احزن أيها المخزن!

image
جمال لعلامي

Decrease font Enlarge font
لن يصدق أي إنسان سويّ ما يتمّ افتراؤه من أكاذيب صاغها ويصيغها المخزن المغربي تجاه الجزائر، فمن القول بأن الجزائر تطرد اللاجئين السوريين نحو المغرب عبر الحدود، إلى اتهامها بعرقلة قيام اتحاد المغرب العربي، يتجلى تماما وبشكل جد واضح، الضعف المغربي، خصوصا بعد تخلي فرنسا عن دعم الملك محمد السادس ولها في ذلك عدة أسباب.
إن موقع الجزائر جغرافيا يلعب دورا كبيرا في مكانتها الدولية، وما يتمّ افتراؤه من اتهام للجزائر بشأن تسببها في منع المغرب من حضور مؤتمري ليبيا ومالي المنعقدين مؤخرا، هو اتهام سخيف للغاية فاجتماع ليبيا جمع دول جوارها المعرضة لخطر تهريب السلاح نحوها، أما في مؤتمر مالي فقد طلبت السلطات المالية من الجزائر التوسط لحل الأزمة القائمة بينها وبين حركة أزواد المسلحة، لما يعرف عن الدبلوماسية الجزائرية من براعة في هذا المجال. وفي كلا المؤتمرين كان حضور المغرب مستحيلا، فأراضيها ليست على حدود مع ليبيا كما أن الدعوة المالية كانت فردية وشخصية.
وبذكر قضية الصحراء الغربية، فإن الجزائر تعد من كبار الداعمين لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وهو أمر لطالما أزعج المخزن المغربي المستثمر في الصمت العالمي تجاه هذه القضية. 
ولم تصل الافتراءات والاتهامات إلى هذا الحد، بل تخطته إلى زعم المخزن بأن ولاية تندوف وجزءا من ولاية البيض أراض مغربية نهبتها الجزائر.. بالإضافة إلى ما تسببه المخدرات المهربة من وراء الحدود المغربية من ضياع لعقول شبابنا وهو ما يؤثر سلبا على الجزائر.
مداني آمنة/ الشلف

والله، يا آمنة، كلّ ما تفضـّلت بتشخيصه، هو قليل من كثير، ولن يتوقف المخزن عن التضليل والتهويل، ولا عن التهريب وتسريب الزطلة والحشيش، ولا عن شنّ حملاته الدعائية والعدائية، فهذه طريقة مخزنية لن تزول إلاّ إذا زال هذا المخزن!
مصيبة المخزن أنه لا يرى إلاّ بعين واحدة، ولا ينظر إلى الأحداث إلاّ من "خُرم" الباب أو عين المفتاح، ولذلك فهو لا يرصد سوى الجزء وليس الكلّ، ولذلك أيضا يعدّ ويُحصي عدد المقالات الصادرة خلال سنة عبر الصحافة الجزائرية، التي يراها "معادية" للمغرب، ولا يُعلن عن عدد المقالات الصادرة في الصحافة المغربية والمعادية للجزائر!
لا تقلقي يا آمنة، فإن المخزن لن يتوب، وسيبقى إلى أبد الآبدين "يضرب ويبكي ويسبق إلى القاضي ويشتكي".. فهو يُبدع ويتفنـّن في التلفيق والتزييف والتبرّؤ والتباكي، لكنه لن يفلح في تغطية شمس الحقيقة بغربال المخادعة، ولهذا فهو يرفض "التفاوض" مع الجزائر في أمّهات القضايا التي يحرّكها ويرفض التخلـّي عنها، وأهمها التطاول وتهريب المخدرات.. السلاح المفضوح في محاولة ليّ ذراع الجزائر!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...