#النقد والنصيحة ام الغيبة والثرثرة: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النقد و النصيحة ام الغيبة و الثرثرة. بقلم:  محمد فاضل  محمد اسماعيل (obrero)
لا تخفى على الكثير منا أهمية هذا المبدأ الذي رافق مسيرة شعبنا الثورية منذ بدايتها كأسلوب علمي سماه البعض منا صابون المناضلين، لكن ظروفا لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقام جعلت معناه يكتنفه بعض الغموض مما استدعاني في السطور التالية الى نفض الغبار عنه لإزالة اللبس الذي يعتريه في ايامنا هذه اتمنى من العلي القدير ان يوفقني في ذلك.
فما معنى النقد اصطلاحا ومضمونا وما الغرض منه وما شروط تطبيقه، وما هي انواعه وما الفائدة منه اذن؟:
النقد عبارة عن فعل يقوم به شخص او مجموعة، اتجاه شخص آخر، مجموعة، مؤسسة، عمل او مشروع بذكر ما يروق لهم من صفات ,اغراض النقد الحميدة منها و السيئة حسب هدف مستعمل النقد، و يمكن أن يقدم الناقد بدائل للعيوب التي يراها لإصلاح الأمر تبعا لهدفه، ولا يقتصر النقد على مجال واحد من المجالات بل تتعدد مجالاته، في الأدب، والفن و السياسية وغيرهم ...، فمنه الموضوعي: و هو النقد الذي يقوم به الناقد من خلال تقديم نصائح و ملاحظات للرفع من المستوى الذي يعالجه النقد، يبرز فيه كافة نقاط القوة والضعف، ويقدم نصائح ارشادية لإصلاح الضعف و التغلب عليه، ويكون الناقد مرناً، كيسا و متعاوناً و لبقاً في التعامل مع ما حوله، لا يسعى لغاية من وراء نقده سوى الرغبة في اصلاح المسألة التي تتم معالجتها. اما النقد الغير موضوعي: فهو النقد السلبي الذي يرسم صورة سوداء، ليسبب الأضرار ويحدث الشروخ ويمزق الصفوف، مركزا في اسلوبه على العيوب ويتفادى ذكر المزايا ولا يقدم حلولا، ويضخم الأمور ليجعلها تبدو أسوأ مما هي عليه ويسميه البعض نقدا اعورا.
وعلى العموم النقد واحد لكن حسب الهدف منه يكون نقدا بناءا او هداما، فان ركز على ابراز الإيجابيات وبيَّن السلبيات و وضع لها بدائل لتتحول مستقبلا الى إيجابيات كان نقدا بناءا و ان ركز على السلبيات وضخمها و اهمل الإيجابيات كان هداما. وتجدر الاشارة الى ان النقد البناء والنقد الهدام هما امران متناقضان يهدف أحدهما الى تبيان الإيجابيات والسلبيات والبدائل ومعالجتها بهدوء بقدر الممكن من التستر للرفع من مستوى موضوع يراد له النجاح، بينما النقد الهدام يراد به التدمير ولا يذكر الإيجابيات و لا يضع البدائل و يكتفي بإبراز السلبيات مضخمة تصحبها حملة دعائية شعواء ان لم يكن هو نفسه جزء من تلك الدعاية.
النقد البناء:
النَّقْد البَنَّاء اذن هو عملية تقديم آراء وجيهة عن معرفة حول عمل الآخرين، تنطوي على تعليقات إيجابية وسلبية بطريقة ودية مرنة، و هو أداة قيمة للارتقاء بمعايير الأداء والمحافظة عليها. و النقد البناء الهادف يراد به تحسين الاداء والرفع من مستوى الفاعلية دون ما تجريح او مس من اعراض الناس و يهدف الى تفادي الأخطاء في المستقبل و يعتمد على اسلوب لائق و خطاب مهذب و هادئ في لغتته سواء أكان لفظيا او كتابيا و يبتعد عن التعصب قصد تسهيل تقبل النقد و يذكر الإيجابيات و السلبيات و يطرح البدائل بعقلانية و إيجابية و هذا النوع من النقد الذي لابد ان يكون له زمانه و مكانه المناسبين، ضروري و لا يستغنى عنه لزيادة تقوية الذات.
النقد الهدام: فلا أُسس له ولا يرتبط بزمان ولا مكان وليست له شروط ولا قيود ويهدف الى التحطيم و تهديم المنتقَد و مصدره الغضب والكراهية ويستخدم ضد عدو لعدو لا رحمة فيه ولا يطلب له ود، طابعه سلبي ويعتمد على التجريح وهو حرام في شريعة المصطفى صلى الله عليه و سلم بمقتضى الحديث الذي رواه الترمذي: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.

شروط النقد البناء:
١ ـ المكان المناسب
٢ ـ الوقت المناسب
٣ ـ البينة والاحاطة  بالموضوع
٤ ـ تحضير البدائل
٥ ـ الموضوعية واللباقة
٦ـ معالجة الموضوع بتجرد لا رابح و لا مربوح في عملية النقد.
٧ ـ النقد يهدف الى معالجة الافكار بمعزل عن الأشخاص.
ان النقد الذي هو أحد مبادئ ثورة ٢٠ ماي الخالدة، اقترن بالنقد الذاتي كعملية متكاملة لتصحيح اخطاء المناضلين والمؤسسات ضمن إطار تشكله بقية مبادئ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كعمل حضاري انساني صحي يقوي الافراد والمؤسسات ويدفع النضال الى الامام ويعزز الوحدة الوطنية ويصنع الوحدة الفكرية ويشل فاه كل ثرثار ويصنع القوة الذاتية القادرة على هزيمة العدو لتحقيق الاستقلال. فمن كان يهدف بنقده الى النضال فعليه بالنقد البناء و من كان يمتهن النقد الهدام عن جهل، فسبحان الحي الكامل الغفار، اما من كان يمتهنه عن قصد وهو يعي تبعاته فان الله خلق ابليس و ذريته و خلق آدم و ذريته فمن تلك الذرية من اتبع نور الهدى ومنها من اتبع ابليس والشياطين من الانس والجن و الله هو المدبر الذي دبر لكل احد مصيره المحتوم بين شقي وسعيد .. قال تعالى : "{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ}".
صدق اللّٰه العظيم
محمد فاضل محمد اسماعيل obrero


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...