طريق الشهداء....والمؤتمر


تتجه الآن الى البلدة العصية على الجحدان على النسيان *تفاريتي*، تلك البقعة الحرة الطاهرة من وطننا الحبيب.
تتجه الآن وفي هذه اللحظات مئات من أبناء وطني الغالية، بالقلوب والافئدة قبل العقول والنهى.
تتجه بالارواح والمشاعر والاحاسيس والآمال والاحلام والأماني.
لتحتضن الوطن وتشم ارضه وتلثم ترابه وتستنشق هواءه وتلتصق بطينه ورمله حافية الاقدام وتعبث وتصبغ بل تحني أصابعها برماله الحمراء التى سقيت مرارا وتكرارا بدماء الشهداء الابرار.
مئات السيارات عبرت الحدود نحو الاراضي المحررة، من أجل رسم حدود جديدة لغطرسة المحتل البغيض.
من مخيمات العزة والكرامة، طريق واحد سلكته الشاحنات والسيارات العامة والخاصة للوصول لهدف واحد هو الحرية والاستقلال.
على طريق الشهداء الابطال وما ادراك ما الشهداء الذين قدموا وبكل طواعية وبطولة وشجاعة وتضحية وكل قدوة ونموذج ارواحهم على أكفهم، ليبقى الطريق محفورا في كل نفس أبية وليبقى مضاءا مشتعلا في كل قلب صحراوي وصحراوية.
أولئك الشهداء الذين تركوا زخرف الدنيا، وحملوا بنادقهم وأقسموا على أن يعيش شعبهم حرا كريما مهما طال الطريق ومهما كانت التحديات والمؤامرات والخداع والمطبات.
طريق الشهادة ذاك كان قسما مبرورا سقط في سبيله أغلى الابطال وكان قدرا محتوما على بني وطني ان يكونوا ذبائح الحرية وتصعد ارواحهم الزكية الى المولى عز وجل من أجله هو لانه هو الحق وفي سبيل الله سقطوا ،ضد من أخرجهم من ديارهم بغير حق.
شيوخا تسابقوا الى الشهادة شبانا لم يصلوا الحلم بل نساءا وأطفالا وما يزال الوطن يفقدهم تباعا.
الطريق لم يسد امام التضحية ولن يسد ابدا، بلدة التفاريتي اليوم تحتفل بآلاف من مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي يمتشقون بنادقهم يتطايرون حماسا وحمية.
والطريق مفتوح للتضحية في لمح البصر حين يقرر مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، فكل صحراوي هو مقاتل وعرف الصحراوي عبر الزمن أنه اهل للفداء وظلت الرجولة لديه مرادفا وتوءما لحمل البندقية.
تتجه العيون العاصمة المحتلة وكل العيون الصحراوية الى مخرجات المؤتمر الشعبي العام الخامس عشر الذي يعقد عليه الصحراويون كل الصحراويين في ان أن ينعرج قليلا الى طريق الشهادة في ميدان القتال.
في هذه الاثناء كل من يشارك في المؤتمر من أبناء شعبنا يحمل حلم الاستقلال والحرية ويعي بينه وبين خالقه أن عليه الثقل الذي عجزت عنه الجبال الثقال،
يجب ان نتذكر الشهداء وان نعى ان الطريق الذي تركوه واضحا ووحدة شعبنا في هذه الايام في قمتها وجيشنا في احسن حال والعدو في اسوء ظروفه.
الاستقلال سلما او بالقتال
بقلم حمدي حمودي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...