محمد و لد ابيشة ...ريشة مقاتل

وقفة شكر لكفاءات تعمل في صمت وتلون رتابة حياتنا بالامل

في الصورة مقاتل من طينة البسطاء . فنان من عجينة الكبار رغم ان الضؤ لايزور مرسمه المدفون بين التلال الا نادر حين كانت آرتفاتي تقام فعالياتها فالبلدة . كان الخريف يحول مرسمه الى خلية نحل لاتتوقف وماإن تنتهي الطبعة يعود الهدوء الى محراب الفنان الرسام . اسمه محمد البشير يعرفه زوار بلدة التفاريتي ومتحفها ب"ولد ابيشة" . انه مقاتل شاب رغم وقار الشيب لاتفارقه الابتسامة وحلاوة الحديث . هو نموذج حي للكفاءة الصامتة . بفضل جهوده الشخصية اسس متحف بلدة التفاريتي المحررة وكان قيم عليه مثل سادن تقي يحرس محراب الامام . سار المتحف رغم صغر مساحته تاريخ مفتوح ربما حتى وزارة الثقافة الصحراوية بهيلمانها لاتستطيع مجراته مجهود شخصي سار معلمة لايمكن لمن زار التفاريتي او سيزروها الا ان يزوها .يحوي المتحف مستحثات قيمة. وبقايا مكونات حيوانات نادرة مثل قرون الآيل او "الوحش" باللغة الدارجة .بيض بعد الطيور المنقرضة كالنعام .بالمتحف ايضا توجد وسائل اثاث الخيمة الصحراوية بشكلها الاصلي وليس مجرد نماذج ثمة احجار كريمة . والاروع عديد اللوحات التي تزين المكان وهي بريشة الرجل .لوحات تتماثل فيها كل مدارس الرسم المختلفة .المدرسة التكعيبية والرمزية والواقعية حين يشرح لك الرجل اللوحة تقف مشدوها لعبقرية الفكرة وسعة خيال الرسام الفيلسوف .المقاتل الذي يعمل بصمت بعيد عن الاضواء . كنت دوما استمتع بشرحات الرجل المثقف والومه لما لايقوم بمعارض خارج الوطن .لكنه بدماثة خلقه يرد "انا لمشيت من لاهي يبقى هون " . ديدنه البساطة في كل شيء .هي فقط وقفة شكر للرجل الذي افتقد حديث الان كم يرقد بيننا العظماء دون ان ننتبه . ولد ابيشة مقاتل صحراوي يلون حياتنا بصمت يصنع الامل وسط الالم حول بجهده حطام بلدة التفاريتي التي دمرها الطيران المغربي قبيل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 01-01-1990 فترك العدو بصمته وعاره لكن ريشة محمد حولت الدمار الى مزار تهوى النفس رؤيته .فتحية تقدير للرجل ولك العظماء البسطاء . عسى ان تكون هذه اللفتة قد نبهت الكثير منا لقيمة الشباب ومقدرته على الابداع في الشعوب تكمن المعجزات .
الصورة للرجل وفي الخلفية احدى لو حاته الجميلة . في متحف - بلدة التفاريتي المحررة