بريد من صديقي المعتقل سياسي!!!


بريد من صديقي المعتقل سياسي!!!
وصلني بريد و هالني امره كان من سجين نعم من معتقل سياسي صحراوي كان يتكلم لي و كأنما نعرف بعضنا منذ سنين طويلة ذكر لي اسمه و لم اتعرف اليه ذلك انني لم اكن اعرف الكثير من اسماء المعتقلين الصحراويين فهم ليسوا بالقلة و اعاد علي ان اسمه "س" فقلت اصبر ان "س" لا تكتب هكذا عند اهل الصحراء فقلت هل هي "س" كما تنطق و كتبت له الاسم كما يتبادر لي فقال نعم ذلك اسمي فقلت له اصبر قليلا وضعت اسمه في البحث عن المعتقلين السياسيين الصحراويين فظهر الاسم الكامل له مع اللقب فقلت و ما اللقب قال كذا و كذا فقلت ماذا تريد قال اريد بسرعة آخر الاخبار أخذت اسرد له أخر الاخبار الوطنية و كان ذلك في سنة ...... شكرني و انقطع الاتصال...
كان كلما كتبت مقالا يسألني اسئلة كأنما يريد ان يتعرف علي و لكنني ظللت اكرر انني صحراوي فقط دون تصنيف و لا تموقع و انني في خدمته كنت اكتب و اكتب حتى يتسنى لصديقي المعتقل ان يظل على اتصال بكاتبه و ظللت اتتبع خطاه و اطلالاته كلما فتحت تويتر كلماته تعاليقه و اعجاباته كنت اتواصل معه بحذر شديد كي يظل حرا في آرائه و ان كان وراء القضبان و لا اكون عبءا يراقبه مضافا الى مراقبة السجان غير انني انقطعت بي الايام و اكراهات الحياة و لم استطع ان اتواصل معه و لكن ظل طيفه معي 
لما فتحت حسابي اتجهت الى حسابه مباشرة الى نشاطه كانني استمع اليه يحكيلي كل ما مر به بعد غيابى الطويل و انا اتصفح حسابه اذا به يطل علي و توقعت العتاب و اذا به يسأل عن حالي و صحتي و كيف ابعدتني الايام و كنت منفعلا جدا و لم اجد الكلمات المناسبة للاعتذار له عن غيابي عنه و كيف تركته دون ان اودعه و دون ان اخبره لقد كان صديقي فكيف اتركه و حيدا دون ان اوصي من يخبره بالاخبار الوطنية و من يلهيه و يقصر عليه يومه بالخواطر و المقالات....
و انا افكر في صديقي المعتقل تذكرت اصدقاءه المعتقلين الاخرين من الذين ليس لهم اصدقاء و لا يتواصل معهم احد و لا يجدوا من يعاتبون او من يغيب و يظهر !!! و عرفت اهمية التواصل مع المعتقل واهمية الخبر و ضرورة ان يختار كل الذين نجدهم يضيعون الوقت على النت احد المعتقلين كصديق و لم لا ان يكون له
آلاف الاصدقاء من بني وطنه الذي يقبع في السجن من اجلهم...
و كم كانت ايام خروجه من السجن ذات شجون و كم تأثرنا و كم انتظرنا ؟؟؟
ان الاهتمام بالمعتقلين الصحراويين ليس ملهاة و لا عبث بل هو واجب و فرض عين على كل صحراوي و ليس بتتبع اخبارهم بل ان نحل بدلهم في السؤال عن اهلهم و اولادهم و اسرهم و ان توضع الصناديق لدعمهم و العناية بمتطلباتهم و الدفاع عنهم و زيارتهم و اخذ رأيهم و خبرتهم و اشراكهم في الحياة السياسية فان كانوا هم في السجن الصغير فنحن و هم لا نزال في المعتقل السجن الكبير...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...