ما ذا لوكانت هناك مبادرة ورجال صحراويين متفرغين لبناء المدرسة الصحراوية



بقلم حمدي حمودي

ما ذا لوكانت هناك مبادرة ورجال صحراويين متفرغين لبناء المدرسة الصحراوية واسناد وزارة التعليم؟
اعتقد جازما ان اي حلول اليوم لمستقبل الدولة الصحراوية هو عبارة عن ترقيعات...
اذا لم نلتفت على التعليم والتربية بالذات التفاتة ليس بالرأس الذي يفكر ويبدع فحسب بل بكل الجسم وبكل العقل وكل الوقت فإننا انما نبتعد عن الطريق الصحيح لبناء دولة المستقبل إذا اعتنينا اليوم بالتعليم فاننا سنجني بعد سنوات قليلة دولة يتمناها كل انسان على الارض...
لقد جربنا التعليم الصحراوي وبالمنهج الصحراوي وبالمعلم الصحراوي والكتاب الصحراوي وخريجي المدرسة الصحراوية كانوا الاصلب والاثبت والاكثر ثقافة فحينما كان طلبتنا يتجهون الى اي ثانوية جزائرية او غيرها وما ادريك ما الدراسة في الجزائر انذاك كانت طلبتنا لا تجارى ولا تنافس خاصة في المواد العلمية ...
اعتقد ان اي نقاش لا يطرح أهداف لخطوط بعيدة المدى على الاقل لعشرين او ثلاثين سنة قادمة افقه محدود ...
حينما كنا اربعة افراد او خمسة كان الاستقلال بين اعيننا وليس فقط الاستقلال بل الرفع من مستوى الانسان على الارض وبناء دولة تنافس كان فيها نصف المجتمع فعال والرجال في مكان الرجولة... كان التعليم هو الفيصل ولكن حينما ابتعدنا عن بناء الانسان الصحراوي واصبح بناءا هشا فماذا تتوقعون ان تجنوا بالله عليكم..ويقال من يزرع الشوك يجني الجراح.
ان اي مبادرة لا تتجه بالذات الى بناء الانسان الذي أغلى من المؤسسة والاطار الذي نتقمص والذي نفصله من لباس الغير على مقاسنا سيبقى بعيدا عن الجوهر وهو التعليم الصحيج ...
كنت اتمنى ان تكون هناك مبادرة لتغيير الاتجاه الى مكمن المشكل بناء الفكر وبناء الانسان وليس بناء البطن وان نهيئ الاستاذ والمفتش ونوفر كل جهد كي نجن ابناء صالحين من بين أظهرنا ومجتمع صحراوي صالح وقوي.
ان كوبا الدولة الفقيرة تقايض اليوم مع فنزويلا المهندسين والاطباء مقابل البترول ولم يفلح أي حصار رغم انهيار الاتحاد السوفييتي واستمرار الحصار لسنوات طوال في الضغط على كوبا ...ان الثروة التي لا تفنى هي التعليم والتربية الصالحة ونحن قلة ونستطيع ان نوفر الامكانيات ونضاعف المجهود في هذا الاتجاه لانه هو الثروة التي لا تحاصر ولا تصادر وبغيرها نتجه الى البلع والفناء...
أن اي مبادرة لا تعطي 50 في المئة الى صنع الانسان النوعي لا تؤمن لا الحاضر ولا المستقبل لهذا الشعب القليل العدد ...
ان تكوين الانسان النوعي يبدأ من الاساس ولا يمكن ان نغالط انفسنا ان نبني على اسس ضعيفة ولا نتوقع الانهيار...
الاهتمام بالتعليم يعني الايمان بالمستقبل وبالدولة وبالاستقلال والحرية وعكس ذلك يعني ان البوصلة يجب تعديلها ويجب أن يساهم الجميع كلنا في توفير البيئة المواتية و التربة الغنية لانبات تلك البذور...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...