في رحاب اللهجة الحسانية الحلقة 31 سلسلة يعدها الدكتور غالي الزبير

كلمات حسانية ذات اصول فارسية وتركية وصينية
ذكرنا فيما سبق أن القاموس الحساني يتكون في الاغلب من تراث لغوي للمجموعات السكانية الثلاث العربية والأمازيغية والزنجية التي ادى امتزاجها الى تكون المجتمع الحساني المعروف بثقافته وخصائصه المتميزة وبلهجته المتفردة عن جوارها الإقليمي.
كما عرضنا إلى تأثر اللسان الحساني المعاصر بعوامل الاحتكاك مع المجتمعات الغربية وتدفق عدد من الكلمات والاصطلاحات الفرنسية والإسبانية إلى اللهجة الحسانية نتيجة لعوامل تاريخية ارتبطت بالاستعمار الأوروبي للمنطقة
ولكن الغريب هو وصول مفردات ومفاهيم تنتمي إلى لغات بعيدة نسبيا وتجذرها في اللهجة الحسانية حتى أنه يصعب تمييز جذورها وتتبع مسار رحلتها من بلادها البعيدة إلى منطقتنا.
فنجد في اللهجة الحسانية عبارات من اللغة الفرعونية القديمة (ذكرنا أمثلة منها في المقارنة بين الحسانية واللهجة المصرية) وأخرى من اللغة التركية والفارسية وحتى اللغة الصينية من قبيل:
- المقرج وهو تحوير لكلمة "بقراج" bakraç التركية والتي لازالت مستعملة في اللهجة التونسية بهذا الاسم ذو الجذور التركية.
- لالة الاسم الشائع في بلادنا وهو اسم تركي من أصل فارسي وهو اسم نوع من الازهار ذات الألوان الزاهية ولالة خاتون شاعرة معروفة. وذكر البعض أن الكلمة امازيغية الاصل وتعني "مولاتي".
- النانة وهو الاسم النسائي المعروف في المجتمع الحساني وكلمة "نانة" تعني الجدة أو المرأة الكبيرة في السن في اللغة التركية.
- الكبوط: كلمة كبوط وتجمع على ""كبابيط" في الحسانية هي ذاتها كلمة "كبوت" التركية وتعني المعطف.
- الطبسيل: في اللهجة الحسانية هو الصحن الواسع، واصل الكلمة "تبسي" التركية ومازالت تلفظ بهذه الصيغة في اللهجة الجزائرية المعاصرة.
- طاسة، والأصل طاس، كلمة تركية ذان اصل فارسي وكانت تعني وعاء نحاسي للشرب.
ـ الخيم: الخيم بكسر الخاء في الحسانية يراد بـزين الخيم حسن الخلق والترفع عن الدنايا، وقد ذكر الشنقيطي صاحب "كتاب الوسيط " أن كلمة الخيم فارسية معربة حين قال "الخيم عندهم حسن السجية، وقريب منه ما في التاج، قال وفي المحكم: هو الخلق وقيل سعة الخلق، فارسي معرب".
ـ الدرويش: الدرويش وتصغيرها الدريويش في الحسانية تعني الضعيف الذي لا حيلة له، أما في العربية فتعني المريد والزاهد وهي من تعابير المتصوفة واللفظة فارسية الأصل.
ـ الكاغط: في الحسانية تلفظ الكاغط مرة والكاعط مرة أخرى وتعني الورق وقد تعنى وثائق السيارة أو الوثائق الشخصية، ويذكر الأستاذ نيقولا زيادة "أن العرب أطلقوا لفظ الكاغد على الورق، وهي كما يقول البعض لفظة صينية دخلت العربية عن طريق الفارسية ولعل من هذه اللفظة جاء الاسم الإفرنجي"Card" الذي يطلق على بطاقة الزيارة وورق اللعب واشباهها".
......
الصورة لصفحة "صوت العرب من أزواد"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...