دراسات اجتماعية : الأسرة الصحراوية ببلاد المهجر



بين الواقع والمأْمول
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم 
 " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ " صدق الله العظيم
 (72 سورة النحل)
مشروع وتعاونوا على البر والتقوى

المحتويات:
1. مدخل.
2.أهمية الأسرة في المجتمع.
3.أهمية الأسرة في الإسلام.
4. واقع الأسرة الصحراوية بالمهجر.
5.تأثيرات التحولات السريعة بسبب الغزو والاحتلال.
6. الواقع والآثار السلبية (الأبناء وظاهرة الزواج).
7. الأهداف والمأمْول لمعالجة الآثار السلبية (تشكيل هيئة عمل). 
8. اقتراحات عملية (برامج ميدانية).
9.خاتمة.

1. المدخل
بدأت الحياة البشرية في أول عهدها من علاقة فطرية تكاملية بين زوجين رجل وامرأة، ليصيرا أباً وأماً،
 قال تعالى "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى" صدق الله العظيم سورة النجم (45) وأسرة كانت الوحدة الأولى في بناء المجتمع البشري.
ومن تلك الأسرة الواحدة تفرعت أسرا متعددة تجمع بينها علاقات ألأصل الواحد، وعلاقات القربى ومنها تشكلت الشعوب والأمم. 
قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" صدق الله العظيم الحجرات (13) وكانت هي السنة الإلهية التي فطر الله الناس عليها لإعمار الأرض.
الأسرة هي الركن الرئيس في بناء المجتمع وهي اللبنة الأولى في دفئها ينشأ الأفراد وتتشكل شخصيتهم. وليس ذلك إلا لحكمة أرادها الله لعباده من اجل عمارة الأرض وعبادة الله. قال تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ" صدق الله العظيم (115) المؤمنون.
كما أن الأسرة تتعدى الى أنها هي المنبت للولد وتحمي الآباء من الضياع. وتنتقل الرسالة التي أرادها الله وتورث الى أجيال جديدة صالحة، وهي سنة الأنبياء والصالحين.
 قال تعالى عن زكريا عليه السلام : (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) صدق الله العظيم مريم /3-7 




2.أهمية الأسرة في المجتمع

تتجلّى أهمية الأسرة ومكانتها العظيمة في المجتمع من خلال الأمور الآتية:
تلبية الاحتياجات الفطرية، والتي تتمثل بتلبية الرغبات الفطرية، الجسمية، والنفسية، والعاطفية، فيتشكل مجتمعاً سليماً ومتكاملا ً.
قال تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" صدق الله العظيم (21) الروم 
تحقق الأسرة القيم الاجتماعية وتحافظ على المجتمع من الظواهر السلبية، وتضمن معاني التكافل الاجتماعي مع غرس القيم الحميدة والفضائل الخُلقُية داخل الفرد والمجتمع. 
وتعتبر الأسرة لبنة الأساس في بناء المجتمعات حيث أن قوة وضعف المجتمع تقاس بناء على تماسك الأسرة أو ضعفها، وصلاح المجتمع أو فساده مرتبط بها.
والأهم من كل ذلك هو الحفاظ على النوع البشري واستمرار تكاثره على الأرض، ذلك الولد الذي سيصير رجلا والبنت التي ستصبح أما، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في تكاثر أمته، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لا تَلِدُ أفأ تزوجها قَالَ لا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ." صححه الألباني.  ويتبين أن الأهمية في التكاثر كبند أول لتأتي الأمور الأخرى تباعا.




3.أهمية الأسرة في الإسلام
وكما أسلفنا في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة فيتبين أن الأسرة هي السر الإلهي الذي وضعه الله لنا لنعيش وسطها ونعمل على بعث الحياة فيها وتقويتها. 
وقدم الإسلام الأهمية الكبرى للأسرة وهذا لأنها تعتبر من الأولويات في الحياة كونها المسؤول الأول عن تجسيد روح الترابط الشرعي والتكامل فيما بين أفراد المجتمع.
تكمن أهميتها في اعتماد الإسلام كإطار للتربية ومنهج حياة وعقيدة. وهي مسؤولية وحمل ثقيل أيضا وفي الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال َألَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه متفق عليه، والراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه.
     وتنبع أهمية الأسرة كذلك من خلال أساليبها في بناء قيم الأبناء وسلوكهم، حيث يبدأ التوجيه السديد من الأسرة، ثم المسجد والمدرسة، وأخيرا المجتمع، وبمعنى آخر فإن الأسرة هي التي تنشئ أطفالاً مُفرقين بين الحقّ والباطل، وبين الخير والشرّ.
والأسرة تبدأ بالزواج كأول خطوة والذي جعله الله نصف الدين ترغيبا فيه وحثا عليه وقد ثبت ذلك في الحديث الشريف، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي. رواه الطبراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه للبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد 
والشطر يعني النصف، وينطبق نفس الأمر على المرأة، فالأم الصالحة هي المدرسة المؤمنة على الجيل الصالح الذي سيترعرع على الخلق الكريم والصفات الحميدة.
والأخلاق الحميدة ربما أوسع معنى من الدين فلم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لإتمام الخلق.
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" رواه أحمد.
وقد قال الشاعر أحمد شوقي: 
   إنما الأمم الأخلاق ما بقيت        فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
4.واقع الأسرة في المهجر
إذا ألقينا نظرة عامة على حياتنا الاجتماعية الجديدة بالمهجر وواقع الأسرة الصحراوية الملموس نجد أن الأسرة الصحراوية في أوروبا تعيش مرحلة انتقالية تحتاج فيها إلى توجيه ودعم.
 فالجيل الأول من المهاجرين الصحراويين الذين قَدِموا إلى المجتمعات الأوروبية واستقروا فيها، اصطحبوا معهم تراثاً تربوياً وعادات اجتماعية كانت هي مُنْطلقهم في تربية أبنائهِم، وهم لا يملكون غير ذلك الرصيد الذي جاؤوا به. 
وكونهم يعيشون في الغالب بمعزل ما عن المجتمع الأوروبي، ويجهلون الكثير من أعرافه وعاداته، فإن ذلك ولّد لديهم حالة من الخوف على أبنائهم من أن يفقدوا خصوصيّاتهم الدينية والثقافية، فتجدهم في حالة من الانشغال الدائم للدفاع عن أنفسهم وأبناءهم من عوامل تأثير ظروف الغربة الخارجية ولكنّ الأبناء الذين التحقوا بالمدارس الأجنبية العامة واحتكّوا بالمجتمع عن قُرب، لا يجدون أنفسهم في الموقف نفسه الذي عليه آباءهم. 
ومن هنا تنشأ كثير من الإشكاليات بين حرص الأسرة على ما تعتبره ضوابط ضرورية لحماية الأبناء، وبين البحث عن التوازن لدى هؤلاء الأبناء، وهم يحاولون التوفيق بين ولائهم للأسرة وقيمها، وبين انتمائهم للمجتمع الجديد وما يتطلب ذلك. 
وتحت تأثير ضرورة التشبث بالقيم الإسلامية وعادات المجتمع الصحراوي الأصيلة دون السقوط في أزمة الهوية وصراع المبادئ والقيم في البلد المضيف تجد هذه الأسر نفسها تدفع ضريبة الهجرة التي اصبحت نتائجها تظهر سلبا بصورة أكبر في النواحي الاجتماعية والتربوية.
 الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي أصبحت تهدد وجود وكينونة الأسرة وأصبحت تطفو من حين لآخر كغلاء المهور وظاهرة ارتفاع نسبة العنوسة ثم تفاقم ظاهرة الانحراف لدى الشباب وفك صلة الرحم بين الأسر علاوة على التباهي والتفاخر بالمال والجاه في المناسبات الأسرية والملتقيات الاجتماعية نتيجة اضمحلال بعض القيم والأعراف والعادات النبيلة التي كان المجتمع الصحراوي يتميز بها وينفرد.
ونتيجة لغياب الوازع الديني والأخلاقي وتفشي الجهل الثقافي في مجتمعنا، بفعل الحياة الجديدة في مجتمع رأسمالي يؤمن في غالبه ب"لغة المادة " وتناقض ذلك مع المجتمع المحافظ والأصيل، وهبوب رياح المفاهيم الخاطئة والغريبة في ظل غياب عمل مؤسسي توجيهي من نصح حنون وتقويم الاعوجاج لين مناسب.

فهذه المواضيع والهموم وغيرها كان من الذكاء والفطنة تكييف سلوك الأسرة الصحراوية النبيلة مع واقع العيش المتسارع في تحقيق أهدافها والاستفادة من العلوم والحضارة ورفع تطلعات الشباب وتوجيه طموحه الجارف هي الأجدر أن تتجه إليها العيون البصيرة والقلوب الخيرة وأهل العقول الراجحة لتشكل هيئة قوية كإضافة نوعية تساهم بجد في عملية الإصلاح بعيدا عن الاستعراض والعشوائية.

5.تأثيرات التحولات السريعة بسبب الغزو والاحتلال
لا شك أن المغفل عن ارتباط كل ذلك بواقع شعبنا المرير في حرمانه من نيل حريته واستقلاله، بسبب الغزو والاحتلال ووجوده في واقع اللجوء وما يعنيه من حالة خاصة هي حالة حرب طويلة امتدت لسنين، تعرض فيها شعبنا الى تغييرات وتبدلات سريعة لا نعرف ما فقد وما اكتسب ويستعصي على الباحث المنصف أن يقرر ويلم ويحدد عناصر القوة والضعف في تلك التحولات الجوهرية على المستويات الثقافية والنفسية والخلقية والدينية وما صاحب كل ذلك من الكثير من الأمور التي سيكون لها تأثير على الجيل الجديد نتيجة انشغال الآباء في القتال والأمهات في البناء للمؤسسات وتقلص المساحة والزمن الذي يجده النشأ من الإشباع التربوي الطبيعي من الثقافة اليومية المتدرجة التي ورثت من الآباء والأجداد، هذا اذا أضفنا أن اغلب الآباء اليوم قضوا الكثير من أعمارهم وأوقاتهم يدرسون بعيدا عن حضن الأسرة الطبيعي في بلدان شتى وفي بيئات غريبة وما يترتب على ذلك من التأثر الذي يجعل البناء الفكري الصحراوي ينشأ اكثر تعقيدا إيجابا وسلبا والأهم هو حرمانه من الثقافة الأصيلة لأصول التربية الصحراوية في بيئتها ومناخها.
وان كانت جماهير شعبنا في المناطق المحتلة بسبب وجودها تحت حذاء المحتل وما ينجر عن ذلك من سياسات ممنهجة تهدف الى تدمير المجتمع الصحراوي وتذويبه وتغيير لغته وحضارته وسلوك أبنائه لأصعب وأمر وما لقي من تهجير شبابه الى مدن الشمال المغربي ونشر الفساد والآفات المختلفة 
وسياسات القمع والتنكيل والسجون وكل الأمور التي لا يمكن حصرها، هدفها الأساسي هو تحويل الإنسان الصحراوي الى مغربي وقتل روح الانتماء ووضع هوة بيننا في اللجوء والمناطق المحررة وبين نصفنا الآخر بالمناطق المحتلة، وتشريع سياسات الغزو ديمغرافيا وثقافيا يضاف الى الغزو العسكري.
إن هذه الظروف التي لا تزول إلا بزوال المحتل يجعلها مستمرة، وتضع الأسرة الصحراوية أمام تحد كبير ومواجهة حقيقية وتلبسها بذلك الطابع 
الخاص وهو "الظروف الاستثنائية" ومواجهة العدو الذي يصبو الى تدمير شعبنا بسياساته الخبيثة ونقف بقوة بمواجهات شجاعة وواعية تتلاءم مع روح العلم  وطفرة التعليم والوعي السياسي الذي أصبحت من سيمات شعبنا.
6-الواقع والآثار السلبية (الأبناء وظاهرة الزواج).
وكما أسلفنا أدى استقرار أفراد الجالية الصحراوية ببلدان المهجر إلى وجود تحديات كبيرة تفرض نفسها منها ما يخص تربية الأبناء بالمهجر باعتبارهم من الأجيال الحديثة التي تعيش مواجهة غير مسبوقة بين ضرورة الحفاظ على جذور هويتهم الصحراوية والإسلامية ومطلب الاندماج في مجتمع بلد الاستقبال. وهي معادلة صعبة تواجهها الأسر والتي تحاول جاهدة التوفيق بين الأمرين، محاولة تربية جيل ناشئ يستطيع استيعاب وضعه الجديد في بلدان المهجر دون السقوط في أزمة الهوية أو صراع المبادئ والقيم.
وأقام الإسلام الأسرة على أساس عقد اجتماعي بين المرأة والرجل مستندا على أحكام شرعية واضحة وبينة غير أن جهل بعض الأسر بها خلق آثارا سلبية منها:  
❖غياب الاستقرار الاجتماعي الناتج عن حرمان تكوين أسر جديدة والذي يؤثر سلبا على قوة ومتانة شعبنا العددية.
❖إحجام أو تأخر سن الزواج لكل من الشاب والفتاة ودخولهم في مرحلة العنوسة. 
❖سلوك شبابنا سلوكا منحرفا بحثا عن الرزق الحرام وإشباع الغريزة بأشكال محرمة شرعا.
❖قد يؤدي غلاء المهور إلى تفكير الشاب الصحراوي أو الشابة الصحراوية في الزواج من ألأجانب. 



7-الأهداف والمأمول لمعالجة الآثار السلبية (تشكيل هيئة عمل)
بناءا على ما سبق ولمعالجة الخلل اجتماعي نرى ضرورة تشكيل هيئة تضم رجال ونساء وشباب تطلق مبادرة للعمل الجماعي لتحصيل ما أمكن من الإصلاح.
نجمل   أبرز المواصفات   الشخصية والمهنية التي ينبغي أن تتوفر في أعضاء الهيئة حتى يتمكنوا من أداء دورهم في التوجيه والإرشاد للأسر بكفاءة عالية على النحو التالي:
سلامة العقيدة والتفقه في الدين مع الإلمام بالأحكام الشرعية.
الإلمام بالقدر اللازم من العلوم الشرعية والحياتية بما يخدم ويحقق بناء النفوس بطريقة شاملة ومتكاملة.
توفر قاعدة علمية معرفية رصينة عند دعوة الناس وتوجيههم وإرشادهم مع القدرة على الفهم والتعبير الجيد والإقناع.
شمولية وتنوع هذه المواصفات نابع من معاني الحكمة والتبصر وإحرازها ليس بالأمر الهين إذ يحتاج إلى بذل جهد من طرف الأعضاء وعليهم الأخذ بالأسباب ليقتدوا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي انتهج الحكمة ببراعة تامة وهو يدعو الناس إلى الخير ويجتهد في إرشادهم وإصلاح نفوسهم.

8-اقتراحات عملية (برامج ميدانية).
القيام بالدراسات الاجتماعية التي ترصد واقع الأسرة الصحراوية بالمهجر وما تشهده من تحولات وتطوّرات وما تعاني من صعوبات وإشكالات، ليكون ذلك مساعداً على تحصينها وتقوية كيانها، لتؤِّدي دورها في التربية والتوجيه للأجيال الناشئة.
توجيه بعض الدارسين والباحثين المتخصِّصين للقيام بهذه الدراسات، وصولاً إلى إنشاء مؤسسات بحثية متخصِّصة في هذا الميدان.
تعَميق الوازع الديني في نفوس المواطنين (مواعظ وإرشادات)
ـ التنبيه على العادات والسلوكيات الأسرية المخالفة للإسلام وقيم مجتمعنا النبيلة وإنكارها حتى لا تكون حجّة لمن يتبعها فيقع في الإساءة للإسلام جهلاً به، أو من يرتكز على هذه العادات لينال من خصوصية وتميز مجتمعنا بغير حقّ.
إعطاء المرأة مكانها اللائق في المؤسسات الإسلامية والاجتماعية، وتقدير جهودها وعطائها حتى تظُهِّر شخصيّتها وتردّ بنفسها على المُغرِّضين الذين يريدون إثبات دونيّتها وعجزها، وباعتبارها نصف المجتمع.
❖ التركيز في تعليم أبنائنا وشبابنا وتربيتهم على أهمية الأسرة، وعلى العناية بأمر الزواج وبيان أهدافه وآدابه ومراحله.
❖ تشُرف الهيئة على عملية العقد وتقدم توجيهات للأسرة حول أخلاقيات حفل الزواج الشرعية.
❖ تفكر في إيجاد مصدر مادي لمساعدة الشباب والتخفيف من تكاليف الزواج.
❖تجَعل من منبر جمعية النور والمنابر الاجتماعية وسيلة إعلامية لتبليغ رسالة الإصلاح المنشود.
❖تمُارس هذه الهيئة عملها تحت إشراف إدارة جمعية النور الإسلامية بالتنسيق مع إدارة الجاليات الصحراوية.

9- خاتمة.
في خضم البحث عن العلاج للمشاكل الاجتماعية التي تسلخ في كل المجتمعات، ولتحصين شعبنا، تود جمعية النور القول إنها جزء من هذا الوعي النير لشعبنا الذي يجب استغلاله وتفعيله وتجديد به خطاب تنظيمنا السياسي ودعمه بمختلف عناصر القوة وجعل إدارة الجاليات بما لها من تفرعات على شكل جمعيات ورابطات وكذا مكاتب دولتنا غنية بالأفكار النيرة النبيلة، وفتح النقاش العام الواعي من اجل التوعية والتحسيس بخطورة الأمراض الاجتماعية ووضع دراسات جادة ومشاريع إصلاحية عملية وتجديد الأساليب وتطويرها وتكييفها مع لغة العصر السريعة والمتسارعة بما يعود بالنفع على الإنسان الصحراوي وبالتالي أسرته، التي تصب في تحصين مجتمعنا والمحافظة على ثقافته وتراثه ومواجهة خطط العدو وأهدافه بصلابة وعزم حتى نيل المبتغى وهو أولا رضى الله تعالى إلهنا وربنا وخالقنا وإرجاع شعبنا الى ربوعه المغزية واستكمال تحرير وطننا المحتل وتماسك شعبنا العربي المسلم ذو النخوة والخلق الكريم  والله هو الموفق القادر على كل شيء نعم المولى هو ونعم النصير.
انتهى 
جمعية النور ماي 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات النّاس

خوسيه موخيكا...ست رصاصات في الجسد ونضال ضد الدكتاتورية

الريف الجزائري بجماله الخلاق مع الشاعر الجزائري محمد العيد ال خليفة الرقيق المبدع الساحرة كلماته ...