قصة قصيرة...الكرسي العتيق...


ابق ايها الكرسي العتيق في مكانك اريد ان اجلس اليك كعادتي ... اني اراك من بعيد ... و ارى تلك الشجرة التي فقدت اوراقها و زينتها تنثر عليك آخر اوراق صفراء يابسة ميتة ... لم يعد رقص الظلال يثيرك او يلفت انتباهك ... رحلت كل العصافير و رحلت معها الاصوات الجميلة التي كانت تطربك في الصباح و في المساء ... لم تعد مهما... ها هي كراسٍ جديدة حديثة من نوع آخر ... زرعت هنا و هناك ... كنت في خارج القرية جزء مهما من المنتزه و كانت الحكايا و الاسرار و القصص و الاخبار تحكى عليك و يجلس العامل عندك و لا يرحل الا نشطا و قد ترك لك كل تلك الاحمال و ثقل الحياة و العمل كانك الطبيب الذي يداوي جراح القلوب , او الكاهن الذي يقسم صكوك الغفران ..الم تعلم بعد؟؟؟ لقد اصبحتَ الآن في منتصف الطريق و انتقل المنتزه الى خارج القرية التي كبرت و صارت مدينة ...لقد تغير كل شيئ حولك ....
و ها هي جرافة البلدية تقترب منك ... الشجرة التي كانت تظلك اسقطت عليك اعشاش الطيور اليابسة عند ما هزتها الجرافة القوية لتزيلكما معا ...
لن تزول ايها الكرسي العتيق من الحديقة القديمة, الا لتكون كرسيا جديدا في الحديقة الجديدة خارج المدينة ,و ساراك من بعيد و اتجه نحوك و اجلس اليك كما تعودت...و

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...