رأي الموقع التنظيم...

رأي الموقع
التنظيم...
          مضت سنوات في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تيندوف,كان الرجل الصحراوي هو المقاتل طحين الحرب و حطبها الرقيق.
و كنت لا ترى في المخيمات من الرجال الا شيخا طاعنا في السن او معذور في عقله او معاقا في جسده بيُن الاعاقة...
             حتى ان هؤلاء لم يرضوا بالجلوس فكانوا يشاركون في المعركة بالقدرات التي و هبهم الله ...فكان الشيوخ ببنادقهم التكرارية هم المليشيات الشعبية يعرفون الداخل الى المخيمات و الخارج منها و يفحصون تصاريح العربات و الاشخاص... اما فئة الاعاقة فيتم تكوينهم في التمريض او الشرطة او النظافة او اي مهنة لائقة بوضعهم الخاص ...
          كانت المعركة تحتاج الى كل فرد صحراوي و كل له دوره و كل له مساهمته...
         فالقادم الى المخيمات ينبهر من هذا التنظيم المحكم و سيبقى وحيدا في الخيمة ان لم يعمل في مؤسسات الدولة او يذهب الى ميدان الشرف كما كان يقال حيث كان المقاتل الصحراوي عندما يعود لقضاء الراحة كانت الشاحنة التي تقلهم تقابل بالزغاريد و ترش بالحليب و يبقى المقاتل في تلك الايام القليلة التي قد تنقضي في اي وقت طبقا لسير المعارك موضع ترحاب و تقدير و حفاوة منقطعة النظير فكان الرجل الصحراوي مطابقا للمقاتل و كانت مهنة العزة و الشرف و اي مهنة غيرها مهما كانت صفتها موضع نقص و جبن و ضعف يأنف عنها الشرف النبيل ...
          كانت الثورة الصحراوية في المخيمات كخلية النحل تعمل ليل نهار و كان يشرف على ذلك التنظيم المحكم آلة فعالة من المثقفين الصحراوين في كل مواقع العمل مما يسمى امانة الفروع تلك التي كان على عاتقها التوعية و التحريض و اشراك الجماهير في صنع القرار...
                كان هذا الجهاز الفعال يعمل في كل تواجدات الانسان الصحراوي من المقاتل الى المدرس الى الطالب الى المناطق المحتلة و الجاليات ...
               ان هذا الجهاز قد عمل على الاجهاز عليه و افراغه من محتواه و فعله فمن كان و راء ذلك ؟
و ماكان المسبب في اضعافه؟
              و هل يمكن و الحال هذه احياء هذه الالة الضخمة التى كنا نحن الصغار انذاك نقول لها التنظيم؟ 
               و هل هناك بدائل لرص الصفوف و اشراك الجماهير اشراكا حقيقيا و هلا و الحال هذه نستطيع ان ننظم انفسنا و قدراتنا في زمن توفر اخر صيحات الحضارة و العلم ؟ 
ام نظل نيسر الى الخلف و نحن نخال اننا نسير الى الامام و في مصلحة من اسلوب الفوضى؟ 
و لم ؟
و الى متى ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...