تقرير إخباري: رفض عربي للتدخل الخارجي في ليبيا بالتزامن مع إعلان تركيا اعتزامها إرسال قوات لطرابلس

القاهرة 26 ديسمبر 2019 (شينخوا) أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، اليوم (الخميس)، رفضه التدخلات الخارجية في ليبيا، التي حذر من أنها ستطيل أمد الصراع هناك، وذلك بالتزامن مع إعلان تركيا اعتزامها إرسال قوات إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق الوطني.

وذكر أبوالغيط، في بيان، أن الجامعة ترفض "كافة أشكال التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية لليبيا".

وأضاف أن "مثل هذه التدخلات لن تفضي سوى إلى إطالة أمد الصراع وزيادة معاناة الشعب الليبي، وتعقيد الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة، والذي يجب أن يكون ليبيا خالصا، وتحت رعاية الأمم المتحدة".

وأبدى المسئول العربي، انزعاجه من حالة التصعيد الخطير التي تشهدها الساحة الليبية حاليا، والتي من شأنها أن تسهم في إذكاء الأوضاع العسكرية والأمنية على الأرض، خاصة حول العاصمة طرابلس، وتعقيد الجهود العربية والدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة للأزمة الليبية.

ودعا كافة الأطراف الليبية إلى "خفض فوري للتصعيد، والانخراط بحسن نية في الجهود التي يرعاها المبعوث الأممي غسان سلامة، لوضع حد للعمليات العسكرية القائمة، والتوصل إلى ترتيبات لوقف إطلاق النار واستئناف المسار السياسي".

وشدد على التزام الجامعة العربية بمواصلة جهودها في سبيل تسوية الأزمة الليبية، وتوحيد صفوف المجتمع الدولي لمرافقة الأطراف الليبية في هذه المسيرة، بما في ذلك عبر استكمال وإنجاح عملية برلين التي تشارك فيها الجامعة.

بدوره، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال مباحثات هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، "ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي".

وقال المتحدث الرئاسي المصري بسام راضي، في بيان على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، إن السيسي أجرى مساء اليوم اتصالا هاتفيا مع ترامب.

وتبادل الرئيسان، خلال الاتصال وجهات النظر حول تطورات الوضع في ليبيا، حيث شدد السيسي على "أهمية الدور الذي يقوم به الجيش الوطني الليبي لمكافحة الإرهاب وتقويض نشاط التنظيمات والميليشيات المسلحة، التي باتت تهدد الأمن الإقليمي بأسره".

ووفقا للمتحدث المصري، فقد أجرى السيسي اتصالا هاتفيا آخر مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أكد خلاله أيضا مساندة الجيش الوطني الليبي.

ولفت السيسي إلى موقف مصر الداعم لاستقرار وأمن ليبيا، والرافض لكل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي.

من جهته، أشار كونتي إلى سعي بلاده لحل الوضع الراهن في ليبيا وتسوية الأزمة الليبية، التي تمثل تهديدا لأمن المنطقة بأكملها.

وتم التوافق بين السيسي وكونتي على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا وتمكينها من استعادة قوة وفاعلية مؤسساتها، حسب المتحدث الرئاسي.

وتأتي المباحثات الهاتفية التي أجراها السيسي مع ترامب وكونتي في إطار سلسلة مشاورات تجريها مصر بشأن ليبيا، حيث بحث الأول والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفيا الخميس الماضي ذات القضية.

بينما عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره اليوناني نيكوس دندياس جلسة مشاورات في القاهرة الأحد الفائت حول الأزمة الليبية.

كما أجرى شكري اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء الماضي، أكدا خلاله أهمية تفادي أي تفاقم للوضع في ليبيا، والدفع قدما بجهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة هناك.

وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في العام 2011 من فوضى أمنية وصراع على السلطة.

وتوجد حكومتان في هذا البلد الغني بالنفط، إحداهما في العاصمة طرابلس، وهي حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج وتحظى باعتراف دولي، والأخرى في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان و"الجيش الوطني"، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

وتشن قوات "الجيش الوطني" منذ الرابع من أبريل الماضي هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق، وتخوض معارك ضد قوات تابعة للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي في جنوب العاصمة الليبية.

إلا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال في وقت سابق اليوم إن بلاده "سترسل قوات إلى ليبيا الشهر المقبل على أقرب تقدير، تلبية لطلب تلقته من الحكومة الليبية الشرعية برئاسة السراج"، حسب وكالة الأنباء التركية (الأناضول).

وجاء الموقف التركي بعد أن وقعت أنقرة أخيرا مع حكومة السراج على مذكرتي تفاهم، الأولى حول التعاون الأمني، والثانية حول الحدود البحرية، وهو أمر أعلنت كل من مصر واليونان وقبرص عدم الاعتداد به، في ظل خلافات بين الدول الثلاث من جانب وتركيا من جانب آخر حول التنقيب عن البترول والغاز في البحر المتوسط. 

منقول