عن الاتهمات المغربية لموريتانيا...


 



جاء في مقال للموقع الرقمي المغربي( البوست ليوم 29 يونيو الجاري) تعليقا مجافيا لتطورات النزاع الصحراع الصحراوي المغربي وذلك بنعت دولة موريتانيا بانها هي التي حركت تلك التطورات الحاصلة وخاصة مسألة تعيين ممثل خاص للاتحاد الافريقي مكلف بلملف الصحراء الغربية وهي خطوة يجسد من خلالها الاتحاد الافريقي مدى جدية مشاركته في البحث عن تسوية القضية الصحراوية ويعيد الى الاذهان مخطط التسوية الذي انبنى على ارضية قدمتها الوحدة الافريقية في اواخر ثمانينيات القرن الماضي واعتمدتها الامم المتحدةبعد ما وقعا عليها طرفا النزاع المغرب وجبهة البوليزايو. ولايبدو الامر على تلك الشاكلة فيما يتعلق بالنزاع الصحراوي المغربي فمسألة اشراك افريقيا في حلحلة النزاع لم تكن وليدة اليوم وبالطبع لم تكن موريتانيا وهي بالمناسبة الجارة الجنوبية للصحراء الغربية وليست للمملكة المغربية كما روجت البوست الرقيمة هي التي تسببت في رفع وتيرة المواقف التي يتخذها الاتحاد الافريقي تجاه النزاع الصحراوي. وان عدنا الى الوراء فسوف نجد ان خطة التسوية الاصلية هي خطة نبعت من عمق المنتظم الافريقي وهي بالمناسبة خطة تم تقديمها من اقرب دولة صديقة للمغرب وهي السنغال ووافق عليها المغرب في عهد الحسن الثاني. ومن هنا لابد من التذكير بان السياسة الدولية الحالية قد تجاوزت الحدود التقليدية فيما يخص افضلية او تفضيل على الاصح دولة على اخرى لان قطبية العالم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وتكتل اوروبا يجل التعاون مع التكلتلات الجهوية والاقليمية الاخرى قاعدة صالحة ومنسجمة مع مصالح الدول الكبرى التي تبحث عن سوق اقليمي وعن تجمعات جهوية واقليمية تضمن لتك القوى الكبرى مزيدا من الامتيازات الاقتصادية بالدرجة الاولى وبالتالي توسع ميدان التعاون مع دول لم يطرح لها بالحسبان في السياسات التقليدية السابقة. وبالعودة الي موضوع المغرب وافريقيا فان الدول التي راهن المغرب عليها سواء في عهد الوحدة الافريقية او في شكل الاتحاد الافريقي هذه الدول ما عادت متحمسة للدفاع عن مواقف المملكة المغربية الغائبة اراديا عن المحفل الافريقي وهو امر لايمكن قبوله بعد ان ظلت تلك الدول التي يظن المغرب انها صديقة تدافع عن مواقف دولة توجد في القارة وتتظاهر بان لها ديبلوماسية نشظة وكيف ستقبل السنيغال او ساحل العاج او دولة اخرى من اللواتي يراهن المغرب عليهن في اتخاذ موافق مباشرة تهم تعطيل عضوية الدولة الصحراوية في المنتظم الافريقي. لقد اقتنعت الدول في افريقيا ان تسويق المغرب لقرار انسحابه من المنتظم الافريقي هو قرار تعسفي وغير اخلاقي تجاه تكتل اقليمي كان من المفروض ان يكون المغرب عضوا فاعلا فيه، واذا كان المغرب الان يحاول عبر بعض وسائل الاعلام ومنها (البوست) ان يشوش على الموقف الموريتاني المبنى على استقلالية القرار وتعليق ما يجرى من تطورات في النزاع على رئاسة ولد عبد العزير للاتحاد نقول ان مفوضية الاتحاد الافريقي كانت على صواب عند ما عينت مبعوثا خاصا عن الاتحاد الافريقي حول الصحراء الغربية وهو القرار الذي تبنته المجموعة الافريقيةبالاجماع وكان قرار يسير في الاتجاه الصحيح. لقد بات المغرب يخشي كل اهتمام لافريقيا بالنزاع الصحراوي المغربي والعجب انه لم يتكلم عندما تتحدث الدول الكبري كامريكا وفرنسا واسبانيا عن دعم التسوية الساسية القائمة على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. فكيف سيتعامل المغرب مع القمة الافريقية الامريكية المزمع عقدها في يوليوز المقبل في الولايات المتحدة الامريكية والتي دعا اليها الرئيس الامريكي براكا اباما خلال زيارته الاخيرة الى بعض مندول القارة. وهل سيكرر المغرب انها كانت ايضا من تخطيط الرئيس الموريتاني وما ذا سيقول عن حضور رئيس الجمهورية الصحراوية في تلك القمة . انه حان الاوان ليراجع المغرب مواقفه قبل ان يجره السيل وتتخلى عنه اقرب الدول التي اصبحت مقتنعة من ان الصحراء الغربية هي اقليم متنازع عليه ولم يقرر مصيره بعد وان الامم المتحدة ترعي اتفاق وقف اطلاق النار بين الدولة الصحراوية والمملكة المغربية وان المغاربة يتفاوضون مع البوليزايو ومن ثم لا يمكن ان يفرضوا على بعض الدول ان تقاطع انشطة يحضرها البوليزايو التي يتفاوض المغرب معها بوفود يرأسها وزير الخارجية فتلك مغالطة تفطنت لها الدول التي كانت تحاول ان تدافع عن مواقف المغرب بشكل جد محتشم في كثير من الاحيان. ان حضور لا اقول زعيم البوليزاريو بل حضور الدولة الصحراية في انشطة الاتحادبات ملموسا من خلال التعاطي مع ما يقره الاتحاد من قوانين ولوائح خاصة فيما يخص محاربة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود وحقوق الانسان والحكامة وهي مواضيع تضطلع الدولة الصحراوية بمسؤوليتها في تنفيذها وعكس ما يقوم به المغرب الذي ينظر الى افريقيا بعين الريب والازراء احيانا بل والضحك على الذقون في احيانا كثيرة فحاول مرات عديدة اختراق وحدة افريقيا ومحاولة افضلية بعض تجمعاتها على بعضها الاخر بالتركيز على ( مجموعة غرب افريقيا) بحكم ان اغلب الدول التي دافعت لبعض الوقت عن مبرر انسحاب المغرب من المحفل الافريقي هي الدول الناطقة بالفرنسية في تلك المنطقة وحاول المغرب دون هوادة التغلغل في هذه الدول ولكن لا جدوى من وراء ما قام به المغرب حتى الان فالمغرب لا تربطه علاقات جغرافية بتلك الدول لا عن طريق اليابسة ولا عن طريق البحر وبالتالي عملية التسويق المغالطة فيما يتعلق بطبيعة النزاع الصحراوي المغربي لمجموعة غرب افريقيا التي تعتبر دول معترفة بالدولة الصحراوية اعضاء فيها على شاكلة نجيريا وما ادراك ما نجيريا التي تعتبر فيل افريقيا من حيث الكثافة السكانية والقوة الاقتصادية اذ تعتبر دولة مصدرة للنفض وبالتالي لها نفود على جميع دول غرب افريقيا لان شريكاتها تغطي العديد من القطاعات الحساسة في دول غرب افريقيا وعموما فان الوضعية الحالية للمملكة المغربية في افريقيا لا تحسد عليها ومن هنا فان المهاترات الاعلامية المضللة للرائ العام المغربي الذي يغوض في نوم عميق عند ما يتعلق الامر بمسألة النزاع الصحراي المغربي الذي ترعاه الامم المتحدة وتتواجد بعثة لها في الصحراء الغربية لمراقبة وقف اطلاق النار منذ 1991 وتشرف على عمليات اخرى منها برنامج اجراءات الثقة كل تلك المعطيات يغييبها الاعلام الرسمي وحتى المواقع الرقيمة المغربية وبذلك يظل الوضع في المملكة المغربية على ما كان عليه حتى قبل رحيل الحسن الثاني فاين هو يا ترى التطور الحاصل في المغرب ان لم نلمسه في وعي الطبقة السياسيةالمثقفةفيما يروم الاطلاع على حقيقة الصراع بين المغرب وجبهة البوليزاريو؟ اسئلة ربما تجيب عنها المراحل المقبلة ونتمنى لوسائل الاعلام ان تكون منصفة وان لا تغالط الرائ العام في قضايا اصبحت واضحة وان تعالج الوضع كما هو وان تستدرك الاخطاء فانسحاب المغرب من افريقيا لا يمكن ان يعوض بدفاع دول عن قضية ليسوا معنيين بها من قريب ولا من بعيد خاصة وان الموفق الذي اتخذته المملكة المغربية مضى عليه ما يقارب ثلاثة عقود ولم يعد لديه يبرر تعليق عضويته في الاتحاد الافريقي الذي وهيئاته المختلفة في انتظار قرار من المنتظم الافريقي بطرق الدولة الصحراوية العضو المؤسس في هذا الاتحاد انه يحاول بهكذا موقف الاستمرار في تسويق دعاية ومغالطة لم تعد تنطلي حتى على راعاة البقر والاغنام والجزارين وبائعي الاسمدة والحلاويات الغير مهتمين اصلا بمتابعة وسائل الاعلام والقضايا السياسية .
منقول عن الصحراء الآن بتصرف في الصورة و العنوان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...