الرالي 2001- الكركرات 2020 حتى لانلدغ من جحر واحد مرتين









.......
خلال الساعات القليلة الماضية تسارعت الاتصالات الدولية والإقليمية لمنع اشتعال فتيل الحرب في الصحراء الغربية بعد تيقن العالم أن جبهة البوليساريو جادة للغاية في الدفاع عن مواطنيها المعتصمين سلميا أمام ثغرة الكراكرات غير الشرعية في ظل تهديد الاحتلال المغربي بشن هجوم غادر عليهم اسوة بما حدث المدنيين الصحراويين في مخيم اكديم ازيك قبل عشر سنوات.
أمام تبخر التهديدات المغربية وفشل مسرحيات الترهيب التي لم تزد المعتصمين الا ثباتا وصمودا "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، وبعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي للرباط، وأطلاعه على تقارير أمنية مفصلة عن الوقائع على الأرض، شرعت فرنسا في الضغط على الأمين العام للأمم المتحدة للتحرك، وهو الذي لم يحرك ساكنا منذ ثلاثة أسابيع بعد تعبيره عن قلقه المزعوم على حرية الحركة التجارية والمدنية عند بداية الاعتصام المدني الصحراوي، ومنذ يومين فقط شرع في إجراء اتصالات متزامنة مع عواصم المنطقة، سعيا لإخماد اللهيب المشتعل تحت رماد الكركرات، في ظل جدية الصحراويين في الاستعداد لاشعال المنطقة من "كرارة العربي" في أقصى الشمال الشرقي إلى "ربيط لعشار" في أقصى الجنوب الغربي.
قعقعة المدفعية وأصوات المدرعات هي وحدها التي أرعبت الاحتلال المغربي وحلفائه، واخافت غوتيريس كما عبر في اتصاله بوزير الخارجية الموريتانية، وايقظت الاتحاد الأفريقي في الوقت بدل الضائع، ليطالب هو الاخر بالتهدئة، بعد أن فشل في مجرد إصدار بيان تنديدي حول انتهاك سيادة أحد أعضائه المؤسسين وهو يشاهد دولا اعضاءا فيه تخرق القانون الدولي والميثاق الأفريقي المؤسس، وتفتح قنصليات غير شرعية في الاراضي المحتلة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
أحداث الكركرات الحالية تعيد إلى الأذهان واقعة عبور رالي باريس- دكار للأراضي الصحراوية في يناير 2001، وما تبعها من تصعيد دفع القوى الكبرى يومها، إلى طلب التهدئة وإيقاف نار الحرب التي كانت- كما هو الحال اليوم- قاب قوسين أو أدنى، فهل نستفيد من درس الرالي هذه المرة و لا نلدغ من نفس الجحر مرتين؟
بقلم د. غالي الزبير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...