كتالونيا: مقترحات الأحزاب الإسبانية لحل الأزمة الترابية

بقلم البشير محمد لحسن

في خضم الحملة الانتخابية، تتباين مقترحات الأحزاب السياسية الإسبانية لحل المعضلة الكتلانية التي تؤرق السياسيين الاسبان وتشغل اهتمام الشعب. ويرى الحزب الاشتراكي، وهو الحزب الحاكم، والاوفر حظاً للفوز بالانتخابات المزمع تنظيمها في 28 من الشهر، أن الحل يكمن في خفض التوتر بين مدريد وبرشلونة والتكثيف من اللقاءات الثنائية بين الرئيسين واللجان المشتركة وتقديم بعض التنازلات للأحزاب الاستقلالية دون الوصول إلى الخط الأحمر، أي استفتاء تقرير المصير. وقد اعتمد الحزب هذه السياسية منذ وصوله للسلطة قبل تسعة أشهر وقد ساهمت في تخفيف الاحتقان لكن الحل النهائي لا زال غائباً. أما الحزب الشعبي فيرى أن الحل يكمن في التطبيق الصارم لأحكام المادة 155 من الدستور التي تُلغي الحكم الذاتي وتتدخل الدولة في صلاحيات الإقليم بموجبها من شرطة، وسائل إعلام، مالية، الإدارة وغيرها. ولا يعد ذلك حلاً لأنه سبق لذات الحزب تطبيق هذه المادة لكنها لم تأت بالنتائج المنتظرة، بل على العكس زادت من تمسك الكتلانيين بمشروع الاستقلال. وللتذكير فإن الحزب الشعبي نفسه لما وصل للحكم كان عدد مؤيدي الاستقلال لا يزيد عن 10%، أما اليوم فقد تجاوز عددهم 48% وهو ما يعني أن سياسة القبضة الحديدية لم تأت أُكلها.
إلى ذلك، يرى حزب "بوديموس" اليساري أن حل المشكلة الكتلانية يَمُرُّ حتماً عبر استفتاء لتقرير المصير متفق عليه بين الحكومة الإسبانية وحكومة كتالونيا. في الأثناء، يتوعّد حزب "بوكس" اليميني المتطرف بِحلِّ الأحزاب الاستقلالية الكتلانية والزج بقادتها في السجن وتسيير شؤون الإقليم من العاصمة مدريد وهو ما يتماشى مع مقترحة إلغاء الأقاليم المحكومة ذاتياً وإرجاع الدولة المركزية القوية.
وفي الأخير، تعتبر مقترحات حزب "ثيودادانوس" الليبرالي مزيجاً بين رؤية اليمين المتطرف والمحافظ.
وتتزايد أعداد مؤيدي الاستقلال في كتالونيا ويرون أن الحل الوحيد هو تنظيم استفتاء لتقرير المصير يؤدي في النهاية إلى استقلال كتالونيا وقيام دولتها المستقلة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...