هل تتحول محطة الفضاء الدولية إلى فندق؟



لم يكن العلماء الأمريكيون وشركاؤهم الدوليون يطرحون على أنفسهم حين أطلقوا المحطة الفضائية الدولية عام 1997 السؤال الصعب المتعلق بمصيرها بعد أن تتم مهمتها في ترقية البحث العملي حول الفضاء والمقرر انتهاؤها عام 2020. أما اليوم ومع اقتراب موعد إحالة المحطة إلى التقاعد، تظهر إلى السطح عدة سيناريوهات حول مستقبلها.
رغم أن "ناسا" وشركاءها في برامج الفضاء الروسية والأوروبية والكندية قد قررت إنهاء عقد المحطة بعد ثلاث سنوات من اليوم، فإن تمويلها سيستمر حتى عام 2024 واستخدامها سينتهي فعلياً عام 2028. ويطرح بقوة سيناريو تدمير المحطة نهائياً أو استمرار الصيانة وغيرها. غير أن وكالة الفضاء الروسية تقدمت بسيناريو هو الأكثر "خيالاً": تحويلها إلى فندق!
ليس تماماً. فما طرحته الوكالة الروسية كان بشكل أكثر دقة فصل الجزء الروسي وإضافة نماذج أخرى إلى مدار المحطة واستخدام المجموعة لأغراض السياحة والإقامة. ويقترح الروس أن العوائد المتوقعة من هذه العملية يمكنها تمويل صيانة المحطة والحفاظ على نشاطها العلمي. وعلى عادتهم، في عدم ترك الروس يسبقونهم إلى أي شيء، اقترح رجال الأعمال الأمريكيون بالمثل تحويل الجانب الغربي للمحطة إلى مشاريع سياحية.
من جهتها، فقد عبرت شركة بوينغ الأمريكية، إحدى الشركات الأساسية المزودة لقطع المحطة، عن رغبتها في استعادة بعض النماذج وجرها إلى نقطة لاغرانج الثانية حيث تنعدم جاذبية الأجسام الكبيرة للأجسام الأصغر. وأثارت هذه الفكرة المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء والذي يعتقد أن الأمر من شأنه إنشاء قاطرة فضائية تمخر المدارات وتعمل على الدفع الكهربائي. وبالفعل فقد وضعت دراسات عملية جادة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا تصاميماً أولية للقاطرة ويتوقع العلماء الأوروبيون أن هذه العملية ستكون قيد التجربة خلال عام من الآن.
وتنظر "ناسا" في هذه الاقتراحات باعتبارها وسائل مساعدة على إعطاء حياة جديدة للبرنامج الدولي الكبير، وعلاوة على ذلك، فإن هذه البدائل تقلل من عدد وحدات المحطة التي سيتم تفكيكها في المستقبل. وفي جميع الأحوال فإن حجم المحطة الهائل الذي يشبه في اتساعه حجم ملعب لكرة القدم (بوزن 400 طن وجناحين بطول 109 أمتار) لن يكون أمراً سهلاً على الإطلاق.
بالإضافة إلى كونها رمزاً لما يمكن أن يكونه التعاون الدولي عوضاً عن التنازع والتنافس بين القوى الكبرى، فقد ساهمت محطة الفضاء الدولية في تطوير البحث العلمي وزيادة تمكين الإنسان في مجالات المعرفة وخاصة معرفة محيطه. لكن لنا أن نتوقع كذلك أنها بتحولها إلى مقصد سياحي، ستكون وجهة مخصوصة لأصحاب المال والسلطة حول العالم بعد أن كانت ذات فائدة للبشرية ككل.
منقول من مونتيكارلو الدولية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...