الشعب الصحراوي المعجزة...




بقلم حمدي حمودي

 نزيف متدفق من الشجاعة والقوة والعنفوان، يسلب اللب ويسرق الفؤاد، لا شيء يمكن أن يوقف الشهيد سالم لحبيب شداد وثلة من الشبان المقاتلون الجدد عن الوثوب على صهوات جبال الواركزيز في عملية نوعية جريئة يقتل ويسلب جنود العدو في عقر دارهم وثائقهم وأسلحتهم.

لا شيء أعجز صواريخ جيش التحرير الشعبي الصحراوي من أن تدك ثغرة الكركرات ذات ليلة تهشمت فيها أنف كبرياء أبواق العدو ومزاميره.
كل قواعد العدو اليوم تقع فوق فوهة بركان فيزوف، القنابل والصواريخ والنيران والقصف الذي لم يتوقف ليلة واحدة منذ اندلاع الحرب.
العدو ينزف في أول تصريح لرئيس الدولة الصحراوية عن حصيلة بالأرقام في قصف ليلة واحدة 59 قتيل ومعه ما يماثل من الجرحى إنها مجزرة ومذبحة بما تعنيه الكلمة من معنى.
هذا إذا وضعنا في الاعتبار ما يزيد على الألف قصف.
تحطيم، قصف، قصف عنيف، تدمير، تدمير كامل، قواعد، رادارات، مقرات قيادة، منشآت...إنها الأفعال الميدانية في ساحة الوغى.
هي بيانات وزارة الدفاع الصحراوية عن سير الحرب التي ينقلها بأمانة وحزم، الإعلام الصحراوي إلى العالم الذي ظل مصدرا موثوقا للعالم من البنتاغون وزارة الدفاع الأمريكية وكل دوائر العالم.
الحرب الضروس في الصحراء الغربية، يتألم منها العدو في صمت، في جبهات القتال لا مجال للنكران والجحود، يتسلل برد الموت والخوف في قلب كل جندي يختبئ في غار.
جيش من الجندرما خلف حزام الذل والعار يتتبع آثار الجنود الهاربة يوميا من القواعد التي أصبحت مقابر ومدافن ليقدمها للمحاكمة ويعيدها لا حقا الى الموت.
عشرات من الشبان المغاربة هروبا من التجنيد تتسلق جدران وأسوار المدن الاسبانية.
تكتم إعلامي مغربي غبي وهزيل لضحاياه وأضراره.
فتقابلنا كل يوم أشرطة التأبين المكتوم على وسائل التواصل الاجتماعي لضباط وجنود مغاربة ماتوا بلسعات العقارب والأفاعي الصحراوية والغرق في المحيط...
على رأس العام الجديد نقف على مناخ طبيعي وواقع مستمر معاش الحرب المتصاعدة وتيرتها.
الحرب تصاعدها يعني مزيدا من الموتى مزيدا من الجرحى مزيدا من التدمير للمعدات والإمكانيات، 450 مليون دولار آخر قرض يزيد على الديون الثقيلة ودون مسؤولية ولا معنى أن يبقى الجنود المغاربة في الصحراء الغربية ولا يرحلوا الى أرضهم.
ورطة كبيرة، وحسابات خاطئة، وتقدير سيء، ذلك الذي قدمت المخابرات الفرنسية والمغربية للحاكم الغبي في الرباط، ليرتكب نفس خطأ أبيه.
وحدة الشعب الصحراوي، ظلت دائما كلمة السر، عظمة الإنسان الصحراوي، شجاعة الشعب الصحراوي، وعي الشعب الصحراوي، ذكاء الشعب الصحراوي، نبل الشعب الصحراوي، روح الإقدام والتضحية والعطاء من كل فرد من الشعب الصحراوي.
الشعب الصحراوي معجزة القرن وكل القرون شعب مجاهد، شعب مقاتل، شعب يعشق الحرية وتلمع في عيونه بشائر النصر، يستهزئ من كل العقبات وكل العوائق وكل الآلام، بل يحولها الى نصر وزغرودة وأغنية تكرر صداها الأجيال وتعتمدها شعارات لا يمحيها الزمن.
لا استقرار ولا سلام قبل العودة والاستقلال التام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...