الإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين غساس وميلودي ووفاة القنصل سايس هكذا انتهى كابوس مرعب عمره 28 شهرا

حسب مصادر متطابقة، فإن طائرة خاصة أقلت الدبلوماسيين المفرج عنهما، ونقلتهما من برج باجي مختار إلى العاصمة أمس، رفقة وفد من أعيان حركة الأزواد العربية التي ساهمت في تحرير الرهائن الجزائريين المختطفين لدى حركة التوحيد والجهاد منذ 6 أفريل من سنة 2012.
وحسب معلومات مستقاة من مصادر خاصة، فإن وفاة القنصل، يرجح أنها كانت في شهر رمضان الماضي، بما عجلت بعملية الإفراج عن الرهائن حيث كان الإرهابيون يراهنون على أهمية القنصل لدى السلطات الجزائرية للاستجابة لمطلبهم، المتمثل أساسا في الإفراج عن مفتي القاعدة المعتقل ومبلغ مالي قدره 15 مليون أورو. 
وأكدت مصادرنا أن صفقة الإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين تمت بين الفصائل الأزوادية فيما بينها، بعد تدخل شخصيات ثقيلة من الحركة العربية لتحرير الأزواد، التي قامت قواتها قبل أيام باعتقال عدد من أتباع وقياديين مرتبطين بالحركة الإرهابية المذكورة، وهددت بتصفيتهم إن لم تفرج الحركة عن الدبلوماسيين الجزائريين.
كما أن القبائل الأزوادية، التي تعتبر الجزائر عمقا استرتيجيا لها، ظغطت بقوة وخيرت الحركة بين مغادرة التراب المالي أو الإفراج عن الجزائريين، كما أكد زعيم قبلي لـ "الشروق"، إضافة إلى أن حركة التوحيد والجهاد وبعد إعلان ولائها لداعش ووفاة لقنصل لم تعد تعر اهتماما لقضية الدبلوماسيين الجزائريين، وأضحوا عبءا عليها ترغب في التخلص منه بأي طريقة، فلجأت إلى هذه الصفقة أمام اقتناعها بأن الجزائر لا يمكنها التفاوض أو المساومة مع الحركات المصنفة إرهابية وتجرم الفدية، حيث تكفل بالأمر وسطاء من الأزواد فيما بينهم. 
وكانت حركة التوحيد والجهاد، قد اختطفت الدبلوماسيين السبعة من مقر القنصلية بغاو في شمال مالي يوم 6 أفريل سنة 2012 وطرحت عدة مطالب للإفراج عنهم، من بينها إطلاق سراح معتقلين في السجون الجزائرية، كأبي إسحاق السوفي، ومبلغ مالي معتبر، قبل أن تقوم بإعدام الطاهر تواتي كما بثت شريط فيديو يؤكد ذلك لتهديد السلطات الجزائرية ووعدت بإعدام الباقين وأفرجت في جويلية السنة الماضية عن 3 دبلوماسيين واحتفظت بالقنصل واثنين من مساعديه. 
وبعد تدهور الأوضاع في شمال مالي، إثر تدخل القوات الفرنسية ، وفقدان القاعدة لأحد أهم ركائزها في العمليات العسكرية وهو أبو زيد، تم نقل المختطفين إلى مكان آمن في شمال مالي، قبل الإفراج عنهما إثر مفاوضات ماراطونية مع الحركات الأزوادية، التي عرفت عدة انقسامات وبعضها يحظى بدعم كبير من الجزائر، خاصة تلك التي لا تطالب بالانفصال عن شمال مالي، أفضت هذه المفاوضات بعد رسالة تهديد وجهتها الحركة إلى الخاطفين، سبق لـ "الشروق" أن نشرتها قبل شهرين، إلى الإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين وتأكيد خبر وفاة القنصل وفاة طبيعية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...