كلمات شمس الصحراء
كلمات
شمس الصحراء
شمس الصحراء
لم تكن رحلة الوفد الإعلامى المصرى الى صحراء تندوف جنوب الجزائر سهلة، فتعين علينا السفر أولا الى الجزائر العاصمة والانتظار فى المطار نحو 6 ساعات قبل أن تقلنا الطائرة الى مطار تندوف، لنتوجه منه ليلا نحو مقر مخيمات الصحراويين فى أقصى الجنوب الجزائري.
حيث هدية بلد المليون شهيد الغالية لشعب الساقية الحمراء ووادى الذهب سكان الجمهورية الصحراوية فى المنفى . هذا الشعب العربى المسلم الذى يعيش ظروفا أقل ما توصف بأنها لا ترقى للحياة، إلا أنهم تحملوها وتقبلوها على أمل أن يمن عليهم مجلس الأمن بعودتهم الى بلدهم الغنى بخيرات الأرض والبحر ، فهم يلاصقون أغنى شواطئ المحيط الأطلنطي.
يحلم شعب الصحراء الذى يتحدث العربية الفصحى ويتمسك بالمذهب المالكي، بالعودة الى أرضه على المحيط الفيروزي، ليعيد مجدا يحن إليه. ولعلهم يتمسكون بمقولة ونستون تشرشل لحظة حصار النازيين لبريطانيا: «من أحلك الظلمات ينطلق الفجر». هذه المقولة عبر عنها شاعرهم «ماء العينين لكحل».
لحظات تفاؤل.. ونحن نحب الحياة.. ونرقص فرحا لأصغر بسمة.. نزاوج بين حزن فظيع ونغمة.. نحب الحياة..لعل الحياة تحنو علينا.. وتبذر فينا جمالا.. نحب الحياة لنصنع بسمة.. لحظة أمومة.. أمى تعيد الصباح لنا شمسا.. أمى تعد الدموع لكل حبيب ذهبا.. وتدفن الدمع فى القلب عميقا.. وترسم الحزن أغنية لتبقى العيال.. لحظة ارتباط.. الأرض رمل وطوب.. ونهر يسيل وسهل طروب..وشمس نحب لقاها فى يوم قريب.
فى تاريخ الصحراويين الكثير من المآسى والشهداء والدماء والدموع، ولكنهم يصرون على توديع الغربة ويعيشون الحاضر تفاؤلا بغد أفضل، فلديهم من عناصر القوة ما يبقى أحلامهم متواصلة، لديهم من يوحد أمتهم وينهض بها ويقودها الى تحقيق الحلم. ولهذا لم يقعوا فى أخطاء حركات التحرير الأخرى التى تنقسم على نفسها.
ويظل تاريخ الصحراويين صامدا عند قيادة وهبت نفسها لتحرير الأرض وعودة الشمس، نضال فى المعركة وزراعة فى الأرض، ولكن الأرض غائبة حزينة تنشد من يبذرها وتحن للفأس والحرث، فهناك سنبلة تنتظر من يقطفها، وهم يرون أنه حان وقت قطافها.
تعليقات
إرسال تعليق