هل مشكلتنا هي قلة الإمكانيات؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏سماء‏، و‏في الهواء الطلق‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
في السنة الماضية، 2016، أنفقت الحكومة أكثر من 295 مليار سنتيم جزائري لتنفيذ البرنامج السنوي الذي تقدم به الوزراء و مختلف المسؤولين و صادق عليه البرلمان، و مع ذلك لا يكاد المواطن البسيط يلمس أي أثر لهذه المبالغ الطائلة على حياته اليومية. 
و يُتوقع أن ترتفع موازنة هذا العام، 2017، إلى أكثر من 3000 مليار سنتيم جزائري، لتنفيذ مختلف البرامج الوطنية. و تخرج كل تلك الأموال من الخزينة العمومية غير أنّ أغلب تلك البرامج، التي تخصص لها موازنة ضخمة، لا يجد طريقه إلى التنفيذ أبداً و تنتهي أموال تنفيذها في جيوب بعض المسؤولين.
 و يُفضل مسيري المؤسسات الوطنية إنتظار التمويل الحكومي بدل الإعتماد على النفس، و تخفيف الأعباء عن الخزينة العمومية، غير أنّ الإستثناء صنعته مدرسة سام نجوما لسلاح الدرك الوطني. حيث قررت إدارة المدرسة تشييد مزرعة كبيرة اكتفت من خلالها المؤسسة ذاتياً من الخضراوات ليتم بيع الفائض من المنتوج قصد التغلب على نفقات المؤسسة المختلفة، و لم تنتظر إدارة المدرسة التمويل الحكومي الذي لا يكاد يلبي أدنى الاحتياجات.
 لو احتذت كل الوزارات و المؤسسات الوطنية بنموذج مدرسة سام نجوما الناجح لتحولنا من عالة على الحليف و المنظمات الإنسانية الدولية، إلى مجتمع منتج و مُعتمد على نفسه و لأعطينا إنطباعاً إيجابياً لما ستكون عليه دولتنا بعد الإستقلال.
 إذاً، مشكلتنا لا تكمن في نقص الموارد بل في توفر الإرادة و حسن تسيير ما توفر منها، فقد إنتهى زمن الإنتاجية مع توقيف إطلاق النار و أصبحنا مستهلكين و عالة على كل من يريد مساعدتنا، فلو اعتمدنا على أنفسنا لتغلبنا على كل المعوقات التي تواجه صمودنا.
بقلم البشير محمد لحسن 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...