القبلي : الحطب الرقيق لشرارات العدو...
بقلم احمد اسلامة |
يغفل او يتغافل الكثير من السياسيين و المحللين ، عن الدور القبلي ، و الاثر المدمر للقبلية في حرب النفوذ و معارك السلطة في ليبيا و اليمن و غيرهما من البلدان التي اصبحت بؤرا دموية يغذيها التعصب و القبلية و التخلف ..!!
يكون الامر أخطر ، عندما يتعلق الامر بنا نحن الصحراويين ، و لذلك يحاول المخزن نهشنا و تمزيقنا بالابقاء على روح القبلية حية فينا ، و على اذكاء التعصب و تأجيج الحمية بين مختلف فئات مجتمعنا ..!! يعي النظام العلوي المخزني جيدا ان الولاء للقبيلة و لشيخها !! هو ولاء للغزو و للتخلف و للضياع ، و لذلك يجعل من حماية القبلية و ترتيب المجتمع على الاسس المهترئة للقبيلة استراتيجية تؤمن له السيطرة على مجتمع مخدر و ضائع ، و يحقق له الاستغلال الامثل لخيراته و موارده ، و الادهى الرضا و القبول بواقع الاحتلال ..!!
في مخيماتنا اللاجئة تتحرك القبلية على شكل جسم دخيل ، يندس في السلوك و الاخلاقيات و يتخذ من الدين تارة ، و من التكافل الاجتماعي تارة اخرى لبوسا يمكنه من الحضور ، و يحاول ، بجرأة وقحة ان يحصن نفسه ، بتوافق بهتاني مع مقاصد ثورة العشرين من ماي المجيدة ..!!
حقائق مريعة ، مرة و مؤلمة نعيشها ، و نراها تنط امام أعيننا ، و عند مواجهتها ، تذوب و تتماهى في واقع الارتباط العائلي و في براءة و عفوية السلوك الصحراوي ..!! إن اي اشتباك جاد مع هذا البلاء يظل رهن الارادة الحقيقية للنخبة السياسية و المثقفة في شعبنا ، و يظل مرتبطا بعمل مدروس يتوجه الى العقليات و السلوكيات ، فمن واجبنا و من حق الصحراويين علينا التوعية و التنوير ، و ضرب القبلية من حيث هي حصان طروادة الخشبي الذي يتحصن فيه الخونة و العملاء و الانتهازيين للاجهاز على مشروعنا الوطني و النيل من وحدتنا الوطنية ..!!
يجب ان نعري القبلية و نفضحها ، بتعريفها السليم من المنظور الاسلامي ، و من حيث هي نكث لعهد قطعناه مع الشهداء و من حيث هي نسف لمشروع قيام دولة المؤسسات و الحريات و القانون ، التي حلمنا بها و اردناها كيانا للابناء و الاحفاد ..!!
و يجب ان نتوجه الى الاخوة الذين يرون ان التصحيح و التغيير ، يكمن في استبدال الاداة المنفذة ، بأداة اخرى هو الحل الامثل ، أن ذلك عبث ، فالعمل الاجدى هو المثابرة في التوعية و تشييع ثقافة المواطنة و قيم احترام القانون و حب الوطن ..!!
ليست المؤتمرات مسؤولة عن اخفاقنا او نجاحنا و انما مدى قدرة قواعدنا على المشاركة الفعالة و النوعية و على الانتخاب الواعي و المسؤول و التنفيذ الدقيق للبرامج و المخرجات .!
ان حضور القبلية في الانتخابات و ظهور الفساد في السلوكيات يعتبر مرضا نعالجه جميعا ، و نصبر و نضحي لمعالجته ، و ليس بالاكتفاء بالنقد و الاستهزاء بانفسنا ، فلقد تمكن غيرنا من تغيير السلطة في بلدانهم ، و غيروا بعد الاستعانة بدبابات الغريب و لكنهم جعلوا من شعوبهم حطبا لحروب اهلية طاحنة ، و جعلوا من ثروات بلدانهم غنيمة سهلة لملاك الدبابات اياها ، و ما شفيت مجتمعاتهم من امراض القبلية و الجهل و الفساد ..!!
تعليقات
إرسال تعليق