الكلام المحدود الصلاحية ...


لا احب الكلام المحدود الصلاحية ...
الموزون المعبأ بالمقاسات...كقارورات الدواء و المهدئات و المنشطات و المثبطات العصبية...
الكلام المعد للمضغ لرياضة الفم و للتسلية ..
لا احب الكلام...الذي يشبه...
روائح افران المطاعم و اكشاك الشوارع ... تسحب المارة من انوفهم... لتفرغ الجيوب و تنهب و تسرق الاوقات...
لا احب الكلام...الذي يشبه...
ابواق الاعلانات... تسرق المستمع من اذنيه... بالزعيق و النهيق و النباح و الصراخ...
لا احب الكلام المحدود الافق.. المحشور و المحصور ...
كشقق المدن المزدحمة... بلا تراس و لا فناء و لا امتداد...
سياجها ان وجد... قصير و هزيل يقفز من فوقه اصغر الاولاد...
لا احب الكلام الضعيف الهيكل... ضعيف الحجة... قصير العمر...
كهيكل لعب الاطفال... محشو بالقش و المواد الضعيفة...
و كله احلام و اماني و اغاني...
مآلها الملل و الاهمال...
نكبر عنها و و تتصاغر مع الايام...
لا احب الكلام... الذي يحتال علينا...
كالمهرج و لا عب السرك... الذي يملك ابتسامة نخالها كبيرة... و عندما نقترب نجدها مكبرة بالاصباغ و الالوان و نكتشف حجم الشفاه و الانف و حجم العيون و نكتشف انه يقفز عاليا بسبب النابض تحت قدميه...
لا احب الكلام..الذي يخدعنا...
كلاما كبالون الهواء... يبدو كبيرا ...و تفرغه غرسة ابرة حقيرة...
كالثلج... يبدو قاسيا... و تذيبه دفئ سخونة يد رضيع...
.........................................................................................................
نريد كلاما يبقى...
لا اجترار فيه يهضم و ينفع...
كلام لا ينتظره الافول...
و لا يطويه النسيان...
واضحا و يسيرا بلا معقدات و لا كثرة الوان...
كملابس جدي ابيض او ازرق...
كلون ملحفة جدتي و كلون الازار...
و كعيوننا عيون الغزلان و المهى...
في سوادها لونا واحدا...
وفي بياضها الزاهي لونا واحدا...
و ان تنام في تكويناته و عمقه سبعة الوان...
..........................................................................................................
لقد مللنا تصريف الاقوال...
نريد تصريف الاعمال...
لا نريد من يتكلم ...
نرانا نمشي للامام و لانجد من يتقدم...
لمذا?
لا نجد من نعله تقطع من كثرة تمهيد الطريق...
لم نجد من جاع ليقدم الكسرة للاخرين...
او من تهلهل ثوبه ليلبس من في الخلف...
لم نجد من فقر ليغنى الاخرين...
لم نجد من يتلقى الصفعات و الضربات و الركلات و الحجز و الحجر و التف و اقبح الكلمات....
فحين لا تتالم
و لا تصرخ...
و لا تجوع...
و لا تفقر...
و كل الآفات...
تاكد انك في الخلف...
فان خلت انك في الامام
فسيخونك الكلام و تهرب الكلمات...
وستلجا للكلام المكروه المعبأ محدود الصلاحية...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...