من اكديم ايزيك الي الكركرات

بقلم محمد لغظف عوة 

تلحفت العقود الأربعة الماضية من مسار النضال الصحراوي برداء التضحيات الجسام وتزينت بأبداع فائق لصور المقاومة التي تمخضت عنها عبقرية الصحراوي المستبسل في سبيل نيل حقوقه المشروعة … فمن الخنكة مرورا بمظاهرات75 امام بعثة تقصي الحقائق , وعشرات الملاحم العسكرية والسياسية وصولا لأعجوبة اكديم ايزيك وتتويجا بمعركة الكركرات التي عكست قواعد اللعبة وجعلت العدو يهرع مستنجدا بالهيئة التي طالما سفهها وضرب عرض الحائط بقرارتها … تظل العبقرية الصحراوية في إدارة صراعها مع عدو متمترس خلف حلفاء بوزن فرنسا ودهاء إسرائيل وخنوع اسبانيا وتامر البترودولار العربي تظل هذه العبقرية عصية على المزيدات واداءها خارج عن نطاق التخمينات والتحاليل الشيئي الذي يحصنها من محاولات الترويض والاستقطاب . فالصحراويين عندما صحى منهم العزم لا راد لهم دون نيل مبتغاهم … اكديم ازيك ابان عن قوة فائقة في التنظيم والتحكم في الأداء بالنسبة للإنسان الصحراوي الأعزل ولكنه استحضر قوة فعل وخطاب حضاري سلمي جعل منه ملهم لكل ما حبلت به ساحات الجوار العربي في وقته . وكديم ازيك الذي اظهر نظام المخزن بحشوده الأمنية وهمجية عساكره بمظهر الاستعماري المتوحش . الا ان تبعياته لازالت شوكة في حلق المخزن تحيله على خانات الندم كلما فتحت مراحل تدبيره له والتعاطي معه . اما الكركرات فأنها جاءت على سبيل التذكير بان للصحراويين يدا من الفولاذ يضربون بها متى استعصى الفهم على مخاطبهم . وما بين الصورتين يحق للصحراوي ان يعتز بأمجاده التي لم يرشى ولم يمارس رذيلة التبعية والعمالة لأي كان من يكون للحصول عليها . ولعل الفعل الخشن على الأرض (وفق قاعدة المزاوجة بين التفاوض والفعل العسكري ) هو ما كان ينقص معادلة التفاوض لتاتي بالجديد . وهذ الحلقة التي فقدت منذ التوقيع على وقف اطلاق النار 96 أتت بها فزورة تعبيد الثلاث كيلو مترات عبر الكركرات . لتكون براقش قد جنت على نفسها كما يقال . وما بين اكديم ايزيك والكركرات في رحاب فبراير تظل : الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل . من الديار الفرنسية : محمد لغظف عوة