موقف البوليساريو مما يجري في المنطقة...


شهدت المنطقة العربية ابتداء من سنة 2010 العديد من الاحداث كان جلها وراء انقلاب الاوضاع في بلدان عربية عدة ابرزها تونس، ليبيا، مصر، سوريا، اليمن وغيرها، وكان الباعث لتحرّك الشارع في البلدان المذكورة هو مسألة الحقوق المدنية، وتلك المرتبطة بالحريات الفردية، وكانت حالة ليبيا، سوريا الاعنف مقارنة مع تونس، مصر واليمن، وكان الصراع في ليبيا قد استمر حتى تمت الاطاحة بنظام القذافي، اما سوريا فيستمر النزاع بين المعارضة المسلحة ونظام الرئيس بشار الاسد، منذ سنة 2011.
وبالنظر للقضايا المذكورة لم تتخذ جبهة البوليساريو أي موقف يكون قد خالف الاتجاه المخالف للمبادئ والقيم التي جعلتها اساس لبناء علاقاتها الخارجية، ولم يعلن أي مسئول في جبهة البوليساريو عن أي موقف قد يمس بخصوصيات أي من تلك القضايا التي شغلت الرأي العام في المنطقة العربية، بل حافظت البوليساريو على موقف متزن تجاه كل ما يجري في تلك البلدان، ويلاحظ أنه لم يتم تسجيل أي موقف يعاب على جبهة البوليساريو، وهو ما يعني انها تبقى بعيدة عن مسألة التدخل في القضايا الداخلية لأي بلد، بخلاف بعض البلدان العربية والاقليمية التي تبنت مواقف منحازة لاحد الاطراف المتصارعة سواء في مصر، ليبيا، أو سوريا.
وبالنسبة للوضع في سوريا تحديدا، لم تعلن جبهة البوليساريو عن أي موقف يحسب لصالح أي طرف من اطراف النزاع، ويفهم من ذلك أن الجبهة تلتزم الحياد، ولا ترضى باستمرار الوضع المتأزم، كونها لم ترضى بما يحدث من تطورات على الميدان.
ومن الناحية التاريخية لم يعاب على البوليساريو أي موقف، بل كانت دائما في سعي للمحافظة على سمعتها على المستوى الاقليمي والدولي، من خلال تجنبها الخوض في القضايا الداخلية للدول. عكس المغرب مثلا، فهذه الاخيرة كدولة استمرت في تسويق مواقفها انطلاقا من معيار المصلحة الآنية، سواء تلك التي تبنيها او تعززها الصياغة الاعلامية، او تلك المرتبطة بشبكة العلاقات المتعلقة بالدول الحلفاء خاصة فرنسا والولايات المتحدة، وكانت المغرب قد اعلنت في حالات ليبيا، سوريا تأييدها للحراك المعارض للنظام، وفي حالة البحرين تجنبت الخوض فيها احتسابا لطبيعة العلاقة التي تربطها بالنظام في البحرين وهو ما قد يجعلها غير متزنة في بناء مواقفها.
من جهة ثانية وبخلاف ما يجري في المنطقة العربية تأثرت جبهة البوليساريو في السنوات الاخيرة بفعل الحركات الارهابية التي تنشط في منطقة الساحل، وهو ما جعلها تتبنى موقف صريح من نشاط الجماعات الارهابية التي تنشط في منطقة الساحل.
وكان قد خطف متعاونين أوربيين من مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب الجزائر على يد مجموعة ارهابية في العام 2011، وهو ما دعى جهبة البوليساريو للدخول الى جانب بلدان الجوار من اجل محاربة ظاهرة الارهاب، واستمرت في التنسيق مع الاطراف المعنية، وبعد أن تم اختطاف المتعاونين الأوربيين عززت البوليساريو اجراءاتها الأمنية، في المناطق التي تديرها، وقامت ببناء سد أمني منيع في المناطق الصحراوية المحررة، كان كفيل بتوفير الحماية للاراضي التابعة للجمهورية الصحراوية.
وكان موقف الجبهة واضحا فيما يتعلق بمسألة الارهاب، بخلاف موقفها فيما يتعلق بقضايا الصراع في المنطقة العربية، لاسباب منها، أن ظاهرة الارهاب تقتضي موقف واضح اذا اعتبرنا أن موقف المجموعة الدولية يستند على ما اصدرته منظمة الامم المتحدة في السنوات الاخيرة، فقد ادانت المنظمة كافة النشاطات التي تمس بالسلم والامن الدوليين، وهو ما تجسده المجموعات الارهابية سواء في الساحل أو غيرها من البقاع.
منقول عن  مجلة 20 ماي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...