قراءة سريعة أملتها لحظة الموقف,,,

Image result for ‫الشيخ بنكا‬‎
مسافة زمنية كافية لإعطاء تقييمات وخلاصات وإن كانت بعجالة وبشكل مقتضب لكنها أكيد هي عناوين تغري بتعميق النقاش والتحليل وتبادل وجهات النظر على أساس يحكمه الوازع الوطني والكفاحي والأخلاقي كما أنها لم تتبلور نتيجة الإنسياق للعاطفة أو التأثر أو ردة الفعل وليست موقفاً للحظة .. بل هي قراءة سريعة أملتها لحظة الموقف .. و هي كالتالي:
- الاحكام الجائرة هي أحكام سياسية صرفة لم تصدر انطلاقاً من مقتضيات المساطر القانونية إنما انطلاقا من المقاربة السياسية الأمنية القمعية .
- الاحكام الجائرة جاءت كرصاصة الرحمة لتخرس أصوات طالما حاولت تجميل وجه القضاء المغربي وسمعته والقول بنزاهته واستقلاليته .. فالقاضي لم يحكم بل كلف بنطق الأحكام. 
- الاحكام الجائرة وكل ما رافق إصدارها من قتل للقانون ووأد للمنطق والعقل واستخفاف بالمواثيق والاعراف .. لا يجعل منا معتقلين أو حتى أسرى بل رهائن في السجون المغربية.
- طيلة أطوار المحاكمة لم يجرأ منبر صحفي مغربي واحد على تناول القضية بموضوعية ومهنية بل انخرطوا جميعاً في جوقة تصريف الكذب والتزوير الذي اعتمده المخزن لطمس الحقيقة .. وهم بذلك يكرسون الخط الأحمر الذي يضعه النظام والمسمى الصحراء أين تسقط كل شعارات المهنية والموضوعية و الضمير و الاخلاق .
- رغم إنسانية المواقف ونبلها التي صرح بها المعتقلون إتجاه عائلات الضحايا ودحضهم بالقول والبرهان لرواية المخزن المفبركة حول من قتل ابناءهم إلا أن هذه العائلات أصرت إصراراً عجيباً غريباً على صم اذانها عن سماع المعتقلين وبدل ذلك ظلت تنعتهم بأبشع الأوصاف القدحية والشوفينية والعنصرية .. مما يؤكد أن هاجس البحث عن الحقيقة لدى عائلات الضحايا غاب وحضر عنه خطاب التجريم والكره والحقد كل هذا بسبب خلفية الإنتماء والموقف عند المعتقلين.
- المواقف الاستثنائية للاساتذة المحامين المنتدبين عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان التي تنم عن قمة التقدمية و التحضر و المبدئية و النبل .. فرغم كل الضغوطات الممارسة عليهم و اختلاف المواقف احيانا .. الا انهم آثروا الانتصار للقيم الانسانية النبيلة و لشرف و اخلاق مهنة المحاماة عكس البعض الذي تخندق في احقر و أنذل المواقع .. كل هذا يؤكد ضرورة فتح قنوات التواصل و الحوار من قبل النخب و المثقفين الصحراويين مع مثقفي و شرفاء الشعب المغربي الشقيق لهدم كوة اللبس و سوء الفهم الناتج عن دعايات المخزن و تشويهه الوقائع.
- امهات المعتقلين و عائلاتهم و المتضامنين من الجماهير الصحراوية الذين حجوا من كل المدن شكلوا لوحة غاية في الروعة و الصمود و الاباء برقي اشكالهم النضالية امام المحكمة و داخلها و مجابهتم لاستقزازات و اعتداءات "العياشة" بشجاعة و مسؤولية .. لقد برهنوا ان وحدة الصف الصحراوي تصنع النصر عكس التشرذم و البلقنة التي تأتي بالهزيمة .
- غياب ردة الفعل الغاضبة عقب صدور الاحكام او بالاحرى عدم ترجمة الجماهير الصحراوية في شتى بقاع تواجدها لغضبها ميدانيا بالتظاهر و الحشد و الانتظام في المسيرات نصرة للمعتقلين و رفضا لجور المحتل يضعنا امام الاسئلة الحارقة .. فما دمنا نسلم انه ليس هناك تخاذل او تقاعس او جبن من قبل جماهيرنا الشامخة و حجم التعاطف و الالتفاف و الالم الذي ألم بها عقب الاحكام الجائرة لا يمكن حصره او وصفه .. فإلى ماذا سنعزو فراغ الشوارع و الميادين من الحشود المنتفضة ؟ إيه نعم هناك حصار و عسكرة لكن الجماهير إذا هبت تنتصر و في الجماهير تكمن المعجزات .. اذن هذا مبرر لا يستقيم و الارادة الصحراوية التي صنعت المستحيل .. إذن اكيد المسألة مسألة تراكمات لإختلالات جمة في التدبير و امراض تنخر الجسد لا زالت لم تعالج و فتور حاد تلزمه وقفة مع الذات لمعاودة الانطلاق .. و ايضا غياب القيادات الميدانية التي يمكن لها اختراق المنع و الأخذ بزمام المبادرة .. إن قولي هذا ليس تذمرا او يأسا او سخطا بل هو مغازلة لمجد كتبته الجماهير الصحراوية بالتضحيات و الاقدام و لعل الرابع من ايار القريب انصع دليل على ذلك ..
نحن على العهد باقون .. ماعاذ الله ان نبدل او ننزاح و سنظل بهبوب الجماهير "نمتنو العين" و نقاوم و نجابه برودة الزنازن و ظلامها .
"انا الان بين مئات الرفاق اضم لقبضتهم قبضتي انا الان اشعر اني قوي و اني سأهزم زنزانتي .. نعم لن نموت نعم سوف نحيا و لو اكل القيد من عظمنا و لو مزقتنا سياط الطغاة و لو اشعلوا النار في جسمنا نعم لن نموت نعم لن نموت"
الشيخ الكوري بوزيد بنكا 
الجمعة 21 يوليوز 2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...