هل قلص المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو التحديات؟.

بقلم: العربي الحسان أحمد.
مراجعة: سلمها الناجم.

اختتمت فعاليات المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو الذي انعقدت جلساته على الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية في ضيافة وأحضان فيالق وكتائب جيش التحرير الشعبي الصحراوي، المؤتمر كان مناسبة لإظهار حسن التنظيم والتسيير وحرص كوادر جبهة البوليساريو على إنجاح هذه المحطة الوطنية التاريخية، وكان أيضا مناسبة لرفع التحديات التالية:

١. تنظيم أشغال المؤتمر فوق الأراضي المحررة يفند دعاية الإحتلال المغربي بشأن المنطقة العازلة المحددة في الإتفاق العسكري الموقع بين جبهة البوليساريو والمغرب بخمسة كيلومترات شرق جدار الذل ولعل مشاركة وفود من عدة دول وبعثة المينورسو في أشغال المؤتمر يؤكد زيف إدعاءات الإحتلال.

٢. تنظيم المؤتمر فوق الأراضي المحررة برهان على ممارسة الدولة الصحراوية كامل سيادتها على أراضيها المحررة، وتأييد الوفود الأجنبية المشاركة لحق الدولة الصحراوية في ممارسة سيادتها على أراضيها المحررة.

٣. إظهار قدرة الدولة الصحراوية على حماية كافة أراضيها المحررة وتواجد كتائب جيش التحرير الشعبي الصحراوي لحماية تلك الأراضي.

٤. إسكات نبرة التهديد التي كان الإحتلال المغربي يتوعد بها في حال قيام الدولة الصحراوية بأنشطة وطنية فوق الأراضي المحررة.

٥. إسكات كل الأبواق التي تخدم أجندة الإحتلال المغربي والتي كانت تراهن على عدم قدرة الدولة الصحراوية على إنجاح المحطة الوطنية.

٦. تمسك جبهة البوليساريو بخطها الثوري والقيام بعملية انتخابية ديمقراطية تمخض عنها إنتخاب قيادة سياسية جديدة كان فيها حصة للشباب والعنصر النسوي من مقاعد أعضاء الأمانة الوطنية نزولا عند رغبة الجماهير الشعبية.

٧. قطع الطريق أمام كل المحاولات الرامية لإدخال تيارات خارج هياكل جبهة البوليساريو لأشغال المؤتمر فبالإضافة إلى الرفض الشعبي لهذا النوع من " الإنحطاط" إن صحت تسميته كذلك، فقد أظهر كل الحاضرين إلتفافهم حول الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي جبهة البوليساريو ورفضهم بالإجماع لكل من يحاول منازعتها في تمثيل الشعب الصحراوي.

٨. ضرورة إتخاذ خطوات عملية تظهر التوجه الجديد في تعامل جبهة البوليساريو مع كل المعطيات على كافة الأصعدة ولعل بدء العمل على تعزيز مؤسسات الدولة الصحراوية في المناطق المحررة خير دليل على نيتها في المضي قدما في ممارسة الدولة الصحراوية لسيادتها على أراضيها المحررة.

ومن خلال كل ما سبق لم يتبق للإحتلال المغربي وأعوانه سوى التباكي أمام الإرادة الشعبية والإلتفاف الشعبي الصحراوي حول الممثل الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو، ولم يتبق أمام الإحتلال وصحافته الصفراء سوى الترويج لأكاذيبه التي لاتتعدى الإستهلاك المحلي، فبدل أن تعكف على إظهار الأسباب الحقيقية وراء فشل ما يسمى المشروع التنموي الذي تم التسويق له على أنه مشروع سيحقق للمواطن المغربي العيش على غرار المواطنين بأوروبا لتنوير رأيهم العام، عكفت صحافة القصر على الترويج لخبر تأجيل إختتام أشغال المؤتمر بسبب وفاة الفريق أحمد قايد صالح، في حين ذهبت بعض المواقع للحديث عما أسمته انتصارات دبلوماسية لوزارة بوريطة بعد الأعلان عن نية جزر القمر فتح قنصلية لها بالعيون المحتلة، مع العلم أن ميزانية جزر القمر لا تتعدى ميزانية نادي صغير لكرة القدم بدولة أروربية، خاصة وأننا على بعد بضعة أسابيع من انطلاق أشغال القمة الأفريقية عندها ستتضح لنا معالم الموقف الأفريقي من هذا الخرق السافر لمواثيق القانون الدولي ومبادئ الإتحاد الأفريقي التي أسس عليها.