اغلى من العيون الشاعر / صلاح عبدالصبور .. ....
( 1 )
عَيْنَاكِ عُشِّي الأَخِيْرْ
أَرْقُدُ فِيْهِمَا ، وَلاَ أَطِيْرْ
هُدْبُهُمَا وَثِيْرْ
خَيْرُهُمَا وَفِيْرْ
وَعِنْدَمَا حَطَّ جَنَاحُ قَلْبِىَ النَّزِقْ
بَيْنَهُمَا ، عَرَفْتُ أَنَّنِى أَدْرَكْت
نِهَايَةَ المَسِيْرْ
كَفَّاكَ نُعْمِى ، نِعْمَ مَا أَعْطَيْتِ لِلْمُسَافِرِ الفَقِيْرْ
ابْن سَبِيْلِ الحُبِّ وَالسُّرُوْرْ
كَانَ بِلاَ زَادٍ يَسِيرْ
فِى المهْمهِ المَهْجُوْرْ
وَفَجْأَةً ، لاَحَتْ لَهُ بُشَارَةٌ بَيْضَاءْ
رَايَةٌ مِنْ نُوْرْ
رَاحَةٌ مِنْ نُوْرْ
وَمِلْتُ نَحْوَ ظِلِّكِ النَّدِى ، يَا حَبِيْبَتِى
أنْشُقُ رَيْحَ الزَّهْرِ فِى حَدَائِقِكْ
أبُلُّ قَلْبِى بِالنَّدَى ، أُنْعِشُهُ بِالظِّلِّ وَالنَّسَائِمْ
يَغْسِلُنِى حَنَانُكِ الرَّفِيْقُ مِثْلَمَا ،
تَغْتَسِلُ السَّمَاءُ بِالْغَمَائِمْ
وَمِثْلَمَا تَهْتَزُّ للرَّبِيْعِ شَجَرَهْ
يَسْقُطُ عَنِّى وَرَقِى القَدِيْمْ
يَمُوتُ حُزْنِىَ العَقِيْمْ ، حُزْنِىَ المُقِيْمْ
يُصَافِحُ الحَيَاةَ وَجْهِىَ الذِى نَضرْتِهِ بِبَسْمَتِكْ
أُمِدُّ نَحْوَ الشَّمْسِ كَفَّيَا
وَأَرْفَعُ العَيْنَيْن للنُّجُوْمْ
( 2 )
مِنْ أىِّ نَبْع رَائِق يَفِيْضُ حُبُّنَا
يَغْمُرُنَا سَعَادَةً كَأَنَّنَا طِفْلاَنْ
لَمْ نَعْرِفِ التجْوَالَ فِى الزَّمَانْ
أَىّ نَسِيمٍ نَاعِمٍ هَذَا الحَنَانْ
وَأَىّ كَأْسٍ حُلْوَةٍ تِلْكَ التِى نَذُوقُهَا
حِيْنَ تُطِلُّ مِنْ عُيُونِنَا قُلُوبُنَا المُجَنَّحَهْ
تَبْحَثُ فِى الأَحْدَاقِ عَنْ طِعَامِهَا وَمَائِهَا
ثُمَّ تَنَامُ فِى أَمَانْ
وَأَىّ كَوْنٍ طَيَّبٍ يُحِيْطُنَا
حِيْنَ نَكُونُ وَحْدَنَا مَعًا
أَىّ كَمَالٍ لَمْ يُشَاهَدْ مِثْلُهُ أَىُّ جَمَالْ
أللهُ عَدِلٌ بِنَا ، وَالكَوْنُ خَيْرٌ مَا يَزَالْ
وَالنَّاسُ شَفَّفُونَ كَالخَيَالْ
وَأَنْتِ يَا لُؤْلُؤَتِى المُنَوَّرَهْ
أَنْقَى مِنَ الظِّلاَلْ
( 3 )
يَطِيْبُ لِى فِى آخِرِ المَسَاءِ أَنْ أَقُولَ كَلِمَتَيْنْ
شَفَاعَةٌ أَرْفَعُهَا إِلَيْكِ يَا سَيَّدَة النِّسَاءْ
الحُبُّ يَا حَبِيْبَتِى أَغْلَى مِنَ العُيُونْ
صُونِيْهِ فِى عَيْنَيْكِ وَاحْفَظِيْهْ
الحُبُّ يَا حَبِيْبَتِى مَلِيْكُنَا الحَنُونْ
كُونِى لَهُ مُطِيْعَةٌ سَمِيْعَهْ
الحُبُّ يَا حَبِيْبَتِى هَدَيَّةُ الحَيَاةِ لِى وَلَك
لِمُتْعَبَيْنِ حَائِرَيْنِ فِى السِّنِيْنْ
الحُبُّ يَا حَبِيْبَتِى فِرْدَوْسُنَا الأَمِيْنْ
حِيْنَ تَؤُودُ ظَهْرَنَا الأَيَّامْ
وَتَنْتَهِى رِحْلَتُنَا لِشَاطِىْ المَنُونْ
نَذُوبُ فِى هَوَائِهِ مُهَلِّلِيْنَ بَاسِمِيْنْ
كَأَنَّنَا لُحُونْ
تعليقات
إرسال تعليق