العودة إلى الحرب...بالهجوم

بقلم احمد اسلامة 

لا بد ان تبدأ بالقطيعة مع سياسة المهادنة و الجنوح المفرط لسلوك المقاومة السلمية، و هنا لا يتعلق الامر بمناضلينا في المناطق المحتلة فحسب، و إنما بالتعامل البارد و الاختباء السلبي وراء المبادئ و الحقوق و المواثيق الدولية، فالحال اصبح يلح علينا جميعا لإعلان حرب سياسية و قانونية يتآزر فيها الجميع لحماية القانون و الاعراف الدولية التي تصف بصراحة صارخة قضيتنا بأنها قضية تصفية استعمار.
الحلفاء و الاصدقاء هم اول المدعوين للوثوب ، لحماية الشعب الصحراوي و حقوقه ، ولإيقاظ الامم المتحدة و مينورصوها الخارج عن مضمونه و عنوانه ، و اللجوء الى المواجهة الشجاعة لنظام مخزني يستمد عربدته و بطشه من قوى تمارس استعمارها بسياسة تثبيت انظمة القمع و استغلال الشعوب و المقدرات ..!!
لقد اصبح ملحا التعامل مع المخزن بأنه نظام كالابارتيد  في جنوب افريقيا ، على اساس انه مدلل الدول العظمى الذي يتنكر لكل المواثيق و يقفز كما يشاء فوق القوانين ، يخنق الانفاس الحرة و يكتم الافواه و يرمي بمن يريد في السجون ...
 النظام المخزني المغربي اصبح فريدا في حالته الموسومة باحتلال وطن الغير  بحزام عدواني عنصري يمزق شعبا و ارضا ،مانعا لحريتهما و حياتهما ، ملوحا بخطر الموت فقد زرع اكثر من سبعة ملايين لغما من كل الانواع ضاربا رقما قياسيا في ذلك ..
لقد اصبح  ضعفا الوقوف الى جانب الشعب الصحراوي بالثبات على المواقف و الدعوة الى الالتزام بمبادئ و مواثيق الامم المتحدة فقط والتي تم منذ مدة ترجمتها الى مقاصد سياسية تروم الاستقرار و تحث عبثا على حلول (توافقية و واقعية )..!!!!
العودة الى الحرب لابد ان تمر اولا بحرب ضد مخزن اصبح يحلم بتخريبنا من الداخل, مستهدفا وحدتنا ومعنويات شعبنا.
المؤتمر الخامس عشر وان كان قفز بالقضية الى الامام من ناحية وحدة الهدف والمعنويات وجرف كالسيل كل تلك الاوساخ ، فانه ايضا جعلنا نفكر كيف يمكن ان نظل في الهجوم تاريكين العدو يقوم بردات الفعل.
لا ان يصير هو مهاجما يشعل النيران ونحن وراءه نلهث نطفئ هنا وهناك كرجال المطافئ.
يجب ان يكون الفعل هجوميا كما كان يفعل المقاتل الصحراوي في جبهات القتال وابنائنا في كل مواقع النضال لاننا نعلم يقينا ان اسلم طريق للدفاع عن وطننا اصلا هي الهجوم.