سلطانة خيا: العيون من أجل العيون


صورة المناضلة الصحراوية الكبيرة : سلطانة خيا

 

 

لا تقدم البيانات والتقارير التي يصرح بها الناطق باسم جيش التحرير الشعبي الصحراوي من فراغ، بل من واقع أزيز الصواريخ وشكشكة صفيرها في سماء الارض الصحراوية، بل من واقع لهبها الذي يحرق ويشوي وقوى تدميرها الذي تحول مكان سقوطها الى شتات وفتاة، تحصد الارواح قطعه المتفجرة  التي تسببت في الاعداد الهائلة التي تغص بها مستشفيات العدو المحرمة على الزوار وتشهد حراسة مشددة في تكتم تفضحه من حين لآخر وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيات من هنا وهناك.

لا يمكن تغطية السماء بالغربال كما يقال صوت الرصاصة الصحراوية ان لم يسمعه الملك الهائم الغائب، صمت به الامم المتحدة التي عناصرها لا تزال تنتظر رفع الراية البيضاء من جيش الاحتلال المغربي والرجوع الى جادة الصواب.

لا شك ان عيون المناضلة سلطانة خيا تلك العيون التي يحاول ان يفقئها المحتل المغربي  او يفقدها البصر، تفقده هي  اعصابه والبصيرة وبنرفزة وضعف الحيلة يحاول استخدام اساليبه الدنيئة التي تتحول الى سلاح موجه اليه كإدانة وحجة وبرهان على أنه فاقد للشرعية وفوق القوانين الدولية وحقوق الانسان بل ومجرم يستخدم ادواتها امام العالم بالصورة والصوت.

ونشاهد في رمزية عالمية جديدة بديلة للعصابة التي كانت على عين "موشي ديان" الملعونة انسانيا الصهيوني الذي اشتهر بوحشيته ضد الشعب الفلسطيني، تأتي الدائرة الحمراء الخضراء السوداء حول العين الثانية لسلطانة خيا كرمز للصمود والتحدي والثبات على قوة الحق والتشبث بالحرية والعناد المنقطع النذيرمن اجل اسمى المبادئ وهي حرية التعبير رغم الجلد بالعصي والهراوات والرفس والجر والسحل والكلام البذيء الجارح على مرأى ومسمع من العالم.

كلما تلونت عين سلطانة تلونت هالة الذنب حول عين العالم واحتاج الى عصابة الجرم والعمى وتحول الى مجرم كموشي ديان.

الكثير من الناس عبر العالم لونوا عينهم اليمنى واختاروا هالة الالم والجرح الدامي تعبيرا عن التأييد لحق الشعب الصحراوي ورفضوا الوجود المغربي في الارض الصحراوية وصارت لهم نفس اللون ونفس الهدف ونفس العزيمة على رفض الظلم والقهر والاستسلام.

انها الآلام والاوجاع والآهات عندما تتحول الى شكل عندما تتحول الى صباغات، حينها تنقلب في الضمير العالمي من مأساة الى انتصارات.

انها الكرامة والعزة والنبل والشهامة عندما تتحول الى ألوان وعلى العين وحولها يصبغ الكثير من النساء والاطفال الرمز العالمي الجديد هالة الحرية على عين سلطانة  ويحاكون به بصمة المقاومة التي لم يعد بالامكان محوها حتى ولو قلعت العين وحتى الرأس.

المرأة الصحراوية اليوم في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية تخطت الى الصفوف الامامية ورسمت خط التحرير في هذه الحرب التحريرية التي يخوضها الشعب الصحراوي والتي بصمتها التضحية والعطاء وان الالم يتحول دائما الى أغنية كما تحولة ضربة حجر من جلاد جبان الى رمز للحرية في العالم أجمع.  


 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...