التجاوب معه، ومن ثم التعامل حسب ردة الفعل حول تلك الرسائل، كما فعل مع ملف إكديم إزيك وملف تيزيمي، وملف المطاردين في ذات الملف...
وغيرها من خطوات النظام التي قد يراها العديد على إنها محاولة لتحيد أي قلق أو توثر يمكن أن يؤثر سلبا على زيارة رأس النظام المغربي للصحراء الغربية وهذا صحيح كهدف قريب المدى.
لكن منهجية النظام هذه _وإن كانت قديمة تتجدد حسب الحاجة_ والتي زاد في وثيرتها مؤخرا وبشكل متسارع، إضافة إلى إستهداف النشطاء الميدانيين بالاعتقال وطبخ ملفات جنائية لهم.. تؤكد أمر في غاية الخطورة وهو إن النظام المغربي بات مدركا وبشكل كبير إن الوضع في الصحراء على شفى إنفجار وإن اي شرارة قد تكون البداية.
وإن كنا نحن كمتتبعي الساحة على ادراك من قبل، إن الوضع سينفجر دون استطاعتنا سابقا على تحديد متى، لكن تصرفات النظام المغربي تؤكد ان الانفجار اضحى قريب.
اسباب الانفجار لا تخفى على احد منها السياسي والاجتماعي... لكن المنحى الخطير بالنسبة للنظام المغربي في هذا الامر هو اتساع الرقعة ونوعية المرشحين في التفاعل مع هذا الانفجار.
فالنظام قد لاحظ إزدياد نشاط الميداني لعشرات من الشباب الصحراوي بشكل كبير، والنقطة المشتركة في هؤلاء الشباب والتي تشكل ايضا عامل قوة، أنه لا توجد إمكانية تطويعهم أو السيطرة عليهم حتى لو تم قمعهم فلن يكون إلا قمع مؤقت، وهذا عائد لعدة اسباب أهمها:
أن أغلبهم لا إرتباط له "عمودي" مع إي إطار تقليدي أو فاعل قديم في الساحة بما فيهم الفاعلين منذ مرحلة الانتفاضة الاستقلال داخل الارض المحتلة.
وإن كان هناك تواصل وتفاعل بحكم ما تجمعهم من المحطات النضالية، لكنه تفاعل يبقى افقي لا عمودي.
والارتباط الغائب العمودي إن كان حاضر قد يجد النظام المخزني النفاذ عبره لكبح جماح اي تحرك جماهيري. لكن غيابه مقلق و قد جعل النظام وحتى الفاعلين بالساحة يطرحون فعلا عدة من الفرضيات بل افترضوا وجود إرتباط عمودي في الخفى لتتأكد لهم التجارب والاحداث وسرعة تفاعل الشباب الصحراوي معها غيابه بالمطلق.
واكيد لا نستغرب ولا يستغرب النظام المخزني معنا عن اسباب عدم الارتباط الحالي على الاقل، فهو عائد بالاساس لأزمة الثقة التي تراكمت مع العديد من المحطات النضالية في مختلف المداشر، وإلا لعاد الارتباط العمودي الذي هو في الاخير في البيئة السليمة التي يسودها الثقة جد مؤثر وخطير على الخصم.
أما السبب الثاني الذي يُصعب على النظام المخزني تطويع الشباب الثائر والسيطرة عليه، فيتمثل في حجم التكوين الذاتي المتزايد والذي ساهمت فيه الشبكات الاجتماعية التي قربت مجموعة من الاطر المتكونة من القواعد، هذا التكوين والتأطير ساهم فيه ايضا محطات نضالية صغيرة بعضها اخد فيه الشباب ادوار طليعية ليخطئ ويتعلم من أخطائه. وإن كنا مازلنا غير راضين عن المستوى الحالي بشكل عام.
اما السبب الثالث فيتمثل في (قدسية) المبادئ فعند هؤلاء الشباب ما يراه من ثوابث فوق الاشخاص، والجرأة على النقد والنقد الذاتي بل والتراجع عن إخطاء إن ارتكبت ليصل الامر الاستعداد على الاعتذار إن وجب..
هذا التكوين والتأطير المتزايد وعدم الارتباط بالشخصيات التقليدية والثباث على المبادئ إنطلاقا من فهم ومعرفة القضية لا حامليها، يقدم للمخزن عدو وخصم عنيد إن توفرت له حلبة صراع، خاصتا مع تنامي رغبة الشباب في إلتحام في اشكال وإطارت _ميدانية_ داخل الارض المحتلة توحد الجهد والعمل، وهو ذاك الارتباط العمودي الايجابي المبني على الثقة، والذي لنا حديث عنه في مقام اخر.
هي إذن اهم اسباب تجعل امكانية تطويع الشباب من طرف المحتل صعبة ولا ادعي إنها الوحيدة لكنها تطرح نفسها بقوة. وهي نفس الاسباب التي جعلت النظام يخطوا مجموعة من الخطوات والتصرفات التي ذكرنا بعضها في بداية المقالة والتي لا نرى مجملها سوى جس نبض.
فما يجب الانتباه له إن تصرفات النظام الملاحظة من مؤكد إنها لن تكون إلا ضمن خطة متكاملة وكبيرة لمنع الانفجار أو على الاقل الحد منه.
وحالات الاعتقال الحالية في إعتقادنا ليست سوى جس نبض قبل الحملة الاعتقالات التي يستعد لها، والتي سيأخد نصيبها الاوفر العناصر التي يراها (دينامو) بالميدان والاكثر رادكالية في ما يخص التعامل مع النظام المغربي...
إذن النظام المخزني يتحرك واضحى الحراك الشبابي الغير متوقع في العديد من الاحيان يقلقه، وما يخيفه أكثر أن هذا الحراك محدود ومحدوديته إختيارية من قبل الشباب أنفسهم وهذا ما يزيد الطين بلة.
وهنا السؤال هل ستنجح خطة النظام الوقائية؟
وكيف السبيل لمواجهة خطة النظام وجعل الانفجار القادم يستفيد من كل القوى التي يحاول النظام بخطته حصرها وتغيبها عند ذاك اليوم ليزيد من فرصه في إنهاء الانفجار نفسه؟
أخير إختيارنا لمصطلح الإنفجار عائد انه لا احد سوى نحن أو النظام المخزني نستطيع أن نخمن نوعية هذا الانفجار، ثورة أو إنتفاضة...واكيد هذا متوقف على مدى نجاح النظام المخزني في إحتواء القبلي له، وكذا العامل والشرارة.
فإن كانت إستعدادت النظام المغربي على قدم وساق، فاين يا ترى إستعداداتنا نحن

من صفحة المدون 

فارس الثائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...